بقمة مكة المكرمة.. السيسي يضع رؤية شاملة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة

السبت 01 يونية 2019 | 04:11 مساءً
كتب : سهام يحيى

على مدار يومين بحث القاة العرب مستقبل الدول الإسلامية، بمكة المكرمة في الدورة الرابعة عشر لمؤتمر القمة الإسلامية، تحت شعار "يدًا بيد نحو المستقبل"،، بالمملكة العربية السعودية، تناولت القمة مختلف القضايا والأحداث الراهنة في العالم الإسلامي، بهدف الوصول إلى رؤية موحدة تجاه مختلف القضايا وعلى رأسها الأوضاع بليبيا وسوريا واليمن والسودان والصومال.

الرئيس السيسي وقمة مكة

وكان للرئيس السيسي دور هام ومؤثر بالقمة الإسلامية، فخلال القمة أكد الرئيس أن مصر لن تدخر جهداً لدعم وتعزيز عمل منظمة التعاون الإسلامي باعتبارها المظلة الرئيسية للعمل الإسلامي المشترك في مختلف المجالات، وستحرص على الاستمرار في المشاركة بفاعلية في مختلف المبادرات التي تطلقها المنظمة وفي فعالياتها المتنوعة، إيمانا بأن مقتضيات المسئولية وحجم التحديات التي يواجهها عالمنا اﻹسلامي تتطلب وحدة الكلمة والصف.

عدم استقرار العالم الإسلامي

أكد الرئيس أننا نواجه موجة غير مسبوقة من عدم الاستقرار والتوتر السياسي واﻷمني تجتاح عالمنا اﻹسلامي، وتهدد بتقويض دوله ومؤسساته من جذورها، وتحويله من فضاء رحب للتعاون والتكاتف لتحقيق مصالح الشعوب اﻹسلامية إلى ساحة استقطاب وتنابذ، ومصدر للإساءة لصورة ديننا ومجتمعاتنا.

الرئيس يتطرق لقضية الإرهاب

وتطرق الرئيس خلال القمة على ظاهرة الإرهاب، بمختلف أشكالها، وما يواكبها من تطرف ديني وانتشار لخطاب الكراهية والتمييز، تأتي على رأس التحديات التي تواجه عالمنا اﻹسلامي، بل واﻹنسانية جمعاء.

فقال الرئيس، إن ظاهرة الإرهاب وما يواكبها من تطرف ديني تأتي على رأس التحديات التي تواجه الإنسانية جمعاء؛ موضحا أن مصر دعت إلى تكثيف الجهود للقضاء على هذا الظاهرة التي تتطلب تكاتف الدول الإسلامية.

محاربة الإسلاموفوبيا

وتطرق الرئيس في حديثه على مهام مكافحة الإرهاب، مشيرا أنه لابد أن يوجد محاربة ما يسمى بالإسلاموفوبيا، لافتا أنه لم يعد مقبولا أن يتم القضاء على الإرهاب بالإسلام الحنيف.

وأشار الرئيس إلى أنه علينا مهمة مزدوجة وهي مكافحة الإرهاب والإسلاموفوبيا وخطاب الكراهية التمييز.

القضية الفلسطينية

وتحدث السيسي عن القضية الفلسطينية بقوله "بقاء القضية الفلسطينية دون حل عادل ودائم لا يستقيم جهود معالجة التحديات في المنطقة".

وتابع: "لقد بادرت مصر منذ سنوات طويلة بإطلاق الدعوة لتكثيف الجهود المشتركة للقضاء علي هذه الظاهرة بشكل كامل، ورفض محاولات ربطها بدين أو ثقافة أو عرق معين، إلا أن الأمر يتطلب تكاتف جميع الدول الإسلامية لتفعيل الأطر الدولية والإقليمية للقضاء على الإرهاب ومكافحة الفكر المتطرف وسائر جوانب الظاهرة الإرهابية.

وأكد الرئيس أنه يعد مقبولاً السكوت على خطاب التمييز والكراهية ضد العرب والمسلمين، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بديننا الحنيف الذي هو منها برئ.

الرئيس والقضية الليبية والسورية واستقرار السودان

ولم يغفل الرئيس السيسي في حديثه عن ليبيا ، التي لازالت تعاني من حالة انسداد سياسي وتفشي الإرهاب ونشاط الميليشيات والمرتزقة والتدخلات الأجنبية كما تحدث عن سوريا التي تعاني على مدار أكثر من ثمانية أعوام من الاقتتال الأهلي والانتهاكات الإقليمية لحدودها والتدخلات الأجنبية في شؤونها، ومن اليمن الذي لازال يعاني من جماعة الحوثي ومحاولتها الاستقواء بالدعم اﻷجنبي لفرض إرادتها على سائر أبناء اليمن، وهجماتها الإرهابية المدانة على الأراضي السعودية.

السودان والجزائر

وتطرق حديث الرئيس إلى السودان والجزائر اللتين تمران بمرحلة دقيقة يحاول فيها أبناء هذين الشعبين الشقيقين إدارة مرحلة انتقالية في ظروف صعبة لتحقيق تطلعات مشروعة في الحرية وصياغة مستقبل هذين البلدين.

تعاون الدول العربية

ورأى الرئيس أنه في كل هذه البلدان الشقيقة، هناك تحديات جسام، وهناك حاجة لدعم سياسي وتعاون من كافة الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لدعم هؤلاء الأشقاء ومساندة خياراتهم وتطلعات شعوبهم الوطنية المشروعة، ومواجهة أي تدخلات خارجية في شؤونهم، واستعادة مكانتهم وإسهامهم في العمل المشترك بين الدول العربية والإسلامية.

ولا يفوتني في هذا السياق الإشارة إلى الوضع المقلق لأبناء جماعة الروهينجا المسلمة، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسئوليته لتجنبيهم مخاطر السقوط في حلقة مفرغة من التطرف والإرهاب والعنف.

أنشطة الرئيس بالقمة

وكان للرئيس السيسي عدة أنشطة على هامش مشاركته بمؤتمر القمة الإسلامية في دورته الرابعة عشر، حيث التقى الرئيس بسعد الحريري، رئيس الوزراء اللبناني، وأكد القاء على قوة العلاقات الوطيدة بين مصر ولبنان على المستويين الرسمي والشعبي، وثمن رئيس الوزراء البناني العلاقات الأخوية والتضامنية التي تربط الدولتين الشقيقتين، معرباً عن تقدير بلاده لمصر مركزية أساسية فى دعم وحفظ الاستقرار بالمنطقة العربية ككل، ومشيداً بالتجربة المصرية الملهمة التي تعزز من أولوياتالنجاح التنموي، والتي تعد نموذجاً يحتذى به في دول المنطقة.

الرئيس

تناول اللقاء سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي القائمة بين البلدين، بما في ذلك إمكانية الاستفادة من الخبرة المصرية في عدد من المجالات، كمشروعات الكهرباء والبنية التحتية والطاقة، كما تم تأكيد أهمية تعزيز علاقات التبادل التجاري بين مصر ولبنان والعمل كذلك على تعظيم حجم الاستثمارات المتبادلة. .

لقاء ولي عهد المملكة العربية السعودية

كما حرص الرئيس على لقاء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع، لبحث سبل تعزيز مختلف جوانب العلاقات الثنائية بين البلدين، لا سيما على الصعيدين الاقتصادي والاستثماري، في ضوء ما يتوافر لدى الجانبين من فرص استثمارية واعدة.

 كما تطرقت المباحثات كذلك إلى الملفات المطروحة على الساحة الإقليمية، وفي منطقة الخليج وكذلك الملفات الاخري كسوريا واليمن وليبيا، حيث كان هناك توافقا بأهمية استمرار التشاور المكثف بيان البلدين لا سيما في ظل هذا التوقيت الدقيق الذي يشهد العديد من التطورات على المستوى الإقليمي، وذلك لدعم وحدة الصف العربي والإسلامي المشترك في مواجهة مختلف التحديات التي تتعرض لها المنطقة في الوقت الراهن.

الرئيس

وأكد بن سلمان خلال اللقاء على حرص السعودية على دعم أطر التعاون الثنائي على مختلف الأصعدة، مشيداً بالجهود المصرية التي ساهمت في إنجاح القمة العربية الطارئة وقمة منظمة التعاون الإسلامي على مدار اليومين الماضيين بمكة المكرمة، والتي من شأنها أن تساهم في تعظيم أواصر التشاور المتبادل بين القادة والزعماء العرب والمسلمين فيما يخص التهديدات المشتركة.

استقبال رئيس وزراء باكستان

وحرص الرئيس على استقبال عمران خان، رئيس وزراء باكستان، مشيدا بالعلاقات التاريخية الثابتة التي تجمع بين البلدين، معرباً سيادته عن التطلع لتطوير التعاون الثنائي مع باكستان في مختلف المجالات، خاصة تلك التجارية، فضلا عن الحرص على تعزيز التنسيق والتشاور معها سياسياً إزاء مختلف القضايا الإقليمية والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والذي يعد أحد أهم التحديات المشتركة.

وأكد رئيس وزراء باكستان عمق العلاقات التي تجمع البلدين والشعبين الصديقين، مشيداً بالإنجازات التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية في مختلف المجالات، لا سيما على صعيد مكافحة الإرهاب والإصلاح الاقتصادي والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها بهدف تحقيق التنمية الشاملة، ومشدداً على أن باكستان تقدر دور مصر المحوري والفاعل في العالمين العربي والإسلامي، وهو الدور الذي تعول عليه باكستان لاستقرار وأمن منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي ككل.

وتطرق اللقاء إلى سبل تعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين في عدد من المجالات بما يرقى لتطلعات الشعبين ويتوافق مع إمكانات الدولتين، خاصةً على صعيد التعاون الأمني والاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري، بالإضافة إلى تعزيز التعاون والتشاور في مختلف المحافل الدولية.

كما تم استعراض آخر المستجدات بالنسبة للأوضاع في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، حيث تم تأكيد أهمية مواصلة التنسيق المكثف ودفع الجهود المشتركة بين البلدين في ظل الأزمات التي تعاني منها المنطقة بهدف صون السلم والأمن الإقليمي، فضلاً عن تكثيف الجهود لتصويب الخطاب الديني ونشر صحيح الإسلام.

الرئيس

اقرأ أيضا