ساعات قليلة، وتعلن مدينة شرم الشيخ، استضافتها لفعاليات المنتدى الأفريقي الأول لمكافحة الفساد، على مدار يومي اليوم الأربعاء وغدًا الخميس، بمشاركة 51 دولة أفريقية و4 عربية، وذلك تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.
ويوجه الملتقى أنظار الدول الإفريقية والعالم لساحرة مدينة السلام "شرم الشيخ"، ويضعها في بؤرة اهتماماتهم وعلى خرائطهم السياحية على مدى عام كامل، فيما يؤكد اهتمام القيادة السياسية بمكافحة الفساد بمستوي العالم ليس فقط بالقارة السمراء.
دول ضيوف شرف
وتشارك 4 دول عربية كـ "ضيوف شرف" وهي "المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، الأردن"، في المبادرة التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال رئاسته وفد مصر في مؤتمر قمة رؤساء الدول والحكومات للاتحاد الأفريقي في شهر فبراير الماضي.
كما يشارك في المنتدى، وزراء "العدل والداخلية" ورؤساء هيئات مكافحة الفساد، وأجهزة "المحاسبات، والكسب غير المشروع" في الدول الأفريقية، بحضور أكثر من 200 مسئول أفريقي رفيع المستوى.
نقل الخبرات المصرية
ويأتي المنتدى، بمبادرة مصرية، تعكس استعداد القاهرة للتعاون ونقل الخبرات والتجارب والممارسات الناجحة إلى أشقائها الأفارقة، في مجال مكافحة الفساد، والذي حققت مصر فيه إنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية.
ويهدف المنتدى إلى تشجيع الدول الأفريقية على تبني سياسات، واعتماد خطط عمل وبرامج، تؤدي إلى القضاء على الفساد، وتحقيق الترابط المعرفي بين أبناء القارة حول "مخاطر الفساد على جهود التنمية والاقتصاد"، وكذلك الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة في الحوكمة ومحاربة الفساد، والتدريب والتأهيل للأجهزة المعنية في القارة، خاصة مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي لعام 2019.
عقبة أمام التنمية المستدامة
تشير التقديرات إلى أن القارة الأفريقية تخسر نحو 50 مليار دولار سنويًا، نتيجة التدفقات المالية غير المشروعة، حيث يقف الفساد عقبة أمام تحقيق أهداف التنمية 2063.
أجندة المنتدى الأفريقي
وتشمل أجندة المنتدى، 5 جلسات، على مدى يومين، إلى جانب الجلسة الافتتاحية، التي تشمل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعرض فيلم وثائقي بعنوان "أفريقيا على طريق التنمية"، وكلمة الوزير شريف سيف الدين رئيس هيئة الرقابة الإدارية، وكلمات رئيس المجلس الاستشاري للاتحاد الأفريقي لمكافحة الفساد، ورئيس اتحاد هيئات مكافحة الفساد في أفريقيا، والوزيرة المكلفة بالرقابة العليا بدولة الكاميرون، ورئيس الهيئة العامة لمكافحة الفساد "نزاهة" في الكويت.
ويبدأ برنامج المؤتمر، بعقد الجلسة الأولى، بعنوان "الجهود الوطنية في مكافحة الفساد لعدد من الدول الأفريقية تنفيذًا للالتزامات القارية والدولية"، وتديرها المستشارة أمل عمار عضو المجلس الاستشاري للاتحاد الأفريقي لمكافحة الفساد، ويتحدث خلالها "ممثل عن هيئة الرقابة الإدارية من مصر"، ووزيرة الحكم الرشيد في بوروندي، ووزير العدل في زيمبابوي.
أما الجلسة الثانية، فتعقد تحت عنوان "دور مكافحة الفساد في تنمية القارة الأفريقية"، تديرها الدكتورة أماني الطويل المدير المساعد بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، حيث تناقش الجلسة "الفساد كعقبة أمام نجاح أجندة 2063"، و"استدامة موارد القارة الأفريقية لخدمة أهداف التنمية المستدامة".
ويتحدث بالجلسة، الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الإداري، والدكتور أمير طاهر ممثل هيئة الرقابة الإدارية بمصر، ووزير الداخلية واللامركزية في دولة الكونغو (برازافيل)، ورئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد في توجو، ورئيس مفوضية مكافحة الفساد في سيراليون، ومسئول الممارسات العالمية للحوكمة في البنك الدولي.
ويتضمن اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر، 3 جلسات، الأولى بعنوان "آليات مكافحة الفساد على المستوى القاري"، والثانية "تنمية الموارد البشرية في مختلف أوجه مكافحة الفساد بالقارة الأفريقية"، والثالثة "دعم التنسيق الحكومي الأفريقي البيني في مكافحة الفساد".
وتختتم جلسات المنتدى، بجلسة تحت عنوان: "دور الإرادة السياسية في إنجاح جهود مكافحة الفساد في القارة الأفريقية".