عمره 8 سنوات.. بائع مخبوزات بالمحلة: "بساعد والدي وبحلم أكون ضابط شرطة"

الاثنين 14 سبتمبر 2020 | 08:57 مساءً

"تشتري قرص يا أستاذ.. تشتري يا أستاذة" بهذه الكلمات البسيطة بهذه الكلمات يجوب بها الطفل "يوسف" الذى لم يتعدى عمره ٨ سنوات فى الشوارع وإشارات المرور بابتسامة لا تفارق وجهه الطفولى واثقا من نفسه ليبيع بضاعته قاصداً المكسب الحلال لمساعدة والده المريض.

قرر "يوسف عاشور" أو بائع المخبوزات، أن يساعد والده وشقيقه الأكبر الذين يعملان فى فرن متواضع بمنطقة أبو الحسن، بمدينة المحلة الكبرى، بمحافظة الغربية، فى الإجازة السنوية، حتى يعتمد على نفسه ويحصل على الأموال بالعرق والكفاح.

لم يخجل "يوسف" فى يوم من طبيعة عمله بل يواجه كلمات التنمر فى بعض الأحيان بكل شجاعة وقوة ويعلم أن طريق الكفاح طويل والصبر مفتاح النجاح.

وروى بائع المخبوزات لـ"بلدنا اليوم" أسباب عمله وهو فى سن صغير حيث قال، إن لديه ثلاث أشقاء هو أوسطهم ويعمل بتلك المهنة منذ فترة من أجل الحصول على المال حتى يعتمد على نفسه لأن "العمل عبادة" وطلب من والده الذى يعمل فى فرن مخبوزات أن يأخذ منه بضاعة ويبيعها فى الشارع مقابل ٢٥ قرشا فى القطعة.

مضيفا أن شقيقه يساعد والده فى خبز البضاعة وإعدادها للبيع لكونه مريض ويعانى من دوالى فى الساق تستلزم إجراء عملية جراحية، ولم يتمكن من عملها بسبب عدم وجود أموال كافية، بالتالى لا يستطيع الوقوف كثيراً، ولهذا قرر أن يساعد والده وشقيقه فى العمل.

ولفت إلى أنه معروف بين زملائه ومعلميه فى المدرسة بتفوقه وألتزامه ودائم حصد الدرجات النهائية، ولكن هذا لم يمنعه من العمل فى الإجازة السنوية بهدف جلب المال الذى يساعده على شراء ما يلزم دون الحاجة لطلبها من أسرته، فـ"الرزق بالحلال أفضل من مد اليد أو ارتكاب فعل يغضب الله هكذا تعلم من والده".

وفى سياق متصل، أضاف بائع المخبوزات، أنه فى بداية كان الأمر صعب ويخشى من التجول فى الشوارع وحده أو سرقة البضاعة لكن مع مرور الوقت اعتاد على ذلك، بل فى كثير من الأحيان يلقى تشجيع من الأخرين ويدعموه لاستكمال طريقه لافتا إلى أن الإقبال من على شراء بضاعته متوسط ولكنه يستطيع العودة إلى المنزل ومعه ما يكفى لشراء احتياجاته.

وأشار "يوسف"، إلى أنه تعرض للتنمر من بعض الأشخاص والسخرية منه كونه يجوب فى الشوارع ممسكاً بطاولة خشبية عليها القليل من المخبوزات التى صنعها والده وشقيقه الأكبر، لكنه كان دائم الاعتزاز بنفسه وبعمله ويقول لهم "العمل مش عيب وطعم الرزق بشق الأنفس له مزاق خاص ربنا بيرزق وبيكتب الرزق على قدر التعب والمشقة".

واختتم حديثه مؤكدا أنه مستمر فى عمله كبائع مخبوزات ويتمنى فى المستقبل الالتحاق بكلية الشرطة.

بائع المخبوزات بالمحلة