كشفت مجلة "ناشيونال ريفيو" الأمريكية أن رؤساء معظم شركات الطيران الأمريكية الكبرى عقدوا اجتماعًا في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه، مايك بنس، وذلك للتعبير عن شكواهم مما تمارسه قطر من تحايل في قطاع الطيران.
وقالت المجلة التي اطلعت على تفاصيل الاجتماع، إن هذا الاجتماع وصف بـ"الاستثنائي"، حيث تعتقد شركات النقل الجوي الأمريكية، أن بعض شركات الطيران في الشرق الأوسط تتنافس معها بشكل غير عادل، وبالتحديد الخطوط الجوية القطرية، التي اشترت أخيرًا حصة كبيرة في شركة طيران إيطالية، ووسّعت رحلاتها إلى الولايات المتحدة.
وترى شركات النقل الأمريكية أن هذا ينتهك نص وروح اتفاقية "السماوات المفتوحة"، التي تنظم دخول شركات الطيران إلى أراضي بلد أخرى. الهدف من الاتفاقية هو إفادة المستهلكين من خلال توفير الدخول المفتوح، ما لم تستخدم شركة النقل المدعومة من الحكومة ميزة مصطنعة للتنافس بشكل غير عادل مع شركات النقل الخاصة.
ووفقًا للمجلة الأمريكية، تنفي الخطوط الجوية القطرية، أن نموها الهائل في الآونة الأخيرة مدعومٌ من قِبل حكومة قطر، لكن شركات صناعة الطيران لا تصدق ذلك.
وفي السنة المالية 2017، ضخت الحكومة القطرية 491 مليون دولار في الخطوط الجوية القطرية، وربما لم تكن مصادفة في العام نفسه أن اشترت الخطوط الجوية القطرية حصة قدرها 49 % في شركة طيران فاشلة تُدعى "طيران إيطاليا"، التي كانت تعمل سابقًا على الصعيد الإقليمي في أوروبا فقط، مع رحلتين موسميتين إلى الولايات المتحدة.
بعد يومين من شراء الخطوط الجوية القطرية حصتها في الشركة الإيطالية، أخذت شركة "طيران إيطاليا" في التوسع، حيث تقوم الآن برحلاتٍ دون توقف من ميلان وإيطاليا إلى نيويورك وميامي على مدار العام، وتطير أيضًا من ميلانو إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في الصيف.
وأوضحت المجلة أن على ترامب يأخذ في الحسبان موقف المفوضية الأوروبية، التي تعتقد أن أنشطة "طيران إيطاليا" مسموحٌ بها بموجب اتفاقية السماوات المفتوحة.
ففي الشهر الماضي، استخدمت اللجنة لغة مباشرة بشكلٍ غير عادي في تحذير الولايات المتحدة من أنها "ستتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع" عن حقوق "طيران إيطاليا" إذا حاولت الولايات المتحدة كبح خدمتها عبر المحيط الأطلنطي، وبمعنى آخر، إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشركة الإيطالية، فستتمكن المفوضية الأوروبية من معاقبة شركات النقل الجوي الأمريكية، بحسب "ناشيونال ريفيو".