له طلة خاصة جدا على المسرح أو أمام الشاشة، نتحدث عن يوسف وهبي، عميد المسرح العربي، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته في 17 أكتوبر 1982.
يوسُفُ عبد الله هديب وهبي قطب الشهير باسم يوسف وهبي (17 يوليو 1898 - 17 أكتوبر 1982)، ممثل ومؤلف ومنتج ومخرج مسرحي وسينمائي مصري، يعتبر أحد الرُوَّاد الأوائل في مجالي السينما والمسرح في مصر والوطن العربي.
ورغم أن "وهبي" كان من أبناء الباشوات، في عهد الملكية، فإنه أبدى انحيازا تجاه البسطاء في أعماله، منذ أن بدأ مسيرته مع التمثيل في عشرينيات القرن الماضي.
اقرأ أيضًا: يكشف وثائق سرية عن حرب أكتوبر.. تعرف على الكتاب الذي ظهر بجوار مبارك
وفي 8 يونيو 1975، حضر الرئيس الراحل أنور السادات حفلا أقيم خصيصا لتكريم الفنانين، وكان يوسف وهبي واحد من ضمن عدد قليل من المكرمين لعطائهم البارز ولأنهم من جيل الراود.
وخلال خطبته، خص "السادات" يوسف وهبي بكلمات في حقه، مثنيا عليه وعلى دوره في تجسيد واقع الشعب المصري قبل ثورة 23 يوليو 1925.
قال الرئيس الراحل في كلمته متحدثا عن الممثل العظيم: "لا أزال أذكر في جيلنا صرخته المدوية من خلال أعماله المسرحية التي سعد بها شعبنا واختار طريقه على ضوئها"، مركزا على صرخة يوسف وهبي في مسرحيته "أولاد الفقراء"، صرخة من "أربع كلمات تغني عن كثير من الشرح.. وكثير من التعابير التي يستخدمها اليوم أصحاب المذاهب التقدمية وغيرها".
ويواصل الرئيس الراحل: "أربع كلمات قالها يوسف وهبي ويقولها ونحن ننصت إلى المسرحية وكلنا أعصاب مشدودة لذلك الحدث الضخم الذي عبر بحق عن طبقات شعبنا المطحونة.. أربع كلمات (أبوكي البيه وجدك الباشا)".
واعتبر "السادات" أن كلمات "وهبي" لخصت الرواية ودافعت عن الطبقات المطحونة، وكان معناها "أن كل ما اتخذ مظاهر زائفة بكوية وباشوية وامتيازات طبقية لا بد أن يزول ولا بد أن ينطمس".
اقرأ أيضًا: بسبب قصر قامته.. مراهق يتسبب في مقتل وإصابة أكثر من 36 مليون شخص
ويلفت الرئيس السادات إلى أن يوسف وهبي فعل كل ذلك بالرغم أن أباه كان واحدا من أولئك الباشوات، معتبرا أن ما قدمه الممثل الكبير "دروس تلقيناها في الأدب والكلمات وفي الموسيقي والمسرح في أوج الاستبداد والنظام الإقطاعي".
يُشار إلى أن مسرحية "الفقراء" كانت من إنتاج 1954، من تأليف وإخراج وبطولة يوسف وهبي، بالاشتراك مع أمينة رزق وزهرة العلا وفاخر فاخر. وكان "وهبي" قد قدمها في فيلم سينمائي بنفس الاسم عام 1942، وهو العمل الذي اعتبره البعض تبشيرا بثورة 23 يوليو التي كان السادات أحد ضباطها.