يعتبر القطاع الزراعي، أحد العوامل الأساسية، التي يرتكز عليها الاقتصاد المصري؛ نظراً لما يشكله من أهمية كبرى تقوم عليها مقومات الأمن الغذائي المصري.
وفي ظل تدعيم هذا القطاع العام، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم مع شو دونيو مدير عام منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "فاو"، وذلك على هامش انعقاد الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة لـلأمم المتحدة بنيويورك.
وأشار الرئيس على إلى حرص مصر على تطوير العلاقات مع المنظمة ودفعها قدماً في كافة المجالات التي من شأنها تحقيق التنمية الزراعية، لا سيما في ضوء الأهمية التي توليها مصر للارتقاء بالقطاع الزراعي كأحد المقومات الرئيسية لتحقيق النمو الاقتصادي، وذلك ضمن المنظومة الأشمل لتحقيق التنمية المستدامة وفق "رؤية مصر 2030".
في ضوء ذلك، نرتكز على الأهمية التي يمكن الاعتماد عليها في التعاون مع المنظمة خلال الفترة القادمة، وأهم ما يمكن أن يحتاجه الجانب المصري من خلال ثمرات التعاون مع تلك المنظمة.
خبير اقتصاد زراعي: التعاون مع "الفاو" يحقق ميزة ندية وتنافسية
قال الدكتور يحيى متولي، أستاذ الاقتصاد الزراعي، إن منظمة الأغذية والزراعة "الفاو"، لديها مستشارين وعلماء في مجالات الإنتاج الحيواني والإنتاج النباتي، لافتاً إلى أن تلك المنظمة منتشرة في كافة دول العالم، وأساس تواجدها في إيطاليا.
خبرات وتجارب
وأضاف "متولي" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه يمكن الاستفادة من خبراء وبتجارب الدول الأخرى الناتجة عن العمل مع المنظمة، بتنفيذ العديد من المشروعات لدينا، فنحن على سبيل المثال لدينا حاجة ماسة لـالاستزراع السمكي، وهناك أنواع معينة من الأسماك يجود زراعتها في مصر كسمك البلطجي والجمبري، وهناك العديد من المستحدثات والأصناف الجديدة ذات إنتاجية أعلى، والخبراء المصريين يمتلكون تلك الأفكار، لكن إذا تمكنا من الاستفادة بخبراء في منظمة الفاو، ستكون الفائدة أكبر؛ لأن هؤلاء الخبراء لديهم خبرة في هذا المجال لفترة طويلة، ومن الممكن أن يحدث اندماج بين الخبراء المصريين وخبراء هذه المنظمة.
ميزة ندية
وأشار إلى أن هناك العديد من التسهيلات التي يمكن أن تقدمها المنظمة في مجالات شتى من الإنتاج النباتي والحيواني، متابعاً بأننا من خلال التعاون مع المنظمة لا نسعى بصورة أساسية للاكتفاء الذاتي، بينما نسعى لتحقيق ميزة ندية وميزة تنافسية، بأن نكون مميزين عن غيرنا في العديد من المنتجات، فمصر على سبيل المثال تصدر أسماك ذات نوعيات عالية، وتستورد أسماك ذات نوعيات منخفضة، كما أننا لدينا اكتفاء ذاتي من الإنتاج الداجني، ونستورد نسبة بسيطة لا تزيد عن 5%، ولكن هناك ما يسمى بذوق المستهلك، والذي يشكل عائق في أننا لا نستفيد من مخلفات الدواجن، على الرغم من إمكانية الاستفادة منها إن كانت هناك مجازر على ذات مستوى كبير، وهذه من ضمن الأمور التي لا بد من دراستها جيداً مع "الفاو".
وفيما يخص المحاصيل الاستراتيجية، أوضح بأن لدينا أصناف عالية الإنتاج تجود في مصر، لكن المنظمة تمتلك خبرات وأفكار وتمويل علمي وعيني يمكن أن تساعد به مصر لزيادة إنتاجنا من محصول كالقمح.
نقيب الفلاحين: التعاون مع "الفاو" سيساهم في تغطية عجز القطاعات الزراعية
فوائد عديدة
فيما علق حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، مشيراً إلى أن التعاون بصفة مع المنظمات الدولية والدول الأوروبية المتقدمة أساساً في المجال الزراعي له فوائد عديدة بالنسبة للزراعة المصرية والقطاع الزراعي بصفة عامة، حيث أننا نستفيد من الخبرات والدعم الذي تقدمه المنظمات للدول النامية مثل مصر.
وأضاف " أبو صدام" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن هذا يعتبر من التحركات السياسية الممتازة في المجال الزراعي، التي ستؤدي بنا إلى دعم القطاع الزراعي وتنميته بصورة حديثة ومتطورة، كما ستحسن سمعة الصادرات المصرية، خصوصا مع مشاركة الدول الأوروبية، سيكون لها دور بخصائص معينة ونشاطات معينة، حيث أن تلك الدول توصلت إلى تقاوي جديدة يحتكرونها، فيمكن من خلال المنظمة الاستفادة من هذه التقاوي، فهذا يعد من الخطوات الممتازة والإنجازات العظيمة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتنمية القطاع الزراعي.
سد العجز
وأشار إلى أهمية دور المنظمة بما توفره من تمويل مالي وخبرات وتقاوي، وإمداد مصر سيفيد في القطاعات التي نعاني من عجز فيها، كقطاع التقاوي، حيث أننا نستورد جميع أنواع تقاوي الخضر، كما سنستفيد من زيادة كمية الحبوب كالقمح، بالاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة والأصناف الجديدة التي تنتج أكثر وتقاوم الأمراض، وكذلك المبيدات الحيوية والزراعية والأسمدة.