محمد خان أحد أبرز مخرجي فترة السبعينات والثمانينات في مصر، عُرف عنه إخلاصُهُ الشديد لعملِهِ، الذي أعطاه نصفَ عمرِهِ، بين العمل السينمائي، والدراسة الأكاديمية، إذ قررَ خان أن يَتْركَ الهندسةََ ليلتحق بمعهد السينما في لندن.
لم يُردْ خان أن يكونَ مُخرجًا عَاديًا، فقد كان مَهمومًا بفكرةِ الارتقاء بمستوى السينما في مصر، من خلال عددٍ من المحاور، منها تقديم سينما جديدة تليق بمشاهد على قدر من الثقافة، ومُشاهد لا يَسعى إلى ما يُثير الضحك أو يحرك الغرائز، وكانت هذه نقطة انطلاق خان إلى سينما جديدة، لها جمهور يليق بها.
بهذه الدوافع قرر خان أن يَتَعاون مع عدد من صُناع السينما من أبناء جيله، لتكوين جماعة سينمائية، حملتْ هذه المجموعةُ الأفكار نفسها التي حملها خان، وانطلقوا معًا من نقطة واحدة، فكان تأسيس "جماعة أفلام الصحبة"، وتكونتْ المجموعةُ من محمد خان مُخرجًا، والكاتب بشير الديك، والمُصور السينمائي سعيد شيمي، المونتيرة نادية شكري، والمخرج عاطف الطيب، والمخرج خيري بشارة، والمخرج والسيناريست داود عبد السيد.
جمعتْ رابطةُ الصداقةِ والعمل بين أعضاء "جماعة أفلام الصحبة"، وتشاركوا في أغلب القضايا والقناعات الفكرية المتعلقة في الفن، وذلك من أجل هدف واحد، هو محاولة تطوير السينما، وتقديم أفضل ما لديهم، وكان الفيلم الوحيد الذي أنتجتْهُ الجماعةُ، فيلم "الحريف"، من بطولة عادل إمام، وفردوس عبد الحميد، في بداية الثمانينات.
لم تستمر "جماعة أفلام الصحبة" في عملها، ولم تنفذ خطتَهَا المُسبقة، ولكن استمر المخرج محمد خان، في عمله مع مجموعة من أصدقائه من الجماعة بعد تفككها، منهم المونتيرة نادية شكري، التي قامت بأعمال المونتاج لأغلب أفلامه، ومدير التصوير سعيد الشيمي، والذي تعاون معه خلال ثمانية أفلام، والسيناريست بشير الديك الذي تعاون معه في ستة أفلام، وتعاون مع طارق التلمساني في ثلاثة أفلام.
يُذكر أن اليوم يوافق الذكرى الثالثة لرحيل المخرج محمد خان، الذي رحل في مثل هذا اليوم 26 يوليو عام 2016، عن عمر ناهز الـ73 عامًا، قضاهم بين العمل السينمائي مخرجًا وممثلًا ودارسًا للسينما، ومحاولًا لتجديد السينما المصرية، والوصول بها إلى أفضل ما لديه.