لم يمر الكثير من الوقت على الصفعة التي تلاقاها رجب طيب أردوغان بخسارته في انتخابات إسطنبول أمام معارضه أكرم إمام أوغلو، تلك الخسارة التي تيقن أردوغان حينها بأنّه يسير على طريق خسارة الحكم الذي نال من ورائها الكثير من الأرباح فكان يحلم بالسيطرة وإقامة خلافة على حد قوله لكن الآن باتت الأمور صعبة أمام أردوغان خاصة بعد الحرب التي بدأت عليه من داخل دولته.
معارض أردوغان
بعد أيام من توليه منصب مهام رئيس بلدية إسطنبول، حتى بدأ في اتخاذ إجراءات صارمة ضد أعضاء حزب العدالة والتنمية، وعلى رأسهم أردوغان، حيث عمل أكرم إمام أوغلوا في نزع أيادي أتباع أردوغان من السلطة بالبلدة الكبيرة، فبدأ في مواجهة الفساد الناجم وخرج بقرار وقف المناقصات الصادرة قبل الانتخابات السابقة، تلك القرارات التي كان أردوغان يأمل أن ينجح وينفذها.
فبحس الزمان التركية، فقد أصدر رئيس بلدية إسطنبول الجديد إكرم إمام أوغلو قرارًا جديدًا بإلغاء مناقصتين عقدهما الوصى المعين على رئاسة البلدية التابع للعدالة والتنمية بعد قرار إعادة الانتخابات، مع استمرار فحص باقى المناقصات.
وأضافت الصحيفة التركية المعارضة، أن أكرم إمام أوغلو أصدر فى وقت سابق تعليمات بوقف العمليات الخاصة بالمناقصات المنعقدة قبيل الانتخابات، وتعيين العاملين، واستئجار السيارات وعمليات الشراء، وإجراء فحص دقيق عليها، دون أن تتوقف الأعمال الروتينية لبلدية إسطنبول الكبرى.
لم تكن تلك الضربة الوحيدة التي تلاقاها أردوغان خلال الأيام السابقة، فلن ينسى الأتراك فضيحة خروج أحد أبرز رجاله ليفضح السياسات التى يتبعها الرئيس التركى، وما سببه العدالة والتنمية من كوارث بالبلاد.
خسارة أردوغان
ففوز حزب الشعب الجمهورى فى أكبر ثلاث مدن داخل تركيا وهى اسطنبول وأنقرة وأزمير، انعكست سلبًا على هيكل أردوغان، الذى بدأ التصدع يتسلل إليه، وسط انقسامات كبيرة فى الحزب، وهو ما يعنى أن المرحلة المقبلة لن تكون فى صالح حزب أردوغان، بل على العكس تمامًا، تفكك الحزب يمنح فرصة سهلة إلى المعارضة التركية لتحقيق المزيد من الانتصارات السياسية خلال الفترة المقبلة.