"وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان..."، بهذه الكلمات الرقيقة قدمت الفنانة "فيروز" أغنية "وحدان بيبقوا" من تأليف الشاعر طلال حيدر، والتي تظهر قصة 3 شبان فدائيين عرب قاموا بعملية فدائية داخل الاراضي المحتلة، من هؤلاء الشبان ولماذا قام الشاعر اللبناني بتأليف قصيدة لهم، في هذا التقرير قصتهم.
اعتاد الشاعر العربي اللبناني طلال حيدر، تناول فنجان قهوته الصباحي في شرفة منزله التي تطل على غابة قريبة منه، وهو يلاحظ ثلاثة شبان عاشوا في لبنان، فلسطيني وسوري وعراقي، اعتادوا السير والتحرك والظهور معا أمام أحد أشهر المؤلفين اللبنانين طلال حيدر، الذي اعتاد هو الاخر على رؤيتهم أمام منزله يتوغلون داخل الغابة المقابلة للمنزل وهم يخرجون في المساء، وبقيوا على هذا الحال لعدة أيام، و كلما دخلوا وخرجوا سلّموا على طلال.
ودائما ما كان يتسائل حيدر عن ماذا يفعل الشبان بالغابة، إلى أن أتى اليوم الذي ألقى الشبان التحية على طلال حيدر في الصباح و دخلوا الغابة، و في المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم يرى الشبان يخرجون فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، ليتفاجئ بعناوين الصحف في اليوم التالي، أن ثلاثة شبان عرب قاموا بعملية فدائية وسط الكيان الصهيوني، أوقعت بـ18 قتيل و15 جريح، وقاموا بتفجير أنفسهم وسط الجنود الإسرائليين، بعد معركة دامت 6 ساعات، وعندما شاهد صور الشبان الثلاثة فوجئ أن الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد ان يتلقى التحية منهم في الصباح والمساء، وهم الفلسطيني منير مغربي، والعراقي ياسين الحوزاني، والسوري أحمد الشيخ، فكتب قصيدته قائلاً: "وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان بسكروا الغابي .... بيضلوا متل الشتي يدقوا على بوابي".
وقد نشرت صفحة زياد رحباني على موقع التواصل الاجتماعي، منشور يوضح هذه القصة.