بعد انتهاء معركة العبور، وقرار الرئيس الراحل أنور السادات إقامة علاقة سلام مع إسرائيل، قررت الدولة البدء في تنفيذ مشروعات عمرانية جديدة.
أكثر من مدينة أو مجتمع عمراني جديد ظهر إلى النور في النصف الثاني من السبعينيات، عندما كلف "السادات" المهندس حسب الله الكفراوي، بالتخطيط لإقامة مدن تستوعب الزيادة السكانية.
"مدينة 6 أكتوبر" كانت واحدة من هذه المشروعات التي خلدت المعركة العسكرية، إلى جانب مدن أخرى مثل "العبور، العاشر من رمضان".
وبحسب تقرير تليفزيوني مصور ليوم تأسيس المدينة، في مارس 1981، يظهر الرئيس أنور السادات، وهو يهبط من طائرة هليكوبتر كانت تقله إلى موقع المدينة الجديدة في الصحراء.
وفي لقطة تالية، يظهر "السادات" وعلى يمينه نائبه حسني مبارك، ثم عثمان أحمد عثمان، رجل المقاولات الشهير، ويظهر خلفه من اليسار حسب الله الكفراوي، الذي كان رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة آنذاك، وهو الرجل صاحب الفضل الأكبر في تأسيس المدينة.
وعلى اللوحة التأسيسية للمدينة كُتب: "بسم الله الرحمن الرحيم.. وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا.. صدق الله العظيم. بفضل من الله وتوفيقه تفضل السيد الرئيس محمد أنور السادات رئيس جمهورية مصر العربية بوضع حجر الأساس لمدينة 6 أكتوبر يوم الأحد 24 ربيع الثاني 1401 ه الموافق 1 مارس 1981 م.. هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة".
ويمكننا أن نتبين بعض الكلمات من الحوارات الجانبية الطريفة بين السادات وعثمان أحمد عثمان في الفيديو، إذ يقول الأخير: "أنا بحب المقاولات يا ريس"، فيرد السادات: "لا، أنا ما طقتهاش"، وفي لقطة أخرى يعلق الرئيس على الطرق، وفيما يبدو فإنه يطالب بتمهيدها أو شيء من هذا القبيل.
مدينة 6 أكتوبر تقع على بُعد 38 كم متر من القاهرة، ولعبت دورا كبيرا في تقليل الكثافة السكانية عن العاصمة، وهي من المشروعات التي لا تزال تذكر للوزير حسب الله الكفراوي، الذي يلقب بـ"أبو المدن الجديدة"، ومن مميزاتها أنه غير مسموح بإقامة مبان عالية الارتفاع، كما أنها احتضنت مقرات مدينة الإنتاج الإعلامي والقمر الصناعي.