مر سبع أعوام على سقوط نظام معمر القذافي، ولاتزال الأوضاع في ليبيا الدولة المحلمة "بالنفط " مضطربة ، فتنقسم ليبيا إلى جبهتان يتنافسوا على السلطة ، هما حكومة "الوفاق الوطني" في طرابلس، بقيادة فايز السراج، وحكومة "الجيش الوطني الليبي" بقيادة الخليفة حفتر.
الزحف نحو ليبيا
4أبريل الماضي ، أعلن الخليفة "حفتر" عن الزحف نحو العاصمة الليبية طرابلس ، لتحريرها من المليشيات المسلحة والجماعة الإرهابية ، في ظل دعم دولي من مصر ، والسعودية والإمارات للجيش الليبي بقياد الخليفة حفتر في حربه ضد الجماعات المسلحة ، فتواصل قوات "شرق ليبيا" (الجيش الوطني الليبي)، بقيادة المشير خليفة حفتر، سيرها نحو العاصمة الليبية طرابلس،
دعم دولي لحفتر وتركيا وقطر لحكومة الوفاق
كل جبهة من الجبهتين ، لها المؤيدين والمدعمين ، فحكومة الوفاق الوطني الليبي، تدعمها قطر وتركيا بالأسلحة والمعدات ، وهناك اتهامات لحكومة الوفاق بسيطرة العناصر الإخوانية المسلحة والدواعش على تنظيمتها ، في حين أن الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر يدعمه مصر والامارات والسعودية
وبالرغم من الاعتراف الدولي بحكومة السراج، يتلقى حفتر دعما من عدد من الدول، التي تلعب دورا في تشجيع العملية العسكرية الحالية. هذا فضلا عن عوامل دولية وإقليمية أخرى وفَّرت لحفتر فرصة ذهبية، يستغلها حاليا للمضي قدما نحو طرابلس.
إنقاذ ليبيا
ويرى خبراء أن الأوضاع في ليبيا لاتزال غير مستقرة ، في ظل سيطرة الجماعات المسلحة ، و توقعات بأن ينجح حفتر في تحرير العاصمة الليبية طرابلس من حكومة الوفاق الليبي، حيث يقود المشير الخليفة حرب الصائمين ، لوضع سيناريوهات لإنقاذ ليبيا من سيطرة الجماعات المسلحة والدواعش .
عقوبات تواجه حفتر
حيث يقول الدكتور طارق فهمي ، الخبير السياسي، وأستاذ العلوم السياسية ، أن حركة التنازع لاتزال قائمة بين حكومة الوفاق الوطني الليبي، والخليفة حفتر ، مشيرا إلى أن حكومة الوفاق الوطني الليبي تستند إلى أنها الحكومة المعترف بها دوليًا خطابها الإعلامي والسياسي له مصداقة دولية .
وأضاف الخبير السياسي، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن تحركات الخليفة حفتر الأخيرة ، احدثت اختراق في المواقف الدولي من خلال تحركاته الأخيرة التي أصبحت مدعومة من مصر والإمارات والسعودية، منوها إلى أن هناك مقومات استراتيجة وعسكرية للمنظمات الإرهابية في ليبيا تعقوق إنجاز حفتر في إنجاز مهتمته رغم حظر جماعة الاخوان المسلمين ، إلا أنه تحرك غير كافئ فالقضية ليست في وجود تنظيمات ولكن هناك تمدد للعناصر الإرهابية داخل ليبيا ـ وحتى ينجز حفتر مهمته لأبد من إعادة بناء الجيش الليبي.
وأِشار "فهمي " إلى أن هناك عقوبات تواجه "حفتر ومنها الصراع الايطالي والفرنسي والرغبة فى عدم حظر السلاح، كما أن هناك صعوبات عسكرية تواجه الخليفة حفتر والمتمثلة في دعم تركيا وقطر لحكومة الوفاق الليبي كما أن المواقف الأقليمية تشعبت بالإضافة إلى فشل المبعوث الأممي في إيجاد حالة من التفاهم بين الطرفين ، وعدم وجود إرادية سياسية لحل المشكلة .
نجاح الجيش الوطني الليبي
ولكن على الجانب الأخر ، يؤكد الدكتور رفعت سيد أحمد، الباحث الاستراتيجي ، والمدير العام والمؤسس لمركز يافا للدراسات والأبحاث، إن تحرك الجيش اليبي بقيادة الخليفة "حفتر"، تحرك سريع وسليم ، فما يسيطر على ليبيا الأن ليس حكومة وإنما مجموعة من المليشيات المسلحة ، تضم نحو 25 مليشية من فصائل الاخوان والدواعش، وبالتالي لا يمكن أن تكون حكومة ، ولابد من وضع حد لإرهاب هذه الجماعات.
وأضاف الباحث السياسي في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن الوضع في ليبيا خطر على الأمن القومي المصري ينبغي دعمه سوا مصريا أو عربيا ، متوقعًا أن يحقق الخليفة "حفتر" في موقفه القضاء على الجماعات الإرهابية ، وفرض شروط عليها مثلما حدث في بني غازي من قبل ، فحفتر لديه أوراق قوة أكبر باعتباره يقف على حدود طرابلس ، وعند حدوث مؤتمر سياسي سيكون في صالحه.
وأشار "رفعت" أن الخليفة " حفتر" مدعوم من مصر والامارات والسعودية وبالتالي فأن لديه مصدر قوة أكثر من حكومة الوفاق ، نظرًا لدعم مصر والامارات والسعودية له ، مشيرا إلى أن الحدود الجغرافية تلعب دور هام من حيث تمهيد الطريق البري والجوي .
وأكد أن حكومة الوفاق الوطني المدعومة من قطر وتركيا، موقفها أضعف وستقبل بشروط حفتر للتفاوض