شهدت الأونة الأخيرة، وفاة العديد من الأطباء، أثناء تأدية عملهم في ظاهرة أصبحت متكررة والتي كان آخرها الطبيب الشاب أحمد عبد الهادي، وذلك بسبب نزيف حاد في المخ أثناء تأدية عمله بمعهد القلب، في "نبطشية" ظلت مستمرة لمدة 36 ساعة.
معهد القلب
ويعمل الطبيب بمعهد القلب القومي، حيث نعاه عدد من صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلين: "توفي الطبيب أحمد عبد الهادي منذ قليل بسبب نزيف حاد في المخ أثناء تأدية عمله بعد نباطشية 36 ساعه ، رحم الله شهيد الواجب وألهم أهله الصبر والسلوان".
وفي شهر يونيو سبق ذلك وفاة الطبيبة "مارجريت نبيل حنا"، استشاري التخدير بمستشفى الساحل التعليمي، والتي وافتها المنية وهي تؤدي عملها داخل غرف العمليات، وفي حادثة مؤسفة أخرى في شهر أكتوبر 2018 توفيت الطبيبة سارة أبو بكر الطبيبة التي لم يتجاوز عمرها الـ36 عاما، خلال وجودها في عملها بمستشفى المطرية العام بالقاهرة، وسط تأكيدات ذويها وأهلها أنها ماتت صعقاً بالكهرباء خلال الاستحمام في سكن الأطباء.
ظروف غير آدمية
أطباء أجمعوا على أن الظروف التي يعمل بها الطبيب المصري غير آدمية وفي حاجة إلى تعديلها، مع ضرورة توفير كادر يحقق للأطباء حياة كريمة.
قالت الدكتورة إيناس عبد الحليم، وكيل صحة النواب، إن الطبيب يضطر للعمل لعدة أيام متتالية دون حصوله على راحة كافية، مشيرة إلى أن الظروف التي يعمل بها الأطباء تضطره في كثير من الأحيان إلى الضغط على نفسه في العمل.
وأضاف وكيل صحة النواب لـ "بلدنا اليوم" أن الطبيب المقيم يحصل على الكثير من "النبطشيات" كي يحصل على مردود كافي من التعلم، موضحة أن الطبيب المصري هو أكثر طبيب يعمل دون أن يتألم، وذلك رغم الهجوم الشرس الذي يتعرض له الأطباء في الوقت الحالي.
وتابعت الدكتور "عبدالحليم" أن الطبيب يحتاج حاليًا إلى كادر طبي جيد، فلا يصح أن يكون الطبيب المصري سعر دقيقته أرخص دقيقة في العالم، والرواتب هزيلة ولا تتناسب مع الواقع الذي نعيشه حاليا، فنحن في حاجة إلى الراتب المناسب مع المجهود المبذول.
ضغوطات متتالية
وقال الدكتور محمد نصر، نقيب أطباء الجيزة، إن شباب الأطباء يتعرضون إلى ضغوطات عصبية في الاستقبال وفي عيادات العمل، وهي بيئة غير صحية للعمل الأمر الذي ينتج عنه استقالة الكثير من الأطباء وتركهم العمل.
وأضاف نصر لـ "بلدنا اليوم" أن قضية الاعتداء على الأطباء أصبح أمر لافت للنظر مؤخرًا، موضحًا أن كل هذه العوامل تؤثر على المخ وتؤدي إلى انتفاخ شريان المخ ومع استمراره قد ينتج عنه انفجارها في نهاية الأمر.
وتابع النقيب أن هناك مشكلة أخرى وهي عدم وجود مواعيد عمل للطبيب، وبالتالي فهو لا يحصل على الراحة الكافية واللازمة له، ضاربًا المثل بالطيار الذي له ساعات طيران محددة وبعدها لا يسمح له بالطيران إلا بعد الحصول على الراحة الكافية.
وذكر أنه مع قلة النوم والضغط العصبي الأمر قد ينتج عنه انهيار للطبيب، مشيرًا إلى أن الأطباء أصبحوا يهربون حاليًا من العمل في المستشفيات تفاديًا لأي ضغط عصبي ونفسي وجسماني محتمل.