نهايات مأساوية، تكتب ما بين الحين والآخر في شتى المنازل المصرية، لسيدات وقعن في شباك القتل على يد أقرب الناس إليهن، فإحداهن قتلت على يد شقيقها، والآخرى كانت نهايتها على يد فارس أحلامها التي لطالما حلمت بلقائه كثيرًا، حيث أصبح شعار الجرائم الأسرية مرفوعَا طوال الوقت في شتى المناطق المصرية، وتعددت الأسباب ولكن في كل الأحوال كانت النهاية واحدة، وهي القتل وإسالة الدماء في عش الزوجية الذي تكونت فيه الأسرة الصغيرة.
"بلدنا اليوم" ترصد عبر السطور القليلة التالية عددًا من الجرائم الأسرية البشعة التي كانت ضحيتها السيدات، خلال الأسبوع الماضي.
بتقولي يا حرامي
"بتقولي يا حرامي".. عبارة مدهشة قالها صابر البالغ من العمر 17 عامًا، أثناء التحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة برئاسة اللواء محمد الشريف لاتهامه بمقتل ربة منزل وابنتها وإلقاء طفلها من السطح في القضية التي عُرفت إعلاميا بـ"مذبحة أبو النمرس".
تلقى العميد طارق مأمور مركز شرطة أبو النمرس بلاغا بمقتل كلا من: "شيماء. ع" 27 سنة مصابة بطعنة بالكتف الأيمن و7 طعنات بالظهر، وابنتها "دينا.أ" 10 سنوات، مصابة بجرح ذبحي بالرقبة وجرح قطعي خلف الأذن اليسرى وآخر بالرأس، وإصابة طفلها "عامر" 7 سنوات باشتباه كسر في الحوض ونزيف بالمخ داخل مسكنهما المكون من طابق واحد وملحق به حظيرة ماشية بعزبة الجلاحوة زاوية أبو مسلم دائرة المركز، والعثور على 2 سكين مدممة أعلى سطح الحظيرة.
بمناقشة الطفل المصاب شفاهة ردد أن والده "أسعد. ج" 36 سنة، تاجر مواشي، اعتدى عليهم "أبويا اللي ضربنا"، ثم أصيب الطفل بغيبوبة.
حبس مرتكب "مذبحة أبو النمرس" 4 أيام على ذمة التحقيق
أسفرت جهود ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة عن أن وراء ارتكاب الحادث نجل شقيق زوج المجني عليها "صابر. م" 17 سنة، عامل، لسابقة سرقته مبلغ 20 الف جنيه من المجني عليها واستمرارها في التشهير به بصفة لص مما أثار حفيظته وعقد العزم على قتلها.
عقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأرشد عن مكان تركه للسلاح الأبيض المستخدم في الواقعة.
بتقولي يافاشل
لم تكن العبارة التي ذكرت في تحقيقات القضية السابقة فريدة من نوعها وقد تودي بحياة إنسان إلى القتل، ولكن تكرر السيناريو مرة ثانية بعبارة قالتها فتاة في وجه شقيقها، حيث أسفرت عن مقتلها على الفور.
"دايما تقولي انت فاشل بسبب رسوبي في التعليم" جملة قالها الطالب "زياد" صاحب الـ17 عامًا، بالصف الثالث الثانوي، بعد قتل شقيقته "نوران" 14 عامًا، طالبة بالصف الثالث الإعدادي، بعد اتصال المتهم بقسم شرطة الجيزة، معترفًا بجريمة القتل حيث استغل غياب والديه للعمل، وتوجه إلى غرفة نوم شقيقته، ونفذ فيها حكم الإعدام بـ"ملاية السرير".
انتقلت قوة من المباحث، تحت قيادة المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة، وتوجهت إلى مسرح الجريمة، وتم إلقاء القبض عليه، واعترف بارتكاب الواقعة، انتقاما من شقيقته، فتم التحفظ عليه، وأخطرت النيابة للتحقيق.
وجاء في تحريات المباحث أن بداية الواقعة كانت بورد اتصالا هاتفي من الطالب "زياد" 17 عاما طالب بالصف الثالث الثانوي بمدرسة الأرومان بنين، إلى قسم الشرطة يفيد بأنه قتل شقيقته "نوران" 14 سنة طالبة في الصف الثالث الإعدادي.
مرتكب مذبحة أبو النمرس يمثل جريمته وسط فريق من النيابة العامة
وبمجرد تلقي البلاغ، انتقلت قوة أمنية من مباحث غرب الجيزة، إلى مكان الواقعة، بشارع المحطة بالجيزة، وتم العثور على المجني عليها جثة هامدة على سرير غرفة نومها، مخنوقة بـ"ملاءة"، وحضرت النيابة، وناظرت الجثة، وقررت عرضها على الطب الشرعي، لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وباشرت النيابة التحقيق.
معامتلك شديدة على البنت
لمدة 10 أيام، قضاها "عوض.س" البالغ من العمر 45 عامًا، "كعب دائر" باحثًا عن ابنته، بعدما قامت والدتها بإخفائها بسبب معاملة الأب الشديدة لها ولشقيقاتها الفتيات، وذلك في منطقة الخصوص بالقليوبية.
أقدمت الأم على اخفاء ابنتها بمنزل أحد أقاربها دون علمه 10 أيام كاملة، حيث ظن الأب بأنه جرى اختطافها، وظل يبحث عنها طيلة هذه المدة، وعندما شعرت الزوجة بمعاناة زوجها وقلقه الشديد، اعترفت الأم بالواقعة وأخبرته بمكان ابنتهما، فأحضر سكينا وطعن زوجته.
وتلقى مدير أمن القليوبية، إخطارا بحضور "عوض"، سائق، مقيم بالزرايب بالخصوص قسم شرطة المدينة، وأقر بقيامه بقتل زوجته "مروة ا. ا"، ربة منزل، حيث تعدى عليها بالضرب بسلاح أبيض "سكين" بطعنة نافذة بالصدر من الجهة اليسرى، حتى لفظت أنفاسها، إثر خلافات بينهما.
بالانتقال والفحص تبين أن الشقة محل الواقعة كائنة بعقار بالطابق السادس، وتبين العثور على جثة المجني عليها داخل غرفة النوم، وبمناظرتها تبين وجود طعنة نافذة بالصدر من الجهة اليسرى.
أنا مش هرجع تاني
بعد زواج دام بين الزوجين لمدة 11 عامًا، كانت المفاجئة التي انتهت بقتل الزوجة بعدما رفضت العودة إلى منزل الزوجية، حيث أقدم "محمد. س"، 38 عامًا، على قتل زوجته، "رنا"، 30 عامًا، بسبب خلافات استمرت 6 أشهر، قررت الزوجة على أثرها ترك منزل الزوجية في منطقة أرض اللواء، لتصطحب طفليها "فتاة" 7 سنوات، و"ولد" 5 سنوات، وتوجهت إلى فيلا والدها، بمدينة الشيخ زايد في منطقة 6 أكتوبر.
فعل طائش تحمله الأبناء، الذين فقدوا والدتهم وأبيهم، حيث لم يتحمل الزوج مقولة زوجته: "أنا مش هرجع.. هفضل أشتغل مع والدي هنا".
رفضت المجني عليها العودة إلى منزل الزوجية، ما دفع الجاني إلى الإمساك بها، ووضع يده حول رقبتها حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، ثم توجه إلى قسم شرطة الشيخ زايد، وأبلغ عن تفاصيل جريمته.
وشرح الجاني كيفية ارتكابه للواقعة، وهو في حالة انهيار خلال مثوله أمام فريق من المباحث الجيزة، حيث قال:"مَاكَنِتش عايزة ترجع البيت ليا أنا وأولادي، حطيت إيدي على رقبتها، ومحستش بنفسي، مكنش قصدي أقتلها".
وعقب الانتهاء من مناقشة الزوج المتهم، توجهت قوة من مديرية الأمن بصحبة الزوج إلى مسرح الجريمة، وعثرت على جثة المجني عليها.
وجاء قرار الإحالة بعد أن تسلمت النيابة تقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية، وتحريات المباحث النهائية.