"لما أبقى في قبري أرجوك نفذ وصيتي"، عبارة الآلم والحزن تراود فكر حبيبها التي قضت معه أجمل أيام حياتها، وسط أسرة صغيرة جمعهما الإيمان بالله، وحب الخير.
وبمجرد أن يتردى صداها في أذهانه، يرتجف قلبه رافعًا صوته العالي"لاتقلقي يا زوجتي العزيزة، سأحقق ما تمنيته حتى تكونين في نعيم الخلد وجنة الفردوس.
لم يتردد الرجل الطيب أن يتراجع في وعده لزوجته شريكة حياته، فلم يرفض لها طلبًا تتوجه إليه وهى تتمتع بلذات الدنيا، فكيف يمكنه بعد رحيلها الامتناع عن تنفيذ وصيتها التي أمنته عليه، لأنها تعلم أن الحسنة بعشر أمثالها، وأن ثمار الوفاء تجنى كل لحظة.
الحاج عادل عدوي، الرجل التي مهما وصفت السطور وامتلأت الكتب بالحكايات، لم تفي حقه بوصفه بالزوج الوفي والرجل الطيب، الذي تبرع بكل يملك أموال وما يمتلك من ثروات إرضاء لرغبة زوجته التي فارقت الحياة.
قناعته الداخلية بأن الخير يجلب الخير، ساعدته على التبرع بثروته التي بلغت 15 مليون جنيه، للغلابة والفقراء من أهل بلدته بالمنصورة.
لم يريد الحاج عادل أن يمتلك زهوة الدنيا، على قدر ما يريد تنفيذ وصية زوجته التي فارقت الحياة، حتى ترتاح في قبرها، ويخفف الله عنها عذاب القبر، ويرزقها جنات النعيم.
وبمساعدة أولاده الذين تربوا على الأخلاق الكريمة وحب الخير، حيث زرعت والدتهم في قلوبهم كل معاني الرحمة على الفقراء، تمكن الحاج عادل أن ينفذ وصية زوجته، والتبرع بكل ثروته لبناء مركز الكبد بالمنصورة لعلاج المرضى.