العيد الثلاثاء أم الأربعاء، سؤال كان حديث الشارع أمس، وكانت توقعات الغالبية العظمى من المواطنين أن العيد الثلاثاء، ليأتي مفتي الجمهورية ليخلف توقعات الكثيرين، بعد أن أعلن أن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان المبارك ، وأن غدًا الأربعاء أول أيام عيد الفطر المبارك.
جدل حول رؤية هلال شوال
رؤية هلال شوال أثارات الجدل ، خاصة بعد أن ظهرت تصريحات متضاربة حول هلال شهر شوال، فالبحوث الفلكية أكدت أن الثلاثاء أول أيام عيد الفطر في حين أن دار الأفتاء خاطبت المواطنين بأن الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان، وأن أول أيام العيد الأربعاء ، فرغم أن الرؤية الفلكية التي يقودها معهد البحوث الفلكية، والرؤية البصرية التي تجريها دار الإفتاء مكملين لبعضهم البعض إلا أن تضارب الأنباء بين الجهتين سبب أزمة، وهنا نتساءل لماذا حدث انقسام بين معهد البحوث الفلكية، والرؤية البصرية للإفتاء.
الإفتاء توضح قواعد رؤية الهلال
للرد على الجدل المثار نشرت دار الإفتاء عدة بيانات توضيحية لتوضيح حقيقة الأمر للمواطنينن حيث أعلنت دار الإفتاء المصرية، القواعد والإجراءات المتبعة لرؤية الهلال في مصر، وذلك خلال صفحتها الرسمية على "فيس بوك".
وتتلخص القواعد في هذه المسألة فيما يلي:
الحساب الفلكي القطعي لا يعارض الرؤية الصحيحة، فهو للاستئناس به مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أنه ينفي ولا يثبت، فإذا نفى طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية، مؤكدا أن شهر رمضان إما ثلاثون يومًا لا يزيد عليها وإما تسعة وعشرون يومًا لا ينقص عنها.
وتابعت " يجب على كُلِّ أهل بلدٍ متابعةُ إمامهم في رؤية الهلال من عدمها؛ بشرط إمكان الرؤية بالحساب الفلكي.
أمَّا منهج دار الإفتاء المصرية فيتمثَّل في الخطوات التالية: الرؤية تكون لجميع الشهور؛ وذلك من أجل الوصول إلى أصوب تحديد لأوائل الشهور الثلاثة ذات الأهمية في عبادة المسلمين، الرؤية تكون عن طريق اللجان الشرعية العلمية التي تضم شرعيِّين وتضم مختصين بالفلك، وهناك رؤية بصرية نعتمدها مع الحساب الفلكي الدقيق.
بداية الشهرلا تتحق إلا بالرؤية الشرعية
أوضحت دار الافتاء على صفحتها الرسمية الفيس بوك، أن الحسابات الفلكية التي تحدد بدايات الشهور العربية مقدمًا لسنين يجوز الاستئناس بها، ولكن بداية الشهر لا تتحقق شرعًا إلا بالرؤية الشرعية، مؤكدة أنه من الطبيعي أن يظهر الهلال بعد غروب شمس هذا اليوم الثلاثاء واضحا للعيان، ويمكن مشاهدته بالعين المجردة حيث سيمكث بعد غروب الشمس ساعة وسبع دقائق، ويكون عمره 30 ساعة و37 دقيقة، وسيكون ارتفاعه عن الأفق الغربي 13 درجة.
وأضافت الدائرة أنه اعتمادً على هذا الأمر يُرى الهلال أكبر حجماً ولمعاناً وذلك لمرور 30 ساعة على تولده، وهو ما يؤكد صحة صومنا وإكمالنا للعدة؛ لأن العبرة برؤية الهلال كما قال سيدنا النبي صلى الله عليه يسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)
واختلاف فتوى الفلك والإفتاء برره الدكتور جاد القاضي، رئيس معهد البحوث الفلكية، حيث قال إن الحسابات الفلكية لا تخطئ في تحديد مواقيت ميلاد الأهلة، مشيرًا إلى أنه بالحسابات الفلكية، تم ميلاد الهلال، ولهذا السبب أيضا أعلن المركز أن غرة شهر شوال سيكون اليوم، الثلاثاء.
وأضاف القاضي، في تصريحات صحفية له، أن الهلال موجود بالفعل، ولكن لجان الرصد التي انتشرت بالمحافظات مساء أمس، الاثنين، لم تتمكن من رؤية الهلال، وذلك لسببين أولهما الشبورة والسحب التي أعاقت الرؤية، أما السبب الثاني فكان لقصر مدة ظهور الهلال.
هناك رؤية بصرية نعتمدها مع الحساب الفلكي الدقيق..
الإفتاء الجهة المسئولة
قال مصدر مسئول بدار الإفتاء، إن دار الإفتاء هي الجهة المسئولة، المخول إليها رؤية أوائل الشهور يوم 29 من كل شهر وليس شهر رمضان فقط، وإعلانها للمواطنين، مشيرًا إلى أن رؤية الهلال تتم من خلالها الاستعانة بالرؤية الفلكية لمعهد البحوث الفلكية والرؤية البصرية لدار الإفتاء، منوها أن وزارة الأوقاف غير مخول لها الحديث عن استطلاع الهلال، أو الإعلان عن موعد عيد الفطر.
الرؤية الفلكية لمعهد البحوث الفلكية
وأوضح المصدر لـ "بلدنا اليوم"، أن الرؤية الفلكية لمعهد البحوث الفلكية، تتم من خلال التليسكوبات والحسابات الفلكية، التي تثبت لديه أن الهلال ولد في أي يوم، مشيرًا إلى أن الرؤية البصرية لدار الإفتاء تتم من خلال المراصد الخاصة بالدار، مثل العين المجردة، مضيفا أن الرؤية الفلكية تؤكد الرؤية البصرية، وهذا الأمر متبع في السعودية فهناك بحوث الفلك، وهيئة الإفتاء.
الرؤية الشرعية
ويؤكد الدكتور شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف الأسبق، إن رؤية هلال شهر شوال، تكون رؤية شرعية مفادها قول الرسول صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته، مشيرا إلى أنه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، كان الجو غير ملوث والسماء صافية، وكانوا يصعدوا إلى الأماكن ويرى الهلال بالعين المجردة.
مواصفات الرائي.
وأضاف وكيل الوزارة الأسبق لـ"بلدنا اليوم" ، أن الإسلام اعتبر رؤية الهلال شهادة يُسأل عنها الرائي، حيث أنها تحليل حرام أو تحريم حلال، مشيرًا إلى أن الشرع وضع ضوابط ومواصفات يتميز بها الرائي وهي أن يشتهر بالعدالة وصحة العقل وقوة البصر مؤكدًا أن الرسول كان يعتمد على أكثر من رائي في رؤية الهلال.
الإستعانة بالأدوات الفلكية
وأكد "عبد اللطيف " أن الأمر أصبح فيه صعوبة مما جعلنا نستعين بالأدوات الفلكية الحديثة فأصبح مشروع تنتهجه معظم البلدان العربية والإسلامية فيتم استطلاع الهلال إما بالعين المجرد أو الأدوات المساعدة الفلكية ، فالرؤية الشرعية تكون بناء على اجتهاد من خلال رؤية متوسط السنوات السابقة فلا يكون رأي قاطع فقد تخطئ أو تصيب، والاعتماد الأهم يكون على رؤية الهلال بالأدوات المساعدة الحديثة، التى تقوم بها دار الافتاء المصرية والإفتاء بجميع الدول الأخرى.