بنت أسوان، تلك الفتاة التي وصفت بأنها "بمليون رجل"، تحملت العديد من المصاعب والتحديات، في مجتمع ينظر فيه إلى المرأة على أنها ضعيفة لا يحق لها أن تعمل وأن تصبح امرأة لها كيان ووجود في سوق العمل.
زهور خليل محمد، الفتاة الأربعينية، بنت محافظة أسوان، التي ولدت في قرية الجنينة والشباك، أرض الطبيعة الريفية والنيل.
جمال الطبيعة، ومناظر أسوان الخلابة، وكل التفاصيل التي تتميز بها مدينة أسوان شكلت شخصيتها وجعلتها فنانة بالفطرة.
أرادت "زهور" أن تنمي موهبتها، وتلتحق بالعديد من الدورات التدريبية التي كانت تدشنها الدولة من وقت لآخر، "حاولت تعلم الشغل اليدوي، لكن ما باليد حيلة فطبيعة العادات المتواجدة في القرية تمنع الفتاة أن تخرج من دارها للعمل، ولكن بالعزيمة والإرادة ووقوف زوجي بجانبي، واجهت الصعاب والتوجهات وأصبحت سيدة أعمال شهيرة في محافظة أسوان"، هكذا بدأت في قص روايتها لـ"بلدنا اليوم" أثناء الحديث معها عن قصة حياتها وكيف أصبحت هكذا.
في البداية تقول "زهور": "اتربيت على الشغل اليدوي، من وأنا في سنة 6ابتدائي، وكانت جدتي تعلمني إزاي أمسك الخيط والإبرة، وأدخل الخرز جواها، وإزاي أعمل المفارش بألوان مختلفة من الخيط".
وتابعت: " لما كبرت وبقيت في سنة 2 إعدادي، كنت بحب أحضر حصة الاقتصاد المنزلي، واليوم اللي بتكون فيه الحصة مينفعش أغيب فيها، وكنت بصحى من النجمة عشان ألحق الطابور، وأحضر الحصة الأولى عشان المدرس ميذنبنيش، ورجلي توجعني من الوقفة، ومعرفش أركز مع ميس عفاف، مدرسة حصة الاقتصاد المنزلي".
وأكملت: " لم أكمل تعليمي، وجلست في البيت أساعد والدتي في شؤون المنزل، كبقية البنات في القرية، اللي بتستني عدلها يجيلها، حتى جاء عدلي وأنا سني 17عامًا، وتزوجت من صديق أخي الذي يكبرني بـ10سنوات، في ذلك الوقت، وكان مهندسًا في الاتصالات، وبعدها عشت معه أحلى حياة".
"عندما شاهدني زوجي وأنا بحيك مفروشات البيت، استغرب وقالي إزاي بتعرفي تعملي ده، المفرش شكله جميل، أنا عندي زمايلي في الشغل بيشتروه من النت بأسعار غالية، وفي ذات اللحظة طلب مني أن أصور تلك المفروشات، ليرفعها على الفيس بوك"، بتلك الكلمات أكملت"زهور" قصة حياتها.
وأضافت: "الناس بدأت تكلمني على الفيس إني أعملها مفارش، وبمساعدة زوجي، التحقت بدورة تدريبية تابعة للمجلس القومي بالمرأة، وبدأت أطور من شغلي، ومن هنا حققت حلمي من خلال الاشتراك معهم في العديد من معارض الأسر المنتجة، وواحدة واحدة فتحت مشغل كبير برأس مال زوجي، بمحافظة أسوان، وقمت بتعليم فتيات كثيرة على المشغولات اليدوية".
واختتمت"زهور"، قائلة: " لولا زوجي وحبي للعمل، وإصراري على تحقيق حلمي، لما كنت في هذا الوضع، واشتهر في محافظة أسوان، وأكون سيدة أعمال يفتخر زوجي بي".