مازال أردوغان يعمل على ممارسة الديكتاتورية في بلاده بالرغم من مطالباتهم الدائمه بنشر الديموقراطيه في البلدان الأخرى، لكنّ دولته لا تتبع ما يمليه على الآخرين فعله.
في تجاوز جديد أعلنت لجنة الانتخابات في تركيا أمس الإثنين، وفقًا لطلب أردوغان، إلغاء نتائج الانتخابات، وذلك بعد أكثر من شهر من الانتخابات، مستجيبة بذلك لطلب، تلك الانتخابات التي فاز بها مرشح المعارضة التركية، أكرام إمام أوغلو، في والتي خاضها أمام مرشح حزب العدالة والتنمية، بن علي يلدريم، رئيس الوزراء التركي السابق، وسيتم إعادة الانتخابات في 23 يونيو القادم.
بالرغم من أنّ النتيجة أصدرت وفقًا لأهواء الرئيس التركي فإنّ اللجنة العليا للانتخابات حتى الآن لم تصدر توضيحًا عن سبب إلغاء نتائج تلك الانتخابات.
ضياع حلم الاتحاد الأوروبي
بعد ماحدث من إلغاء نتيجة الانتخابات وكما اعتبرها البعض مهزلة، خرج المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، ليطالب بإنهاء مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، قائلًا: "ليس لدى من لا يقبل الانتخابات الديمقراطية شيء يبحث عنه في الاتحاد الأوروبي".
ورأى كورتس أن تركيا "تباعدت منذ سنوات بخطوات متزايدة عن الاتحاد الأوروبي، خاصة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة عام 2016"، وأضاف: "لا تزال هناك قيود منهجية شديدة على حرية الرأي والتعبير في تركيا".
الاقتصاد المحلي
ظهرت على الفور انعكاسات ذلك على الاقتصاد المحلي، فقد تراجعت الليرة التركية بعدما نشر ممثل الحزب الحاكم لدى المجلس رجب أوزيل، القرار على "تويتر"، في إشارة إلى أن ضغوط الرئيس رجب طيب أردوغان الذي مني بهزيمة مؤلمة في أكبر مدينة تركية، أتت ثمارها.
وذكرت وكالة "بلومبرغ" الأميركية أن قرار أعلى هيئة انتخابية في تركيا بإلغاء الانتخابات البلدية في إسطنبول أدى إلى تراجع الليرة، مع تزايد مخاوف المستثمرين من عدم الاستقرار السياسي، وأضافت أن المستثمرين يهربون من الليرة، في محاولة لتجنب التداول بها لتفادي انخفاضها.
ويأتي القرار، وهو نهائي، استجابة لضغوط من أردوغان وحزبه، فيما انتقدت المعارضة رفضه للاعتراف بالهزيمة في المدينة التي شهدت صعوده السياسي، وقالت إن ذلك يعد دليلا على حكمه الاستبدادي المتزايد خلال أكثر من عقد ونصف في السلطة.
ونقلت "بلومبرغ" عن استراتيجي العملات في بنك "ستاندرد تشارترد" في نيويورك، إيليا غوفشتاين، قوله: "ما يحدث يذكّر المستثمرين مرة أخرى بالحالة الهشة والمتآكلة للمؤسسات الديمقراطية في تركيا"، في تحذير من هروب رأس المال من البلاد.
كيفية الرد
ولم يتضح بعد كيف سيرد حزب الشعب وأنصاره على قرار إعادة التصويت، خاصة في ظل شكوك بشأن استقلال المجلس الأعلى للانتخابات عن الحزب الحاكم الذي ركز السلطة خلال السنوات الأخيرة في مؤسسة الرئاسة، بعيدا عن البنك المركزي والمحاكم وغيرها من المؤسسات.
وكانت الهزيمة خسارة صادمة لأردوغان، الذي تولى رئاسة بلدية المدينة في التسعينيات ونظم حملة كبيرة قبل التصويت، وهي أول اختبار انتخابي له منذ الأزمة الحادة للعملة العام الماضي التي دفعت الاقتصاد إلى الركود.