"عملت بجهد على أن يكون أول عام لي داخل البرلمان الكندي، إصدار قانون يقضي بتخصيص شهر يوليو من كل عام، للثراث والثقافة المصرية"، هكذا دأب النائب شريف سبعاوي، عضو برلمان أونتاريو الكندي، كأول مصري يدخل البرلمان في تاريخ كندا، على تعزيز الهُوية الوطنية لأبناء الجيل الثاني والثالث من المصريين في الخارج، وتوطيد علاقتهم بثراث وحضارة وطنهم الأم مصر.
بدأ سبعاوي رحلته في بلاد الغربة، مطلع عام 1995، حينما هاجر إلى كندا للعمل في تخصصه في مجال "IT"
كان شغوفًا بتكنولوجيا المعلومات، رغم تخرجه من كلية الهندسة المعمارية، فحصل على العديد من الدورات التأهيلية فى علوم الحاسب ومجال تكنولوجيا المعلومات، وعمل به في مصر قبل الهجرة.
"عند وصولي كندا ظللت عدّة سنوات أتنّقل في وظائف مختلفة، فعملت في كوفي شوب لمده ٨ شهور، أقوم بخبر الدونات والمعجنات، وغيرها من الوظائف، في غير مجال تخصصي، حتى وجدت وظيفة فى عدد من الشركات والبنوك، وحاليا أعمل أستاذ تكنولوجيا المعلومات لدى جامعة جورج براون سينتيال كوليدج"، سبعاوي في حديثه لـ"بلدنا اليوم".
لم تكن السياسة ضمن حسابات سبعاوي، حتى استقرت أموره في الغربة، وأصبح له وظيفة مستقرة، فشرع في التركيز على تكوين عدد من المعارف في الجاليات العربية المختلفة، بمقاطعة أونتاريو، كما تعرف على عضو البرلمان الخاص بتلك المقاطعة حينها، حتى أصبح لدي علاقات قوية داخل المجتمع الكندي، وهو ما كان المدخل الرئيسي له للبرلمان، وأصبح التحدي الأكبر لديه كسب ثقة جاليات 151 دولة في دائرته.
واستطرد: "بدأت العمل الفعلي في السياسة منذ 17 عام، وأصبحت لدي الجرأة على الترشح في الانتخابات البرلمانية بكندا، وبالفعل تقدمت عام 2014، ولكن أخفت بفارق 6 أصوات، بسبب عدم معرفة قدر كافي من الكنديين بي، وهو ما جعلني أعمل على تعزيز علاقاتي طوال 4 سنوات، حتى فزت بمقعد عن حزب المحافظين، في البرلمان العام الماضي، بعد منافسة مع 6 مرشحين آخرين على مقعد إيرن ميلز بمسساجا، بمقاطعة أونتاريو وهى المقاطعة التى يمثل تعدادها نصف التعداد السكانى لكندا، تشكل فيها الجالية المصرية حوالى 35 ألف نسمة داخل المدينة".
ومع وصول البرلماني المصري، لأروقة البرلمان الكندي، وضع على عاتقه مسئولية تعريف أبناء المصريين بالخارج بوطنهم الأم مصر، "لدينا مشكلة كبيرة في الجيل الثاني والثالث، من أبناء المصريين في الخارج، فلديهم إهتمامات مختلفة، وهو ما يجعلنا نشعر بالحزن كونهم لا يعلمون شيئا عن حضارة أو ثقافة بلدهم الأم مصر، وأخشى انفصالهم عنها".
فكّر سبعاوي كثيرًا، كيف سيعمل على تعزيز انتماء أبناء مصر بالخارج لها، حتى لمعت في مخيلته استيقاء موضوع عن الحضارة والتعريف بها من خلال حضوره فعاليات حضارية للتعريف بتراث عدد من الجاليات، "تطرق لذهني لماذا لا يكون لمصر شهر يحتفل فيه أبنائها بحضارتها وتراثها، ويتعرف الجيل الثاني والثالث عليها عن قُرب، فانا فخور بوطنيتي، وقررت أن أول عام لي داخل البرلمان سأعمل خلاله على إصدار قرار تخصيص شهر لمصر".
وتم إعلان قرار رقم 106 لسنة 2019 من برلمان أونتاريو الكندي، يقضى بإعلان شهر يوليو خاص بالتراث المصري، وتمت الموافقة عليه داخل البرلمان بالإجماع، وخضع للقراءة الأولى والثانية، ومن المنتظر خضوعه لقراءة ثالثة ليكون الاحتفال في شهر يوليو كل عام.
وعن جهود وزارة الهجرة لإنجاح هذا الشهر، أشار إلى أن الوزيرة نبيلة مكرم، هي حدث استثنائي، فقد كانت أول مسئول مصري يقوم بتهنئته عند الفوز بالمقعد في البرلمان، والداعم الأولى له، بقولها: "ما الذي تحتاج إليه لمساعدتك؟"، وهو أمر جديد لم يعهده في مصر، وتحول محمود.
وطالب سبعاوي، الدولة المصرية بتكوين قاعدة بيانات خاصة بعلماء مصر من الطيور المهاجرة، حتى يسهل العثور على الكفاءات حينما تحتاج إليهم مصر، واصفًا مصريي الخارج بالقوّة والطاقة المعطلة والتي يجب استغلالها.
واستطاع عضو البرلمان الكندي، أن يؤدي دوره المنوط به كمصري أصيل، في تصحيح الصورة الخاطئة التي وصلت عن مصر للدول الأوروبية بسبب اللذين خانوا الوطن، "قمت بالحديث مع المجتمع الكندي، عن خطر الإخوان، وبذلت مجهود في تلك المعركة السياسية، وأصبحوا يدركوا جيدًا إنقاذ الرئيس عبد الفتاح السيسي البلاد من الخراب، وإحداث طفرة كبيرة في القطاعات المختلفة، وأتعهد بأني سأظل سفير لبلدي ما حييت".