يحل اليوم الإثنين الثالث عشر من يوليو 2020، ذكرى وفاة سيدة هي من أفضل نساء العالمين، أطلق عليها أم المؤمنين كانت حبيبة النبي وزوجته التي كان دائم الذكر بها، اليوم، الثالث عشر من يوليو، الموافق السادس عشر من شهر رمضان الكريم، هو ذكرى وفاة السيدة عائشة بن أبي بكر أم المؤمنين.
كان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يُلقبها بالصديقة بنت الصديق رضي الله عنها وأرضاها، وكان يناجي ربه في حبها قائلا: "اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك".
مولد السيدة عائشة
ولدت ونشأت في بيت عامر بالإسلام والإيمان، والدها هو أبو بكر الصديق "رضي الله عنه وأرضاه"، اسمه الحقيقي عبد الله بن أبي قحافة أحب الرجال إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وأعزهم عليه وأول من أسلم من الرجال وأفضل الناس بعد النبي، أمها (أم رومان) من أوائل المسلمات في مكة، وبايعت الرسول وهاجرت معه ومع آل أبي بكر.
ولدت عائشة بمكة لأبوين مسلمين في السنة الرابعة للبعثة النبوية، خطبها النبي (صلي الله عليه وسلم) وهي بنت 6 سنوات بعد مرور عامين وقيل ثلاث من موت السيدة خديجة، أرسلها والدها إلى البادية وعهد بها لمن يقوم بتربيتها من عرب بني خزام، ونشأت على الفصاحة والبلاغة والصفات العربية الأصيلة، لم تعرف من أباطيل الشرك شيئا، ما أكسبها فكرا ا نقيا وقلبا طاهرا مكنها أن تكون عالمة ذات شأن في عصرها، نشأت في بيئة ذات مكانة اجتماعية كبيرة، أحب زوجات الرسول (صلى الله عليه وسلم) إليه لأنها بنت أبي بكر (بعد خديجة ) أراد الله أن يهون عليه وأن يعوضه خيرا فأرسل إلى الرسول يبشره بالزواج من عائشة ابنة صاحبه الوفي الصدوق لتحقق له الاستقرار النفسي ليتفرغ هو لشئون الدعوة الإسلامية.
كسبت الحظوة من النبي ما مكنها من التزود بكثير من أمور الدين، خاصة تلك التي تتعلق بعلاقة الرجل بزوجته في الإطار الإسلامي حتى أنها صارت المرجع الأول الذي يرجع إليه الصحابة في ذلك الشأن، قال الزهيري: "لو جمع لي علم عائشة وعلم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل"، لقد تلقت العلم غضا طريا من المعلم الأول النبي فصارت عاملة بالقرآن والسنة المطهرة.
حادثة الإفك
تزوجها الرسول بكرا ولم يتزوج بكرا غيرها، نزلت براءتها من السماء في قصة حادثة "الإفك" التي اتهمت فيها في ست عشرة آية متوالية، ونزل جبريل عليه السلام بصورتها في السماء في "خرقة" من حرير إلى النبي فقال له: "هذه زوجتك"، فكشف عن وجهها الرسول فوجدها عائشة.
كانت أحب زوجات الرسول إليه، اختار أن يمرض في بيتها، ودفن في بيتها، لم ينزل الوحي على النبي وهو في لحاف امرأة من نسائه غيرها.
نزلت بسببها آية "التيمم"، لم ينزل بها أمر إلا جعل الله لها منه مخرجا وللمسلمين بركة، كان النبي (صلى الله عليه وسلم) إذا افتقدها تسمعه يناديها بـ "واعروساه"، وكان الناس يتصدقون في هداياهم لرسول الله يوم عائشة لعلمهم بمسرته بذلك، هي أول من خيرها النبي بين الحياة وزينتها وبين الله ورسوله فاختارت الله ورسوله على الفور.
السيدة عائشة والغيرة
ورغم تلك المحبة، إلا أن ذلك لم يمنعها من الغيرة من زوجاته الأخريات، ففي حجة الوداع خرج النبي بزوجاته، وكانت عائشة على جمل خفيف ومعها متاع قليل، فيما كانت صفية على جمل بطيء ومعها متاع ثقيل، فأمر النبي محمد أن يتبادلا راحلتيهما حتى يسرع الركب. فغضبت عائشة، وقالت: «يَا لَعِبَادِ اللهِ، غَلَبَتْنَا هَذِهِ الْيَهُودِيَّةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ»، فشرح لها النبي سبب ما فعل، فقالت: «أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ الله؟»، فتبسم وقال: «أَفِي شَكٍّ أَنْتِ يَا أُمَّ عَبْدِ اللهِ؟»، فقالت: «أَلَسْتَ تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللهِ أَفَهَلا عَدَلْتَ؟». فسمعها أباها، فهمّ بضربها، فأوقفه النبي محمد وقال له: «إِنَّ الْغَيْرَى لا تُبْصِرُ أَسْفَلَ الْوَادِي مِنْ أَعْلاهُ».
حياتها مليئة بالتقوى والورع والبعد عن مواطن الشبهات، وتلك المكانة حظيت بها عند النبي (صلى الله عليه وسلم) ولم تحتلها غيرها من نساء النبي حاشا خديجة الزاهدة التقية، بعث لها عبد الله بن الزبير بغرارتين مملوءتين 100 ألف درهم وزعتها جميعا ونسيت أن تترك لنفسها درهما واحدا تشتري به طعاما لها وهي صائمة.
بعد وفاة النبي
بعد وفاة النبي محمد واختيار أبي بكر خليفة للمسلمين، لزمت عائشة حجرتها، ولما أراد أزواج النبي أن يرسلن عثمان إلى أبي بكر يسألنه ميراثهن من النبي محمد، استنكرت عائشة وقالت لهن: «أَلَيْسَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ لَا نُورَثُ مَا تَرَكْنَا فَهُوَ صَدَقَةٌ»، ولم تطل خلافة أبي بكر، فحضرته الوفاة بعد سنتين وثلاثة أشهر وعشر ليال من خلافته، وأشرفت عائشة على مرض أبيها.
وفاتها
بعد موقعة الجمل، عادت عائشة فلزمت بيتها حتى حضرتها الوفاة في ليلة الثلاثاء 17 رمضان 57 هـ وقيل 58 هـ وقيل 59 هـ، وصلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابني محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، ودفنت في البقيع.
اقرأ المزيد
الإفتاء تحسم الجدل في حكم النذر ووجوب قضائه على المسلمين
عمرو أديب يوجه مناشدة عاجلة إلى الرئيس السيسي