يؤدي غدًا الأحد، نحو ٦٥٠ ألف طالب وطالبة من طلاب الصف الأول الثانوي على مستوى الجمهورية أول امتحانات آخر العام ، وفقا لمنظومة التعليم الإلكترونية الجديدة، والتي تستمر حتى 30 مايو 2019 وفقًا للجدول الرسمي الُمعلن من قبل الوزارة، ويعتبر الامتحان أساسي حيث يتطلب النجاح للانتقال للصف الثاني الثانوي، إلا أن درجاته لا تدخل ضمن المجموع التراكمي للمرحلة الثانوية .
ووجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، جميع المديريات التعليمية لمتابعة الاستعدادات الخاصة بامتحانات الصف الأول الثانوي، وتعقد الامتحانات على فترتين الفترة الصباحية وتضم طلاب المدارس الحكومية والذين يؤدون الامتحان إلكترونيا وورقيا، إضافة إلى الفترة الثانية لطلاب المدارس الخاصة والخدمات والمنازل.
الاختبار الإلكتروني أثار ضجة الفترة الماضية، وهناك تخوفات من قبل الطلاب من عدم التمكن من إجراء الامتحان وفقا للتابلت، وهو ما ردت عليه الوزارة، بأنها ستجهز نسخة ورقية لامتحان في حال عدم تمكن الطلاب من أداء الامتحان الكترونيا ، وفيما يلي نرص أراء الخبراء بشأن توقعاتهم لامتحان الغد.
تجربة "فاشلة"
يقول الدكتور كمال مغيث، الخبير التربوي، إن طلاب الصف الأول الثانوي تحملوا هذا العام أبشع ما يمكن تحمله، نتيجة تجارب "فاشلة" ليست مبنية على أساس علمي موجهًا نصيحة لأولياء الأمور بأن يبتعدوا عن خطاب القلقل والتوتر ويطالبوا أولادهم بالهدوء، كما وجه نصيحته للطلبة بأن يثقوا في أنفسهم، ويتأكدوا أن الله لايضيع أجر المجتهدين حتى لا نُفاجأ بأن جرائم قد تُرتكب نتيجة فشل الطلاب في أداء الامتحان.
وأضاف الخبير التربوي لـ "بلدنا اليوم" أن مصر على علم بنظام التعليم الحديث منذ 200 سنة، وأنه لم يرى في حياته كمية عبث في حق الطلبة مثل هذا العام منوها إلى أن الطلبة في امتحان الغد أمام 3 اختيارات الأول على السيستم، وإذا لم يعمل يدخل الطالب على الشريحة وإذا لم ينجح يلجأ إلى سيرفر المدرسة وفي حالة عطل السيرفر يجري الطالب محضرًا للمطالبة بأداء الامتحان ورقيًا.
وأشار "مغيث" أنه لا يصح أن يكون نسق التعليم قائم على "احفظ، ذاكر، سمع"، فالتعليم العصري يجب أن يكون قائم على لاحظ وفكر وعبر، وعلى الطالب أن يكون باحث ويكون هناك نسبية المعرفة، فالتعليم الإكتروني نظام عصري ولكن كان يجب أن يطبق بطريقة علمية ومنظمة ومنضبطة، ولكن ما يحدث الآن أننا نضحى بالتعليم التقليدي دون أن نضمن التعليم الحديث.
ويتوقع الخبير التربوي، أن يشهد امتحان الغد العديد من الأخطاء واستغاثات من قبل أولياء الأمور والطلبة، وسيخرج الوزير مبتسم متحدثا عن نجاح التجربة !.
تعليم البرلمان تتابع سير الامتحانات
قالت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إن اللجنة تواصلت مع الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم بوزارة التربية والتعليم، ومسئولين بالوزارة للتأكد من مدى جاهزية الوزارة للامتحان الإلكتروني للصف الأول الثانوي الذي سيبدأ غدًا الأحد بجميع المحافظات، كما التقى نواب لجنة التعليم بالبرلمان بمديري ووكلاء التعليم بالمحافظات، وأكدوا على توافر كافة الاستعدادات للامتحان الالكتروني للصف الأول الثانوي.
وأضافت عضو مجلس النواب، لـ "بلدنا اليوم"، أن مسئولي وزارة التعليم أكدوا استعدادهم للامتحان الإلكتروني مشيرة إلى أن الامتحان سيتم في موعده غدًا سواء إذا كان بالنظام الالكتروني أو الورقي منوهة إلى أن امتحان الغد سيؤكد مدى جاهزية التربية والتعليم لتطبيق النظام الجديد للتأكد من مدى استمرارية هذا النظام أم أنه سيصعب تطبيقه.
وأشارت "نصر " إلى أن الفكرة ليست في الامتحان وفقا للتابلت أو في ورق أجابة، ولكن في أن نوعية أسئلة الامتحان قائمة على الفهم سواء كان إلكتروني أو ورقي، مؤكدة أن نواب لجنة التعليم بمجلس النواب سيقوموا غدًا بمتابعة سير امتحانات الصف الأول الثانوي وإعداد تقرير موسع كل في دائرته.
تخوفات من عدم نجاح التجربة
قال الدكتور عبد الحفيظ طايل، الخبير التربوي، رئيس المركز المصري للحق في التعليم، إن هناك تعليمات للمديريات التعليمية بالمحافظات بأن الامتحان إلكتروني للصف الأول الثانوي، أساسي الكتروني وبشكل استثنائي هو ورقي، كما أن هناك تعليمات موجهة للطلاب بأن يذهبوا صباحًا قبل موعد الامتحان من أجل التأكد من تشغيل التابلت، وإذا فشل الأمر يقوموا بتجربة سيرفر المدرسة ثم الشريحة، وإذا فشل الأمر يتم تجهيز غرفة عمليات بالنسخ الورقية حتى يتمكن الطلاب من أداء الامتحانات في موعدها.
وحول تقييم المركز تجربة الامتحان الإكتروني المقرر إجرائه غدًا الأحد لطلاب الصف الأول الثانوي، يؤكد "طايل" لـ "بلدنا اليوم"، أن تجربة التعليم الإلكتروني "فشلت" قبل أن تبدأ، وأن هناك تخبط داخل الوزارة في تطبيق المنظومة الجديدة مشيرًا إلى أن حديث الوزير أن الامتحان قد يكون ورقي أو الكتروني غير مقبول، فالأمر كان يمكن تقبله إّذا كان الامتحان في نسخته التجريبية أما أن يكون امتحان نهاية عام ومحدد عليه مصير الطلاب فهذا أمر غير مقبول.
وأشار الخبير التربوي، أن هناك أرتباك لدى طلاب الصف الأول الثانوي، فالطلاب سيؤدوا الامتحان غدًا وغير معلوم لديهم إن كان الامتحان ورقي أو إلكتروني ، كذلك يجهل الطلبة شكل الامتحان وطبيعية الأسئلة وطريقة تصحيح الامتحان.
ووصف استمرار الوزارة بامتحان الطلاب بالنظام الإلكتروني رغم "فشله" بأنه عناد من قبل وزير التعليم في الإصرار على تطبيق التجربة دون استكمال البنية التحتية، منوهًا إلى أن الدولة ليس لديها بنية تحتية قوية تتحمل كمية هذا الضغط على شبكة الإنترنت.
وأضاف عبد الحفيظ، أن وزارة التربية والتعليم أدعت أن التجربة ستقلل الدروس الخصوصية ولكن حدث العكس، موضحا أن الامتحانات لم يتم الإعداد لها إعداد الجيد مستنكرًا تصريحات الوزير بأنه في حال فشل التجربة سيتم اعتبار جميع الطلبة ناجحين بالامتحان.