منذ تولي الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، يلوح دائما باستخدام القوة في التعامل مع كل القضايا، خاصة مشاكل الشرق الأوسط، وهذا جعله في الأخير قد يتورط في دخوله حرب مع إيران، حيث شهدت الفترة الماضية عدة تحركات عسكرية للجيش الأمريكي، تنبأ ببداية حرب جديدة بالخليج، وهذا ليس غريب على رئيس أمريكي من الحزب الجمهوري، حيث أن الأحداث العسكرية والمعارك الكبرى تواجدت في التاريخ الأمريكي بقوة لحساب الرؤساء الجمهوريين، فكيف ساهمت قرارت هؤلاء رؤساء الولايات المتحدة في إشعال الأحداث خلال فترات حكمهم.
دوايت أيزنهاور "دوامة الحرب الباردة"
الرئيس الأمريكي الـ34 أيزنهاور، هو من أدخل الولايات المتحدة في نفق الحرب الباردة مع الانحاد السوفيتي، في عام 1956، دفعاً للسباق نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل، كما زج بجيوشها في حرب فيتنام التي استمرت مدة 18 سنو وبلغ ضحاياها 18 مليون شخص ما بين قتيل وجريح.
ولم تخرج الولايات المتحدة الأمريكية منتصرة أبدا، حيث انتهت بتوحيد فيتنام تحت راية الشيوعية وموالاة الاتحاد السوفييتي، وهزيمة الولايات المتحدة بقيادة مؤسس الحزب الشيوعي في فيتنام.
رونالد ريجان "النفق اللبناني"
شن رونالد ريجان حملة عسكرية عن طريق التدخل العسكري في لبنان، ففي 1983 تم تفجير إحدى السيارات التابعة للسفارة الأمريكية في بيروت، ولم يكن هذا الاستهداف الأخير للبعثات الأمريكية، حيث استهدفت ثكنات جنود "المارينز" والقوات الفرنسية في لبنان، ما أدى إلى مقتل 241 من القوات، الأمر الذي اشعل فتيل الأزمة، واستدعى التدخل الأمريكي، وعلى إثره استهدفت بعض المواقع داخل لبنان.
جورج بوش "الأب"، عراب حرب الخليج الأولي
ارتبطت حرب الخليج الأولي تاريخا باسم هذا الرئيس الأمريكي المنتمي للحزب الديمقراطي، والذى خلف "ريجان"، حيث تسببت الحرب الداعية لتحرير الكويت، التي قادتها الولايات المتحدة بمشاركة 30 دولة، في مقتل 41 ألف جندي أمريكي من المشاركين في العمليات العسكرية هناك، كذلك تحطمت ما يقرب من 75 طائرة أمريكية.
كما عمل "بوش" الأب إلى زيادة التواجد الأمريكي في الصومال، من أجل الارتقاء بالبنية التحتية في مقديشيو، وإنقاذ الأطفال من الجوع، بحسب قوله، ولم يكن يعلم حينها أن الولايات المتحدة ستخسر 18 جنديا بسبب ذلك التدخل.
جورج دابليو بوش "الابن"، حرب من أجل الثروات
اتسم عصر بوش الابن بالحروب في العديد من الجبهات علي مستوي العالم، لكن حرب العراق تعتبر أشهر الحروب التي خاضها الرئيس الجمهوري، خلال حكمه الذي استمر فترتين رئاسيتين هي الأسوأ على الإطلاق من الناحية العسكرية والاقتصادية، ويرجع ذلك إلى الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة خارج حدودها، وأدت إلى استهلاك الموارد الاقتصادية التي أضرت بالاقتصاد، بخلاف الازمة العالمية التي أثرت بشكل كبير وواضح على الاقتصاد الأمريكي.
حيث طالب في خطبته أمام مجلس الأمن عام 2002، "بوش" الموافقة على غزو العراق، فأيدته انجلترا وعارضه ممثلو فرنسا وألمانيا، مطالبين اللجوء إلى المفاوضات السلمية مع الاستمرار في التحري عن الأسلحة شاملة الدمار، وبعد نقاش حاد وافق المجلس على قرار رقم 1441، الذي تقرر فيه التحري عن الأسلحة شاملة الدمار.
وبسبب سياسية الولايات المتحدة بشن "الضربات العسكرية الاستباقية"، دفع جورج بوش الابن بالعمليات العسكرية لاجتياح واحتلال العراق بدعوى وجود أسلحة دمار شامل، بعد إدراج واشنطن نظام صدام حسين ضمن "محور الشر" والأنظمة الداعمة للإرهاب.
دونالد ترامب، سيناريو حرب إيران
يستخدم ترامب القوة العسكرية في التهديدات الأمريكية لإيران، حيث تحركت أكبر حاملة طائرات "ابراهام لينكولن"، للاستعداد لأى مواجه محتملة مع الحرس الثوري الإيراني، وفي الأخير ذهب ترامب إلي وقف الحرب مع إيران، رغم قيام إبران بعدة مناوشات مع أخرها صرب طائرة مُسيرة للجيش الأمريكي، فهل يدخل ترامب ضمن قائمة الرؤساء الجمهوريين الذين أقروا بأحقية الحرب؟.