منذ أيام قليلة تداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يحتوي على انفجار وقع في روسيا ومن ثم بدأت الأقاويل تتداول بأن هذا الانفجار قد وقع في إحدى المحطات النووية.
فيما قال البعض الآخر من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأن هذا الانفجار أشبه بـ "تشيرنوبل" وما وقع حينها حينما تداول أنباء عن وفاة 5 من العلماء في الواقعة ذاتها.
ولكن كان المثير للجدل هو ربط حقيقة ما حدث في روسيا بالمحطات النووية، وبكل خاص الحدث عن محطة الضبعة الموجودة في مصر والتي لها علاقة وطيدة مع الروس.
لذا رصد "بلدنا اليوم" أهم النقاط والحقائق في هذا الموضوع بدءًا من الانفجار ومرورًا بتعليق االرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحتى منشور مجلس رئاسة الوزراء المصري وتعليق المتخصصين على هذا الأمر.
الانفجار..
كانت قد شرت وسائل إعلام روسية لقطات للانفجار النووي الذي وقع أثناء إطلاق صاروخ يعمل بالطاقة النووية في منشأة عسكرية في منطقة القطب الشمالي.
وأوضحت وسائل الإعلام الروسية أن هذا الانفجار كان قد أدى إلى زيادة كبيرة في مستوى الإشعاع بنسبة 20 مرة، الأمر الذي جعل وزارة الدفاع الروسية تعلق على هذا الأمر وتؤكد أن كل شيء يجري ضمن الحدود الطبيعية
فيما كانت الوكالة الاتحادية للطاقة الذرية الروسية "روساتوم" قد أعلنت أن الحادث وقع أثناء اختبار صاروخ على منصة بحرية قبالة سواحل منطقة "أرخانغيلسك" في أقصى الشمال الروسي.
وأوضحت الوكالة أن الوقود انفجر وقد ألقى عصف الانفجار بعناصر في البحر.
وأكدت بلدية مدينة "سفرودفنسك" القريبة من القاعدة العسكرية أن أجهزتها للاستشعار "سجلت ارتفاعا لوقت قصير في التلوث الإشعاعي"، مما أثار حالة هلع لدى السكان الذين سارعوا لشراء مادة اليود المضادة للإشعاعات.
ونقلت وكالات أنباء عن رئيس "روساتوم"، أليكسي ليخاتشيف، قوله "نحن نؤدي مهمة من أجل الوطن"، مضيفا أن أمن البلاد سيكون "مضمونا".
وأقامت روسيا مراسم تأبين للخبراء الخمسة في مدينة ساروف المغلقة في منطقة نيجني نوفغورود الواقعة على بعد نحو 500 كيلومتر شرقي موسكو، وفقًا لما نقلته "فرانس برس".
بيان مجلس الوزراء المصري..
ولزيادة الهرج والمرج، حاول مجلس الوزراء المصري أن يظهر حقيقة أن ما حدث في روسيا لا علاقة له بالمحطات النووية وبشكل خاص محطة الضبعة النووية.
فقام المجلس بنشر منشور على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلا :"بشأن ما أثير عن الحادث الذي تم في روسيا وما صاحبه من تداعيات ومحاولة ربطه بمحطة الطاقة النووية بالضبعة فتؤكد هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء أنه لا علاقة علي الإطلاق بين التجربة التي كانت تتم على احد الصواريخ العاملة بالوقود النووي وبين محطات الطاقة النووية عموما والتي هي احد التطبيقات السلمية للطاقة النووية والتي تتميز بكافة أنظمة الأمان النووي سواء الفعالة او الخاملة والتي لا تحتاج إلى أي طاقة كهربية لعملها".
وأضاف مجلس الوزراء :"كما أن محطة الطاقة النووية بالضبعة هي من الجيل الثالث المطور و لها مبني احتواء مزدوج يستطيع تحمل اصطدام طائرة تزن ٤٠٠ طن محملة بالوقود وتطير بسرعة ١٥٠ متر على الثانية وتتحمل عجلة زلزالية حتي ٠،٣ عجلة زلزالية وتتحمل تسونامي حتي ١٤ متر، فضلا عن قدرتها على الإطفاء الأمن التلقائي دون تدخل العنصر البشري ومزودة ايضا بمصيدة قلب المفاعل حال انصهاره وهو الأمر الذي لا تتعدي احتمالية حدوثه واحد علي عشرة مليون مفاعل سنة. كما يحتوي على وسائل امان تكرارية وغيرها من وسائل الأمان المختلفة، وكل ما اثير من ربط هو في غير محله علي الإطلاق ولا يعدو كونه مبالغات".
أراء المتخصصين..
وانهمرت التعليقات على منشور رئاسة الوزراء المصرية، وكان أغلبها مؤيد لها، حيث كان من ضمن الردود تعليقًا للاستاذ الدكتور صلاح سليمان أستاذ علوم وهندسة المواد بهيئة الطاقة الذرية.
وقال "سليمان":" للأسف عدم إلمام الناس بماهية المحطات النووية جعل المغرضين يستغلون ذلك في التشكيك في المحطات النووية الجاري إنشائها في الضبعة، ورغم أن الأمر مختلف تمامًا بين حادثة روسيا والمحطات النووية إلا أنه تم استغلال الموضوع لفقد الثقة في المحطات النووية قبل الانتهاء من إنشائها".
وأضاف "سليمان": أود أن أؤكد أنن التكنولوجيا النووية الروسية متقدمة جدًا وبها عوامل أمان عالية جدا كما المنتجات الروسية، لذا أعود وأكرر بالمطالبة بأن يصحب برنامج إنشاء المحطات النووية برنامج مواز للتعريف بالمحطات النووية ومدى كفاءة معاملات الأمان بها".
وأنهى المتخصص تعليقه قائلا:"هذا لكي نقطع الطريق على المرجفين في المدينة ".