قربها من القاهرة جعلها ذات طابع جغرافي متميز، من خلالها يعبر القادم من الشمال إلى الجنوب، فتعتبر أولى محافظات شمال الصعيد، إنها محافظة بني سويف لؤلؤة صعيد مصر، التي تمتلك مقومات في شتى المجالات، ولاسيما السياحة بكل أنواعها، ما جعلها محط أنظار العالم وليس محافظات الجمهورية فحسب، والدليل على ذلك وجود مستثمرين أجانب من "أوروبا ـ آسيا وأفريقيا"، نظراً لقربها من العاصمة، حيث تبعد حوالي 120 كيلو متر.
وبالرغم من هذا الموقع الجغرافي، ووجود مقومات كثيرة تجذب المستثمرين من، مناطق صناعية وطرق ربط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، إلا أن المحافظة لازالت تعاني من عدم القدرة على إستغلال كل هذه العناصر الأجنبية التي تتواجد للعمل فقط في الإستثمار، دون الاستفادة منها في السياحة.
"بلدنا اليوم"، تفتح ملف تدهور السياحة في بني سويف، حيث قال الدكتور أحمد عبدالله خلف أمين أمانة لجنة الصحة بحزب "صوت الشعب": تفتقر المحافظة للنشاط السياحي، بالرغم من وجود معالم سياحية أثرية قديمة مثل: "هرم ميدوم، كهف وادي سنور، مساجد قديمة لها تاريخ، آثار فرعونية في مدينة إهناسيا غرب المحافظة التي كانت عاصمة لمصر القديمة في أحد العصور"، لذا نحتاج تنشيط سياحي داخلي.
واقترح "خلف"، أن يكون هناك تبادل زيارات بين الطلاب من المحافظات الأخرى، إضافة إلى تنظيم رحلات مع شركات السياحة، على سبيل المثال في "القاهرة، الجيزة، الفيوم والمنيا"، نظراً لقرب هذه المحافظات من بني سويف، لافتا إلى التسويق بشكل مكثف للأماكن السياحية، من خلال الإعلام، في جميع زواياه، علاوة على الإستفادة من طلاب كلية السياحة والفنادق، بتنفيذهم مشروعات التخرج من خلال معالم المحافظة السياحية، للترويج لها وتضاف للأنشطة الطلابية.
بينما تعاني مدير عام تدريب شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، الدكتورة هبة صفوت بهنساوي، من عدم توافر فنادق لائقة، من المفترض أن تستضيف متدربين لبرامج تدريبية تنفذها، الشركة القابضة للمياه، ولكن يتم تنفيذها في محافظتي، المنيا وأسيوط، لوجود فنادق على مستوى عالٍ وتستبعد بني سويف، بالرغم من أنهم يفضلون أن تقام التدريبات فيها، بسبب قربها للقاهرة، ولكن قلة الفنادق المتميزة بالمحافظة، تكون عائق أمامهم.
واشارت "بهنساوي"، إلى أن هناك هدف آخر للمحافظات المستضيفة هؤلاء المتدربين، وهو أن يشاهدوا معالم المحافظات السياحية، ما يؤدي إلى إنتعاش الإقتصاد، لذا يجب الإستفادة من مقومات محافظة بني سويف السياحية مثل، السياحة النيلية، فالمحافظة تمتلك أكبر إتساع عرضي لنهر النيل في الجمهورية، ولكن ليس هناك مراكب أو بواخر نيلية على مستوى، تعمل على جذب المواطنين وتشجيعهم على السياحة النيلية، والإستفادة من هذا المتسع المائي، فضلاً عن المعالم الدينية مثل "دير السيدة العذراء" شرقي النيل، لافتة إلى، أنه لا يوجد منافذ لبيع منتجات رخام "الألباستر" الذي يفضل شراءه الأجانب.
وأوضح الدكتور، محمد شعبان السويفي، عضو مجلس النقابه العامه للمهن العلميه ممثلاً عن محافظة بني سويف، في تصريحاته ل"بلدنا اليوم"، أن من اهم أسباب تدهور السياحه في بني سويف، هو غياب دور الدعاية والترويج الجيد للأماكن السياحيه والفرعونيه الموجوده داخل المحافظه، عدم الإهتمام بالمناطق السياحيه والعمل على تطويرها والسعي، لإظهار هذه المعالم بالشكل الذي يجعل السائحون يهرولون إليها، هذا فضلاً عن غياب المرشد السياحي الملم بتاريخ وتراث هذه الأماكن السياحية، والذي يحرص على نقل صوره جيده أمام الضيوف لينقلوها لبلادهم، علاوة على، قلة الأماكن السياحيه بالمقارنة بالمحافظات الأخرى.
وقال محافظ بني سويف، المستشار هاني عبد الجابر، أن بني سويف حظيت بالنصيب الأكبر من المشروعات القومية التنموية والخدمية، في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، واهتمامه الواضح بتنمية الصعيد، فأصبح على أرض المحافظة أكبر محطة كهرباء عالميًا، ومنطقة تكنولوجية ستضع المحافظة على خريطة الإستثمار في مجال تكنولوجيا الإتصالات.
بينما أشار "عبدالجابر" إلى أنه، ستدخل الكلية التكنولوجية الخدمة في العام الدراسي القادم، كأول كلية في صعيد مصر، وغيرها من المشروعات الخدمية والتنموية التي كلفت الدولة المليارات للإرتقاء بمستوى معيشة المواطن، هذا فضلاً عن، أنه يوجد 2124 فدان مخصصة للإستثمار السياحي في مقابل منطقة واحة ميدوم بالواسطى، شمال المحافظة، والتي يطلق عليها "المثلث الذهبي" لقيمتها الاستثمارية.
وأضاف المحافظ: تم تحويل مستشفى بني سويف العام لتخصصي وأصبحت تقدم خدمات طبية في تخصصات نادرة لم تكن موجودة بالمحافظة، وتم افتتاح طريق بني سويف الزعفرانة والذي فتح الآفاق نحو موانئ البحر الأحمر، أيضاً، الإنتهاء من أكبر محور تنموي شهدته المحافظة وهو محور المستشار عدلي منصور.