بعدما قدم كل منهما بداية جيدة في البطولة وحقق الفوز الأول له في النسخة الحالية من بطولات كأس الأمم الإفريقية، يصطدم المنتخبان الجزائري والسنغالي غدا الخميس، في صراع على صدارة المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس أمم أفريقيا، المقامة حاليا في مصر.
واستهل المنتخب الجزائري مسيرته في البطولة بالفوز 2 / صفر على نظيره الكيني، كما فاز المنتخب السنغالي على نظيره التنزاني بنفس النتيجة.
ويتطلع كل من المنتخبين إلى تحقيق الفوز الثاني له والتأهل المبكر إلى الدور الثاني بغض النظر عن نتيجة مباريات الجولة الثالثة.
وينتظر أن تكون مباراة الغد حاسمة على صدارة المجموعة حيث تصب معظم الترشيحات في صالح المنتخبين لخطف بطاقتي التأهل المباشر من هذه المجموعة إلى الدور الثاني "دور الستة عشر"، فيما تشير التكهنات إلى إمكانية دخول أحد المنتخبين الأخريين في المجموعة في صراع على إحدى بطاقات التأهل التي تمنح لأفضل أربعة منتخبات تحتل المركز الثالث في المجموعات الستة .
ويدرك كل من المنتخبين صعوبة المواجهة التي تنتظره في مباراة الغد، حيث يمتلك كل من الفريقين الرغبة والطموح لتحقيق الفوز والأسلحة التي يمكنه الاعتماد عليها ما يعني أن استاد "الدفاع الجوي" بالقاهرة قد يشهد غدا واحدة من أفضل مباريات البطولة.
ولم يقدم المنتخب الجزائري "الخضر"، عرضا قويا للغاية في مباراة كينيا وحقق الفوز بفضل هدفين في الشوط الأول أحدهما من ضربة جزاء فيما لم يكن للمنتخب الكيني ظهور كبير في المباراة.
ولهذا ، كانت هذه المباراة واحدة من ثلاث مباريات فقط لم تهتز فيها شباك الخضر خلال آخر سبع مباريات خاضها الفريق في مختلف البطولات علما بأن الفريق لم يخسر في أي من هذه المباريات السبعة .
وكان الفوز على كينيا هو الخامس للفريق مقابل تعادلين في هذه المباريات السبعة.
لكن دفاع الخضر، الذي يعد أقل خطوط الفريق من حيث المستوى ، سيتعرض لاختبار حقيقي في مواجهة المنتخب السنغالي الذي يمتلك خط هجوم يحسده عليه كثير من مدربي المنتخبات المنافسة.
ويعتمد المنتخب الجزائري بشكل كبير على خطي الوسط والهجوم لتخفيف الضغط على خط الدفاع.
وينتظر الفريق الكثير من صانع ألعابه رياض محرز نجم مانشستر سيتي الذي سجل الهدف الثاني للفريق في مباراة كينيا لكنه ما زال يمتلك الكثير ليقدمه مع الفريق في البطولة.
والأكثر من هذا أن فرص الخضر في الفوز غدا والمنافسة بهذه البطولة تعتمد بشكل كبير على مدى قدرة محرز على التعاون مع زملائه وخاصة سفيان فيجولي وياسين براهيمي.
وجدد جمال بلماضي المدير الفني للمنتخب الجزائري دفاعه عن رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنجليزي داعيا إلى إبعاد الضغوط عنه حتى يلعب بكل إمكاناته مع "الخضر".
ولم يقدم محرز الأداء المنتظر منه في المباراة أمام كينيا.
ومنح بلماضي شارة القيادة لمحرز، في خطوة اعتبرها كثيرون أنها دفعة معنوية من المدرب للاعب الذي كان يأمل في ظهور جيد مع مانشستر سيتي في أول موسم له مع الفريق، كما أعطى بلماضي الحرية لمحرز دون تقييده بأي مركز في الملعب ودون إلزامه بالأدوار الدفاعية، وهو ما ظهر في المواجهة أمام كينيا.
وقال بلماضي إن محرز لا يشعر بأنه نجم الفريق الأول ولا يجيد تقمص هذا الدور موضحا أن اعتباره كذلك قد يؤثر على أدائه.
وأضاف: "محرز يعتبر نفسه لاعبا عاديا في الفريق مثل بقية زملائه. إنه لاعب يرفض النجومية ويريد أن يساعد منتخب بلاده، أتمنى من الجميع أن يتعامل معه بهذا الطريقة".
ويضاعف من ثقة الخضر في مباراة الغد أن آخر أربع مواجهات للفريق أمام أسود تيرانجا لم تشهد أي فوز للسنغال، حيث حقق المنتخب الجزائري الفوز في ثلاث من هذه المباريات مقابل تعادل وحيد بنتيجة 2 / 2 في دور المجموعات بالنسخة الماضية من كأس أمم أفريقيا عام 2017 بالجابون.
وفي المقابل ، يعتمد المنتخب السنغالي "أسود تيرانجا"، بشكل أساسي على قوة خط الهجوم بقيادة ساديو ماني نجم ليفربول الإنجليزي والذي يتطلع لقيادة الفريق إلى لقبه الأول في بطولات أمم أفريقيا بعد عام واحد من المشاركة الثانية لأسود تيرانجا في بطولات كأس العالم.
ورغم الهيمنة التامة للفريق على مجريات اللعب في المباراة الأولى بالبطولة، اكتفى المنتخب السنغالي بهدفين في شباك تنزانيا وتسابق لاعبوه في إهدار الفرص التي كانت كفيلة بفوز كبير.
ويدرك المنتخب السنغالي مدى صعوبة المهمة التي تنتظره غدا وأن الفوز فيها بهدف واحد، قد يصبح مكسبا كبيرا رغم عدم قوة الدفاع الجزائري.
وما يدعم قوة الفريق وقدرته على اجتياز العقبة الجزائرية هو عودة ماني لصفوف الفريق في مباراة الغد، بعدما حرمه الإيقاف من المشاركة أمام تنزانيا لتكتمل القوة الضاربة للفريق في لقاء الغد.
وفي المقابل، أعلن الجهاز الفني للمنتخب السنغالي بقيادة أليو سيسيه غياب مدافعه ساليف ساني عن مباراة الغد بسبب الإصابة بالتواء في الكاحل الأيسر حيث يغيب ساني لفترة قد تصل إلى 15 يوما بسبب الإصابة في مباراة تنزانيا.
ويعزز معنويات الفريق قبل مباراة الغد أن أسود التيرانجا حققوا الفوز في آخر سبع مباريات لهم بمختلف البطولات ولم تهتز الشباك سوى مرة واحدة فقط في هذه المباريات السبعة.