خلال شهر رمضان يقبل المسلمون على العبادات بشكل مكثف، فيحرص الجميع على أداء الصلوات في مواعيدها، وتلاوة القرأن والأذكار، والتصدق والإنفاق في سبيل الله، كما يواظب المصلين على قيام الليل، والتهجد ، تقربا لله عز وجل، وأملًا في ثواب الشهر الكريم.
وبعد رمضان يبدأ البعض بالانشغال ، والبعد عن الطاعات، تدريجيًا ، وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله" "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"متفق عليه.
المداومة على الطاعات
فكان النبي صلى الله عليه وسلم، عبدا ربانيا يعبد الله جل وعلا على الدوام في رمضان وفي غير رمضان، فمن حديث عائشة رضي الله عنها قَالَتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى قَامَ حَتَّى تَفَطَّرَ رِجْلَاهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَتَصْنَعُ هَذَا وَقَدْ غُفِرَ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ فَقَالَ: "يَا عَائِشَةُ! أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا".
المواظبة على قيام الليل
وما ترك قيام الليل في رمضان وغيره إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة بإضافة سنة العشاء البعيدة، ففي الصحيحين وغيرهما عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: كَيْفَ كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ؟ فَقَالَتْ مَا كَانَ يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلَا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ....".
كيفية الاستمرار في الطاعات
ويوضح المشايخ والعلماء، أن هناك بعض الأمور والوسائل التي تمنحنا الثبات على الأعمال الصالحة، ومنها:
- التأكد من وجود الثواب والأجر دافعًا للاجتهاد في الطاعات، فالثواب والأجر لم ينقطع بعد رمضان، فصيام التطوع مشروع بعد رمضان، ويترتب عليه الثواب الجزيل والأجر الكبير ففي الحديث: "من صام رمضان، ثم أتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر كله" رواه الجماعة بنحوه إلا البخاري.
الدعاء
ثانيا " الدعاء ، يقول رجال الدين، أن من أراد أن يواظب على فعل الخيرات فليتوجه إلى الله تعالى بالدعاء، ويلح عليه ويطلب منه العون، ويستلهم منه التوفيق، و يسأله بصدق وإخلاص أن يصل للتقوى، ويسير في طريق الاستقامة، ويطلب منه بخشوع وخضوع الثبات على الهداية، والاستمرار في الطاعة "رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ"سورة آل عمران.
ممارسة الأعمال المسببة في زيادة الإيمان
ثالثا: ممارسة الأعمال المسببة في زيادة الإيمان، وذلك بالإكثار من مُجالسة العلماء والصالحين، ومواصلة المحافظة على الأذكار، والحرص على حضور أو الاستماع إلى المحاضرات النافعة، والحرص على مصاحبة الأخيار وزيارة الصالحين.
رابعا: قراءة سير الصحالين ونهج منهجهم، والاستماع إلى أو قراءة قصص الأنبياء.
- المداومة على الأعمال الصالحة ولو بالعمل القليل المستمر، وخصوصا المُحببة للنفس، فلا نترك تلاوة القرآن ولا قيام الليل، ولا الصدقات ولا الأذكار، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"متفق عليه.
- في رمضان كان المسلم يتدرب على قوة الإرادة ، الذي يمكنه من الامتناع عن ما يبطل الصيام، وعلى المسلم أن يواظب على البعد عن الشهوات.
المداومة على الأعمال الصالحة
فيؤكد رجال الدين، أن للصوم علامات كثيرة تدل على قبوله، منها المداومة على الأعمال الصالحة والصلاة فى المسجد على وقتها، والمداومة على الصيام الذى كان هدفه التقوي، بالإضافة إلى كل العبادات التى كان يؤديها الإنسان فى شهر رمضان يحاول أن يفعل منها ولو القليل مع مرور الأيام، وهذه العلامات تدل على قبول الله عز وجل للصيام فى شهر رمضان.