شهدت محال الفسيخ والرنجة، إقبالاً كبيرًا من المواطنين، تزامنًا مع احتفالات عيد الفطر المبارك، حيث يتم اللجوء للأسماك المملحة، بعيدًا عن اللحوم والدواجن، التي كانت غذاء رئيسي طوال شهر رمضان الكريم.
واعتاد المصريون، على شراء أسماك "الفسيخ" والرنجة المملحة والمدخنة، كطقس من طقوس الاحتفال بعيد الفطر، إذ يتم تجهيزها وتقديمها كوجبة أساسية على الفطار والغداء.
تاريخ الظاهرة
تُعد الأسرة الفرعونية الخامسة، أول من تناولوا الفسيخ، فكانوا يقوموا بتصنيعه عن طريق تجفيف وتمليح سمك البوري.
حيث ارتبط تناول الفسيخ بتقديسهم للنيل، فالحياة عندهم بدأت في الماء وأن نهر النيل ينبع من الجنة حسب اعتقادهم ، لذا كان للفراعنة عناية خاصة بحفظ الأسماك وتجفيفها وتمليحها، فقد كانوا يأكلون السمك المملح فـي أعيادهم ويرون أن أكله مفيد.
فوائد الفسيخ الصحية
يعتبر الفسيخ طعام مفيد يقضي على البكتيريا في جسم الإنسان، ويعالج مشاكل الجهاز الهضمي كالإمساك، كما يعد علاجًا لنزلات البرد والإنفلونزا، إذْ يمتلك قيمة غذائية عالية بسبب محتواه المتنوع.
ويلعب الفسيخ والسمك المملح، دور كبير في فتح الشهية، ويزيد قوة جسم الإنسان ومناعته بسبب احتوائه على نسبة عالية من الأملاح التي تزيد من حاجة الإنسان لشرب كميات كبيرة من الماء، وهو ما يؤدي إلى تنظيف الكلى والمعدة، بشرط عدم تجاوز 150غم من الفسيخ في الوجبة الواحدة خوفًا من سوء الهضم والحموضة.
ارتباط الفسيخ بأول يوم عيد
رغم ملوحة الفسيخ الشديدة، إلاّ أنه يمثًل طبق هام من الأطباق الأساسية في العيد، لكونه يعوض الصائمين عن السوائل التي فقدوها خلال شهر رمضان.
وبالدليل العلمي، فإن ساعات الصيام الطويلة تًفقد الجسم كمية كبيرة من الماء، وتناول الفسيخ في العيد يعمل على تعويض ما فقده الجسم.
كما أنه وسيلة محفّزة لجدار المعدة وحفظ توازنها، لاستقبال المزيد من الأطعمة طيلة النهار، بعد أن تعودها على الصيام والانقطاع عن المأكولات والمشروبات لمدة شهر، علاوة على دوره في كسر النظام الغذائي بعد شهر كامل تم الاعتماد فيها على اللحوم والدواجن والأكلات الدسمة.
من عليه تجنب تناوله
على الحوامل والمرضعات والأطفال، وكذلك مرضى القلب وقرحة المعدة وضغط الدم المرتفع والكبد والكلى، تنب تناول الفسيخ، وذلك لخطورته عليهم، وأعراضه السيئة التي قد تصاحبه في بعض الأحيان.