الساعة السادسة صباحًا، لا شئ يقطع هدوء غرفتها سوى صوت "المنبة"، ذلك الصديق الذي اختارته ليوقظها من نومها، قبل أن تسمع زقزقة العصافير، وكأنها اختارته لينظم لها حياتها وتبدأ به يوم عملها من جديد.
30 سنتيمتر هي المسافة التي تحتاجها الثلاثينية للذهاب إلى عملها، حيث اتخذت مساحة صغيرة من غرفة نومها، كي تكون مقر عملها، للعمل لها، وتحقيق حلمها الذي ظلت تعافر من أجله ليكون على أرض الواقع.
"بالخيط والإبرة" جلست الفتاة على الكرسي الذي اعتادت الجلوس عليه يوميًا أمام النافذة، لتدخل أشعة الشمس إلى غرفتها، لتستخدمها في الإضاءة بدلًا من الكهرباء التي تحملها أعباءًا مالية كبيرة، قد تقف عائقًا لتحقيق حلمها.
ومع الساعات الأولى في الصباح تبدأ الثلاثينية في تصنع الشنط بجميع ألوانها، بتفاصيل مختلفة تناسب الموضة.
هند الحسين، الفتاة الإسكندرانية، التي استطاعت من مبلغ لايتعدى الـ 1000جنيه، أن تصبح سيدة أعمال، يتهافت المصريون والخليجيون على شراء منتجاتها، حاربت وواجهت أسرتها، الذين أرادوها أن تلتحق بكلية الهندسة، باعتبارها واحدة من "كليات القمة"، وقررت أن تلتحق بكلية الفنون الجميلة لتحقيق حلمها.
بعد تخرجها عملت "هند" فترة كمهندسة ديكور، لكن إحساسها طول الوقت إنها كانت مجرد منفذة، وإحساسها بأنها غير مصصمة أو مبتكرة، جعلها تعيد التفكير، وبدأت في الالتحاق بدورات تدريبية بالإضافة لبحثها على الإنترنت بشكل شخصي، حتى علمت نفسها بنفسها، وأتقنت المهارات التي تريدها.
بعدها أسست ورشتها الخاصة التي تضم عاملات لمساعدتها، وتركت محل عملها الصغير بمنزلها.
وعلى عكس كثير من التوقعات لم تكن المشكلة في التسويق بالنسبة لهند لكن كانت العمالة، حيث أكدت أنها تهتم بالتدريب والتأهيل لكي تتأكد من جودة منتجاتها بتصميمات متميزة، مضيفة"وده في البداية ماكنش سهل".