جاء قرار إيهود باراك، رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الدفاع الأسبق، بالعودة إلى الحلبة السياسية، وكواليس إعلانه عن تشكيل حزب جديد يخوض من خلاله الانتخابات العامة للكنيست، في سبتمبر المقبل، ليشعل فتيل النار داخل الكنيست، التي من الممكن أن تطيح برئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.
وذكرت المحللة الإسرائيلية بـ"يديعوت أحرونوت"، "سيما كدمون"، أن الانطباع العام في إسرائيل، يكشف عدم تمكن نتنياهو، من تشكيل ائتلاف مكون من 61 عضو كنيست من أحزاب اليمين والحريديين، وإن نتنياهو وباراك يعرفان ذلك، كما أن جانتس، ئيس هيئة الأركان العامة العشرين لجيش الدفاع الإسرائيلي، لن يتمكن من تشكيل حكومة، والوضع سيعود إلى ما كان عليه بعد الانتخابات السابقة، في أبريل، عندما فشل نتنياهو بتشكيل حكومة.
وأكدت "سيما كدمون" أن باراك، المرشح الأخطر على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، لكن المرشحين الآخرين سيلتهمهم نتنياهو على وجبة فطور موضحة أن دخول باراك إلى الحلبة قد تكون خبرا سيئا بالنسبة لكاحول لافان، أحد المرشحين بالانتخابات، ولكن هي كذلك بالنسبة لنتنياهو أيضا.
وأشارت كدمون، إلى أن باراك، أعلن عن تشكيل حزبه الجديد، ولكنه لم يعلن عن اسم هذا الحزب، واعتبرت أن الأسباب التي دفعت باراك إلى العودة هي "خدعة نتنياهو"، ومحاولته المبادرة إلى قانون يلغي الانتخابات، وسبب آخر يتعلق بالمؤتمر الصحفي الذي عقده جانتس للرد على محاولة نتنياهو تحميله مسؤولية إعادة الانتخابات.
من جهة أخرى، يوضح المحلل الإسرائيلي في "هآرتس"، "يوسي فيرطر"، أن عودة باراك إلى الحلبة في سن 77 عاما، وإلى جانبه اللواء في الاحتياط يائير جولان، الذي لم يخف عندما كان يرتدي الزي العسكري أيضا من الإشارة إلى تحولات العنصرية والتطرف في المجتمع الإسرائيلي، من شأنها التأثير على كتلة أحزاب الوسط – يسار كلها وسيزج كاحول لافان في الوسط – يمين ويحاول فعل ما لم يستطع فعله في المرة السابقة، وهو أن ينقل إليه مصوتي اليمين المعتدلين".
وأضاف "يوسي فيرطر" أن باراك، يسعى إلى أن يكون على رأس كتلة "يسارية تضم العمل وميرتس وحزبه الجديد وقد تنضم إليه تسيبي ليفني، رغم رفضها ذلك حاليا".
وأضاف المحلل الإسرائيلي في الإذاعة العامة الإسرائيلية، "يوءاف كراكوفسكي"، إلى أن إصرار باراك، مستعيرا وصفا من المجال العسكري، وتحديدا من وحدة الكوماندوز التي قادها باراك في الماضي.
وأكد "يوءاف كراكوفسكي"، أن باراك، قد عاد حاملا سكينا ماضية بين أسنانه لكنه رأى أن "باراك لا يسعى إلى الترشح مباشرة لرئاسة الحكومة إنه يحاول العودة إلى الحلبة السياسية بشكل عام، وهناك إنجاز مركزي واحد لـ باراك، وهو أنه السياسي الوحيد، الذي يعيش بيننا، والذي انتصر على نتنياهو وأرسله إلى خارج الحلبة السياسية، في العام 1999.
وأضاف أن باراك حرص، خلال المؤتمر الصحفي، على الإشارة إلى أنه يعرف نتنياهو منذ 50 عاما، "وفي السراء والضراء" وتابع أن "نتنياهو يعلم أن باراك يعرفه جيدا وحتى الآن، باراك كان الشخص الوحيد الذي أخرج نتنياهو من هدوئه".