"6 أشهر".. مضت على أزمة المفصولين من أعضاء أعرق الأحزاب السياسية على الساحة، والممتد لقرابة مائة عام "حزب الوفد"، ويأتي ذلك على خلفية تظلمهم من نتيجة انتخابات الهيئة العليا للحزب الماضية، فضلًا عن خروجهم على الالتزام الحزبى، ورفضهم لقواعد العمل الديمقراطى.
ياسر قورة وفؤاد بدراوي ومحمد الحسيني، أسماء ترددت كثيرّا في الآونة الآخيرة، تلك الأسماء التي لها باع طويل في خدمة الوفد وبداخل جدرانه، ومن المفترض أيضّا أنّها كانت تستعد لاحتلال مناصب جديدة بالهيئة العليا في الكيان، لكن تبدّلت الأحوال وجاءت الرياح بما لاتشتهي السفن، وبالرغم من تاريخهم، إلا أن المستشار بهاء أبو شقة، وضعهم في كفة والمناصب في كفة آخري، وبعد اعتراضهم تم فصلهم نهائيًا من الحزب، مبررين أنهم خرجوا عن العمل الديمقراطي، مما خرج الأعضاء ليوضحوا للجميع السبب وراء تلك الأزمات.
ابتزاز ورشوة
وكشف المهندس ياسر قورة، وهو من الأعضاء المفصولين من الحزب، حقيقة الفصل وعملية الابتزاز التي تعرّض لها من قبل "أبو شقة" لمساعدته في نيل كرسي الهيئة، فذكر قائلّا " أنّه فى إحدي الجلسات السرية والتي لم يحضرها سوى اثنين فقط، طلب "أبو شقة" مني بالتبرع بمليون جنيه مقابل حصولي على مقعد الهيئة العليا للحزب، وشيك آخر بمبلغ 3 ملايين جنية لانضمامي إلي المكتب التنفيذي".
ولم يتوقف الابتزاز عند هذا الحد، بل طلب "أبو شقة" أيضًا من "محمد الحسيني" بحجز إحدى الفنادق الكبرى لانتخابات الهيئة العليا من أموال الوفديين وبدون أن يعلم أحد، حتى لا تثار المشاكل في ظل الأزمة المالية التي يتعرّض لها الحزب.
لم شمل العيلة
ولكن الغريب، أنه بعد مضي تلك الفترة الذي لم تكن قليلة إطلاقًا، طل علينا المستشار بهاء أبو شقة، رئيس الحزب، مجددًا من خلال حفل الإفطار الذي نظمة الحزب أمس، ليعلن عن مبادرة "لم الشمل"، الذي لم تكن وليدة اللحظة وإنما امتدت لسنوات طويلة؛ ليتم الإعلان عنها في وقت الأزمات للعبور بالحزب إلي بر الأمان.
وأكد "أبو شقة"، أن أبواب الحزب مفتوحة لمن يريد أن ياتي بنية خالصة ليتعامل وفقا لمبادئ وثوابت حزب الوفد.
ودعا رئيس حزب الوفد، جموع الوفديين إلى التكاتف من أجل تحدى المؤامرات والدسائس التي تحاك من أجل النيل من صلابتهم، ونقول لأصحاب هذه المؤامرات: "خسئتم؛ لأن انتخابات رئاسة الحزب في 30 مارس 2018 أكدت أن إرادة الوفد لن تنكسر ولن يستطيع أحد اختراقها".
وتعهد "أبو شقة" بأن يكون حزب الوفد أمام انتصارات وتقدم يومًا بعد يوم ولن يرضى إلا أن يكون لاعبًا أساسيًا ورئيسيًا على المسرح السياسي في الفترة المقبلة؛ لأنه لن يكون هناك ديمقراطية حقيقية في مصر دون حزب الوفد.
أبوابنا مفتوحه ونرحب بالجميع
ومن جانبه، قال المهندس حسين منصور، نائب رئيس حزب الوفد، وعضو الهيئة العليا للحزب، إن مبادرة "لم الشمل"، الذي أعلن عنها المستشار بهاء أبو شقة، خلال حفل الأفطار، أمس الإثنين، لم تكن وليدة اللحظة وأنما هي متجددة دائمًا وحاضرة داخل بيت الآمة.
وأكد "منصور"، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الهدف من إعلان المبادرة الآن هو أن يجتمع الجميع حول أهداف ومبادئ الحزب الذي نشأة عليه منذ قديم الآزل.
وعن عوده القيادات المفصوله من الحزب مرة أخري، أشار نائب رئيس حزب الوفد، إلي أنه لم تتوافر لديه أي معلومات بشأن هذا، ولكن أبواب الحزب مفتوحة لمن يريد أن يأتي بنية خالصة ليتعامل وفقا لمبادئ وثوابت حزب.