يومياً تضبط لجنة حماية المستهلك، كميات من اللحوم الفاسدة أو المذبوحة خارج المجازر، أو حتى النافقة، والتي إنتزع الضمير من أصحابها، ويذبحونها وكأنها على قيد الحياة، وبطمعهم في جمع الأموال، يبيعونها للمواطنين، ليبتعد المواطن عن شراء لحوم الماشية ويقبل على لحوم الأسماك، ليفاجأ باصطيادها هي الأخرى، عن طريق "الصعق الكهربائي والمواد السامة" ويغرق السوق بها.
"بلدنا اليوم"، تكشف في تقريرها التالي، كيفية إصطياد الأسماك في مراكز محافظة بني سويف المطلة على النيل، من قبل الصيادين أصحاب القوارب الذين غاب عنهم الضمير، حيث يستخدمون "موتورات كهربائية"، في إصطياد الأسماك، عن طريق وضع سلك مكهرب أسفل مياه النيل، لصعق الأسماك، ومن ثم تطفوا على سطح المياه بكميات كثيرة، أيضاً يستخدمون المواد الكيميائية السامة، لتقتل الأسماك ويقوموا بتجميعها من فوق سطح المياه، بهدف تحقيق أكبر إنتاجية.
يقول "محمود رمضان"، أحد الصيادين الهواة ببني سويف ل"بلدنا اليوم": نحن نحب هواية الصيد عن طريق ماكينات الصيد أو السنانير، بالجلوس على جانبي النيل وإلقاء خيوط الصيد في المياه، إذ نفاجأ بصعق المياه عن طريق موتورات أصحاب قوارب الصيد، وعندما نعترض على ما يفعلون، تكون الإجابة "دي أرزاقنا"، بهدف جمع كميات كبيرة من الأسماك، ولكن للأسف نافقة وليست طازجة، وتباع بالأسواق على هذه الحالة.
والتقط "أحمد جمعه"، أحد الهواة أيضاً، أطراف الحديث ليؤكد على ما جاء بلسان سابقه، إنه رأى أحد أصحاب القوارب الصغيرة يحمل موتور كهربائي على سطح القارب ويلقي بأطراف سلك مكهرب أسفل المياه، وهم جالسون على شاطئ النيل يمارسون هوايتهم بناحية "ملاحية سعيد جعفر" من الناحية الغربية لنهر النيل، وعندما إعترض أحدهم على تصرفات أصحاب القوارب بصعق المياه وإلقاء السموم في النيل، لاصطياد الأسماك، كانت النتيجة في مرة ثانية، سرقة دراجة بخارية مملوكة لأحد أصدقائه.
فيما أضاف "محمد حسن"، صياد هاوي: بعد تجميع الصيادين الأسماك من على سطح المياه وهي نافقة، يبيعونها في حلقات الأسماك والأسواق، ويشتريها المواطن على أنها طازجة، وهذا يعتبر غش تجاري، وتهديد لصحة المواطن.
ومن جانبه قال الدكتور أحمد عبدالله خلف، أمين أمانة لجنة الصحة بحزب صوت الشعب، في بني سويف، أن هذه التصرفات من قبل أصحاب قوارب الصيد، الغير شرعية، تهدد صحة المواطن، نتيجة بيع هذه الأسماك النافقة بالأسواق، مطالباً شرطة المسطحات المائية ومديرية البيئة بتكثيف جهودهم لضبط هؤلاء الصيادين وتقديمهم للمحاكمة، لأن ما يفعلونه تهديد صارخ للصحة العامة للمواطنين، باصطيادهم الأسماك عن طريق الصعق الكهربائي وإلقاء المواد السامة في مياه النهر، ما يهدد باندثار الثروة السمكية، كمصدر للبروتين.
وتابع "خلف"، في تصريحاته لـ "بلدنا اليوم": يستخدم هؤلاء الصيادين مواد سامه مثل مبيد " الكلوردين"، الذي يقتل كل ما هو تحت الماء من أسماك بوصولها عن طريق "الخياشيم"، وكائنات حية أخرى، ويقضي على الزريعه وبيض الأسماك، وبالتالي تهديد الثروة السمكية بالزوال، فهذه طرق غير قانونية لاصطياد الأسماك، ويجب على الجهات المعنية بمحافظة بني سويف التصدي لهذه الجريمة بكل حزم.