افتتح سامح عاشور، نقيب المحامين، اليوم الثلاثاء، أعمال الدورة الثالثة لمعهد المحاماة بالقاهرة الكبرى، وذلك بقاعة المؤتمرات باتحاد عمال مصر، بحضور عدد من أعضاء مجلس النقابة العامة، ومجالس الفرعيات.
ورحب "عاشور" في مستهل كلمته بأبنائه المحامين المشتركين في أعمال الدورة، موضحا أنه ابتداء من الأسبوع المقبل سيقسم العدد إلى مجموعتين تفاديا للتزاحم، الأولى تضم نقابات القاهرة الأربعة، والثانية تضم نقابات شمال وجنوب الجيزة وشمال وجنوب القليوبية.
وأشار نقيب المحامين، إلى أن تعديلات قانون المحاماة الجديد أوجبت القيد الابتدائي عقب سنتين من تاريخ جلسة حلف اليمين القانونية، مشددا على ضرورة الالتزام بالموعد لمن يحرص على العمل بالمحاماة.
وأعرب "عاشور" عن حرصه على تمسك كل محامي برسالة المحاماة وتقاليدها التي ورثناها عن أسلافنا العظام، كما ورثنا عنهم الوطنية وحب الوطن والدفاع عن قضاياه، مضيفا أن المحاماة رسالة للدفاع عن حقوق الأفراد والقيم النبيلة في المجتمع، كما أنها رسالة للدفاع عن الوطن وقضاياه.
وقال "عاشور"، إنه لتأدية الرسالة على أكمل وجه هناك مقومات وشروط نص عليها في قسم وقانون المحاماة، إضافة للتقاليد والأعراف المتوارثة من الأسلاف، منوها إلى أن الالتزام بالمظهر اللائق من أهم تلك الشروط.
وتابع: "يجب على المحامين الالتزام بإرتداء البدلة الكاملة، كما تلتزم المحامية بالحد الأدنى من الاحتشام المتعارف عليه في المجتمع المصري ويحميها من أي اعتداء وإن كان بصريا أو ذهنيا، وعليكم الإلتزام بهذا المظهر خلال معهد المحاماة".
وأكد نقيب المحامين لشباب المهنة، أن المظهر اللائق يعبر عن مضمون المحامي، ويجب ألا يقل عن أقرانه في القضاء والنيابة، مردفا: "من يشعر منكم أنه أقل من أقرانه في منظومة العدالة فليغادرنا من الآن، فنحن نحتاج من يدرك قيمة رسالة المحاماة ويعتز بها".
وأكمل رسالته لشباب المهنة قائلا: "ما درستوه من مواد قانونية في كلية الحقوق لا يؤهلكم للعمل بالمحاماة، وعليكم أن تتعلموا باستمرار من خلال القراءة والاطلاع على كافة فروع القانون، وحضور الجلسات وتعلم من أساتذتكم، والدراسة الأكاديمية وغيرها، لكي تكونوا محامين ناجحين".
واستطرد "عاشور"، أن المحامي المتميز عليه أن يزيد من ثقافته العامة من خلال القراءة في السياسية والعلوم والرياضة وشتى مجالات المعرفة، فهذا ما يميزه عن أقرانه، مشيرا إلى أن هذا التوجيه ليكونوا محامين ناجحين قادرين على حمل رسالة المحاماة، وأن يضيفوا إلى رصيدها المتراكم طيلة تاريخها.
كما ذكر "عاشور"، أن المحاماة فروسية، هدفها الدفاع عن حقوق الأفراد بالأدوات المشروعة التي حددها القانون، وليس انتزاع الحقوق من أصحابها لصالح موكل ما، فما تتناوله الدراما أحيانا من نماذج للمحامي "الفهلوي" الذي ينتزع الحقوق من أصحابها ليست محاماة إطلاقا بل نصب وسرقة.
وأكد "عاشور"، على قيمة الاحترام عند العمل بالمحاماة، على أن يشمل الجميع ابتداء من أصغر موظف أو عسكري، فمن يحترم المسئول صاحب السلطة فقط يكون منافقا، إضافة لاحترام الزملاء والخصوم، مردفا: "لا يصح الحديث عن أسرار الموكلين وإفشائها لأي شخص، أو الحديث عن قضيته في وسائل الإعلام دون الرجوع له، فالاحترام قيمة كلية لا تقبل التجزئة".
وأختتم نقيب المحامين رسالته لشباب المهنة قائلا: "أنتم أصحاب هذه الرسالة وشركاء فيها من الآن، وتلك الشراكة تضع عليكم مسئوليات وجهتكم لبعضها، وقانون المحاماة تضمنها جميعا، عليكم أن تلتزموا بها، وأسأل الله لكم التوفيق ولنقابتكم السداد".