قال الباحث في شؤون الحركات الاسلامية عمرو فاروق، إلى أن تخوفات التنظيم الدولي لجماعة الإخوان من "بوريس جونسون" بعد توليه رئاسة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، ومنصب رئيس الوزراء، مجرد درب من الخيال، ولن تغيير من موقف بريطانيا تجاه الإخوان شيء، ولن يتم تصنيفهم على قوائم الاٍرهاب وذلك لأسباب كثيرة.
ولفت فاروق، إلى أن الإخوان لديهم علاقات وثيقة مع مختلف الدوائر السياسة في بريطانيا، والتي تحول دون تغيير الموقف الرسمي، ولعل خير دليل على ذلك حرب البيانات التي اشتعلت بين وزارة الخارجية وبين البرلمان البريطاني بسبب اتهام الإخوان بالإرهاب، وتم إجبار الخارجية البريطانية على تغيير موقفها في بيان رسمي .
وأشار فاروق، إلى أن "بوريس جونسون" كان عمدة لندن في ظل احتوائها على المقر الرئيسي للتنظيم الدولي للإخوان ولم يتخذ أية إجراءات بغلق هذا المقر نهائيا.
وأوضح فاروق، أن عملية تمرير القرارات داخل حرب المحافظين عملية مؤسسية وليست عشوائية مبنية على قرارات فردية .
واستبعد فاروق أن يكون هناك تغييرا جذريا في موقف بريطانيا من الإخوان، اذ أن العلاقة بينهما قوية ومتأصلة منذ العشرينات من القرن الماضي، ولا ينس أحد أن بريطانيا هي الممول الأول والرئيس لمشروع حسن البنا، على مدار تاريخ الجماعة، فكانت المحتضن للرئيسي لعناصر التنظيم الهاربين من مصر وعليهم احكاما قضائيا وكانت نرفض نسلمهم لمصر تحت بند حقوق الإنسان، واللجوء السياسي باعتبارهم معارضين سياسيون.
وتابع فاروق، أن بريطانيا محتضن للكثير من العناصر المتطرفة والمتشدد أمثال هاني السباعي ، وياسر سري، وغيرهم بل ومنحتهم اللجوء السياسي، ومنح دعم مالي دائما بشكل شهري، ومنحت عائلاتهم حقوق الرعاية الكاملة.
وأكد فاروق، إلى أن تصريحات "بوريس جونسون" التي وجهت ضد "النقاب" ليست بالضرورة تكون منصبة ضد الإخوان كتنظيم، إذ أن بريطانيا تعتبر الاخوان تيارا اسلاميا وسطيا معتدلا يمارس السياسة وليس العنف.
ولفت فاروق، إلى أن "بوريس جونسون" لم ينس مطلقا أنه من أصول تركيا، وأن جده كام وزيرا للداخلية وقتل على أيدي عناصر محسوبة على كمال أتاتورك، الذي اسقط الخلافة الإسلامية عام 1924، بل على العكس ربما يكون دافعا قويا لدعم الإخوان وحليفاتها تركيا على المستوى السياسي، كما أنه يتردد داخل بريطانيا أن أحد إبناء"بوريس جونسون" منتمي بتنظيم داعش، وربما يكون حذا هو أحد أسباب هجومه على تنظيم داعش من حين لآخر .
وأوضح فاروق، أن الجميع يعلم أن "بوريس جونسون" شخصية "ترامبية"، وذا لسان لاذع وفوضوي في تحركاته وقراراته أيضا، ما يعني تنصيبه لمنصب رئيس الوزراء سيكون خاضع ومحكوم من قبل مسارات الحزب حتي لا يتم توريطهم في مشاكل مع مختلف للدول ذات المصالح المشتركة مع بريطانيا.