ياسر صادق: المركز مظلوم من الباحثين.. والحل في الموقع الالكتروني

قال الفنان ياسر صادق، رئيس المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، إن حجم ما تم جمعه من الفلكور المصري لا يتعدى 5% من مجموع والوان الفلكلور، لافتاً إلى أن مشروعه لجمع المأثور الغنائي من المحافظات المختلفة، يهدف إلى التمسك بالهوية المصرية.

وأضاف صادق، في حوار لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن تجربة مسرح مصر، صنعت حالة من الغيرة والتنافسية في بين القطاع العام والخاص، موضحاً:" فتحربة مسرح مصر، أصابتنا بنوع من الغيرة، وشجعتنا بأن نقوم بأعمال تثبت أننا موجودين على الساحة المسرحية، ولنا جمهورنا، لتحقيق التوازن".

وإلى نص الحوار..

في البداية.. نود معرفة أهداف المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية؟

دور المركز توثيقي وبحثي في المقام الاول، فهو توثيقي بمختلف الطرق، عن طريق الكتب والسيديهات، وعن طريق القناة التي سنقوم بانشائها على اليوتيوب، وتوثيق عن طريق الفرقة الموسيقية، التي أقوم بتوثيق التراث والنوت القديمة التي يحتفظ بها المركز، لتخرج بشكل فني، فقد تخصصت الفرفة في الاغاني التراثية التي لا يتناولها احد والاغاني الدرامية القديمة.

أما عن الدور البحثي، فمعظم الباحثين في المجالات الثلاث، يأتون إلى المركز الذي يجدو فيه ضالتهم من المراجع، والكتب التي تفيدهم في البحث والتأريخ.

كما أن بالمركز دور في الجانب المتحفي، والتعريف بمقتنيات الرواد والرموز القديمة، فنحن نملك جزء كبير من صورهم التراثية للعروض القديمة والاعلانات القديمة وملابسم التي عملوا بها، وجاري حاليا التفاعل مع السادة النجوم والفنانيين ليقدموا مقتنايتهم من أجل أن تحفظ في ذاكرة الوطن.

منذ توليك رئاسة المركز.. ماهي رؤيتك وخطط تطويره؟

لدينا خطة طموحة بالتحرك في كل مجالات الطبع ولنشر، وعملت على تدشين الموقع الرسمي للمركز، وانشاء قناة على اليوتيوب من خلاله، وهو ما سيتم اطلاقه الشهر القادم، حيث يجري حاليا جميع الداتا والاجراءات القانونية لاطلاقهما، علاوة على شراء كاميرات حديثة، والاستعانة بكوادر سينمائية على اعلى مستوى من مصورين ومونتيرين، حتى يتنسى لنا تصوير الأعمال الفنية بشكل محترف، تمهيدا لعرضها على القناة.

كما قمنا بعمل اتفاقية مع كل قطاعات الوزارة، لتصوير عروض البيت الفني للمسرح، وعروض الثقافة الجماهيرية والبيت الفني للفنون الشعبية، لتبث على القناة.

اشتكى البعض من غياب دور المركز خلال السنوات الماضية بسبب ضعف الامكانيات والمعدات التي تساهم في التوثيق.. فما تعليقك؟

الدولة تنمو اقتصاديا بشكل منتظم خلال الفترة الحالية، بعد مرحلة صعبة، وكل الوزرات لديها شق اساسي يسمى تنمية الموارد، للإستمرار، فنحن ننمي مواردنا، بشكل متوازي سواء عن طريق المطبوعات أو عن طريق الفرقة الموسيقية التي سنقوم بعمل حفلة شهرية مباعة، تقدم خلالها الفرقة بشكل احترافي، تدر دخل يذهب لتطوير المركز ومعداته، ، علاوة على أن القناة كذلك ستوفر دخل عن طريق المشاهدات.

كما أننا نشترك مع مطابع، تتولى طبع الكتب وتوزيعها بأسعار مناسبة، وتشكل مصدر دخل للمركز، أما الكتب الكبيرة التى تحتاج إلى ميزانية ضخمة لطبعها، قمنا بعمل الطبع الدجيتال.

ففي قسم التراث المسرحي عملت الجزء ال3 وال4 من الموسم المسرحي 1925 وتم طبعه على اسطوانة ديجيتال، وطرحه بسعر مناس، ليكون مصدر هام للباحثين والمتابعين للحركة المسرحية، وفي الايام القلية القادمة سيصدر كتاب في التوثيق المسرحي موسم 2007 و2008، ومجلة الوان ومجلة المسرح، وجميعها ستدر دخل يصب في مصلحة المركز.

هناك حالة من الإهمال تطول فن التراث الشعبي.. فكيف سيعمل المركز على حفظه؟

ما جمع من الفلكور المصري لا يتعدى 5% من مجموع والوان الفلكلور، فنحن نملك ارض خصبة لجمع داتا كبيرة تحفظ في ذاكرة المصريين، ولذا نحن حريصين على جمع الفلكلور والمأثورات والاغاني القولية والتراث الشعبي عن طريق باحثين المركز الذي سيجوبون المحافظات المختلفة لجمع المعلومات وتسجيلها.

وأطلقنا مشروع جمع المأثور الغنائي القولي من مختلف محافظات مصر، للتمسك بالهوية المصرية، وكانت نقطة البداية من قريتي"طويلة نشرت" و "شباس عمير" بمحافظة كفر الشيخ، لتكون المحطة التالية محافظة الفيوم.

هذا المشروع يعود بعد توقف ١١ سنة، ويهتم جمع الأغاني المرتبطة بكل مرحلة من مراحل الانسان مولد الطفل، السبوع، الزواج، وأشكال الإنشاد الديني والمدائح النبوية وأشكال الأغنية الصوفية، وجمع نماذج من الأغنية الشعبية البدوية وأشكال الشعر الشعبي الغنائي المنتشر بالمنطقة.

ماهي المستجدات في مشروعك الجاري تنفيذه والخاص بإقامة جناح للمركز داخل كل مسرح؟

بالفعل حينما تقدمت بالفكرة، تمت الموافقة عليها عن طريق خالد جلال رئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي في وزارة الثقافة،لإقامة ركن خاص بالمركز في كل مسرح، وسيكون مؤمن بكاميرات متصلة بالمركز، بالإضافة أن القائم على شئون الركن سيكون باحث من المركز سيتولى شرح سيرة الرواد لتقديم المعروض للناس بكشل شيق وفني.

وما أهم ما سيقدمه الجناح؟

سيؤدي 5 وظائف تعود بالنفع على وزارة الثقافة، فهو عرض متحفي لمقتنيات الرواد، في 15 موقع، وهو عدد المسارح التابعة لوزارة الثقافة، كما أن كل مسرح سيقدم مقتنيات نجومة الذين عملوا على خشبته، وسيشمل صور تراثية للعروض القديمة التي قدمت على هذا المسرح، وتعريف بالمسرح وبمديرية، عن طريق توفير كتاب بحثي خاص عن المسرح نفسه.

كما أنه سيكون منفذ لبيع وتوزيع اصدارات المركز القومي، سواء كتب او اسطوانات الدجيتال، وتذاكر لحفل فرقة المركز الموسيقية.

وكل جناح هو عبارة عن قاعدة بحثية لكل مسرح يصدر تقرير شهري، يستفاد منه في التوثيق المسرحي الذي يقوم به المركز كل عام، كما أنه سيقدم داتا شهرية لرئيس البيت الفني للمسرح والبيت الفني للفنون الشعبية على المسرح، وما قدم عليه وندواته ورأي الجمهور، فنحن نساعجد في وضع مادة بحثية متكاملة أمام صانع القرار تساعده في معرفة ما تم على المسرح.ويسترشد بها، للتطوير والنهوض بالحركر المسرحية وتلافي السلبيات.

هل انتدابك لفترة سنة واحدة ستكون كفيلة بتحقيق ما تصبو إليه في مشروعك؟

قرار تعييني هو تسيرر اعمال المركز لحين استيفاء الدرجة، وفكرة السنة ليست فارقة، فلو جلست في المنصب يوم واحد، سأقوم بعمل ما يرضي ضميري فيه من أجل تطوير المركز، فأنا اتقاضى اجر نظير عمل، وأحب أن يكون لي بصمة في المكان.

وما يهمني تحقيق أكبر نسبة من مشروعي الذي تقدمت به، والذي يشمل 18 مقترح، واستطعت خلال شهرين الشروع في 10 منهم، فأنا مطالب أن أقدم جديد، وانجز ولذا فمسألة السنة لا تشغلني.

ماهي أهم الانجازات التي قمت بتحقيقها منذ بداية توليك رئاسة المركز؟

استطعت خلال شهرين، طبع كتابين للفنانة القديرة شادية، والطوق والاسورة، وفيلمين توثيقيين لهما، واحتفالية كبيرة تليف بها كفنانة قديمة، قمت بطبع الكتاب الديجتال للكتاب المسرحي لموسم 1925، وجاري اعداد كتاب من كتب الرواد وسيرة الحكي المسرحي، أهدف من خلال ذلك توثيق حياة الرواد عن طريق الكتاب، وتوثيق حياتهم بطريقه حكي مسرحي ممثل وسط الجمهور، بيحكي السيرة عن طريق الاستعانة بصوت الرائد نفسه بشكل معين، ليحدث تداخل بين الممثل الذي يحكي والرائد، خلال ساعه يتم تصويرها وبثها على القناه وطبعها علة سي دي تلحق بالكتاب.

جاري طبع توثيق الموسيقى من سنة 52 لـ86، في حقبة لم توثق، تمت الموافقة على اقامة مؤتمر علمي لبحث بدايات المسرح وتأريخ المسرح المصري، وجاري الاعداد له في شهر اكتوبر القادم، حتى يتسنى للباحثين تقديم ابحاث مهمة عن تأريخ المسرح المصري.

وهل هناك ممثل معين ستبدأ به سلسلة كتب الرواد؟

هبدأ بسيرة توفيق الدقن، والحكي المسرحي هيعرض في بداية عرضه في مسقط رأس الممثل نفسه، بمردود مادي رمزي، بهدف تعريف الجمهور بالرائد نفسه، ومشاهدة العمل المسرحي بمردود مادي، تذاكر رمزية، لكن يكون تعريف بالجمهور.

وأين موظفو المركز وباحثيه من خطة التطوير؟

أعلنت عن دروات تدريبية في مجالات شتى، منها حفظ التراث والمكتبة السمعية والبصرية، لحفظ الشرائط، بالإضافة إلى دورات في التصوير والمونتاج والكمبيوتر، وهي دورات إجبارية لإعداد كوادر مؤهلة تستطيع مواكبة العصر.

كيف ترى الحركة المسرحية في مصر؟

بدأ المسرح في السنوات القلية الماضية، في الإنتعاش والازدهار، بعد أن كان يعتمد على النجوم، فاجئنا الجمهور فبات يعتدا المسرح،و يذهب إلى العمل والنص الجيد.

كما أن وزارة الثقافة، تقدم خدمة ثقافية بشكل مدعم، في التذكرة، فأعلى تذكرة تقدم في مسارح الدولة 100 جنيه، لا توازي اقل تذكرة في القطاع الخاص.

وما تقييمك لتجربة مسرح مصر وغيرها..هل أثرت المسرح أم أفسدته خاصة مع وجود بعض الانتقادات لهذه الاعمال واعتبارها اسفاف مسرحي؟

أشرف عبد الباقي، صنع حالة من حالات الغيرة، وأوجد التنافسية، بيننا كقطاع عام والقطاع الخاص، فنحن كنا في فترة غاب فيها مسرح القطاع الخاص فغابت التنافسية.

وأنا أربأ أن يقال على مسرح مصر، بأنه اسفاف، فقد ذا صيته من البيوت التي يقدم فيها، وصنع له جمهور، رغم أنه لا يحمل المضمون المعني والقيمة المسرحية، علاوة على أنه يقدم شباب جديد، وأفكار كوميدية بسيطة، فهو يقدم الضحك للضحك، والتي تعد لون من ألوان الفن.

ويجب أن نعلم جيدا أن المسرح حينما يقدم في التليفزيون، فإنه يفقد قيمته بنسبة 70%، فنحن نشاهد مسرح مصر وهو فاقد 70% من قيمته المسرحية، فتحربة مسرح مصر، أصابتنا بنوع من الغيرة، أن نقوم بأعمال ونثبت أننا في المسرح ولنا جمهورنا، لتحقيق التوازن.

هل هناك تراجع في الانتاج المسرحي؟

لا بالعكس، فأنا متحفظ على كثرة الانتاج المسرحي، وما يهمني الكيف وليس الكم، والعرض الجيد يستمر، ، فاهم حاجة في الانتاج كيفيه الترشيد ووضع الفلوس في مصرفها الحقيقي.

فعرض الطوق والإسورة تم تقديمه سنة 1996، ونالت احسن اخراج في المهرجان التجريبي العالمي، وبعد 12 سنة، انتجت لمسابقة الهيئة العربية للمسرح، وفازت بالجائزة الاولى كأفضل عرض مسرحي عربي.

وزارة الثقافة ودورها تجاه المسرح؟

أعظم ميزة تولي الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزارة الثقافة، لانها في المقام الاول فنانة، وسلاح الثقافة الأول الفن، فهي تنهض بجميع مجالات الثقافة، وداعمة لها بشكل أساسي.

فهي تقابلنا ببسمة تجعلنا نجخل منها، وفي اعتقادي أن بمجرد عدم اظهار بسمتها في وجهي، أعرف أنني قمت بخطأ ما، فعبدايم طوال الوقت تصدر طاقة إيجابية لكل الكوادر التي تعمل معها، وتعطينا مساحة من الحرية، كونها تدعم الأفكار والعروض الجيدة، ونظرتها المستقبلية تحمل الكثير من الوعي.

تحول عدد من المسارح إلى مخازن، لا تحتضن أي فاعليات فما السبب وراء ذلك؟

كنا نمتلك أزمة في دور العرض وهو سبب تعطيل الإنتاج، فكانت 4 مسارح متوقفة بسبب مشاكل في الحماية المدنية، ما أدى إلى تدخل وزيرة الثقافة لحل المشكلة، وتم فتح مسرحين الشهر الماضي، وسيتم فتح المسرحين الباقيين الشهر القادم.

اتهم بعض الباحثين المركز بأنه لا يتم التعاون معهم.. بل ويتم وضع المعوقات أمامهم.. فما تعليقك وكيف يتم التغلب على تلك الأزمة؟

المركز مظلوم والباحثين مظلومين، والحل يكمن في تدشين موقع المركز الرسمي، والقناة الخاصة به على اليوتيوب.

فهناك قوانين ولوائح تحكم موظف المركز بعدم السماح بتصوير المادة الموثقة كاملة، وأي باحث له نسبة معينة من تصويرها، وهو سبب اعتراض الباحثين، ويصنع نوع من أنواع الصدام.

ووجود موقع خاص بالمركز، وهو ما سيتم في خلال شهر، يشترك فيه الباحث عبر كارت مدفوع الثمن، يحصل من خلاله على ما يريد، من ضمن توجيهات وزيرة الثقافة لتوفير آلية لتيسير حصول الباحثين على ما يحتاجونه من كتب ومراجع، بما هو متاح بلا ضرر ولا ضرار.

ما سبل التعاون بين قطاعات الوزارة المختلفة؟

نحن ادارات وقطاعات متكاملة، وليست متناحرة أو متنافسة، نهدف من العمل سوياً النهوض بالمنظومة الثقافية في مصر.

ما الذي يشمله متحف المركز القومي؟

المتحف يضم مقتنيات للرواد، وصور تراثية نادرة الوجود تصل إلى 40 الف صورة، علاوة على مخطوطات أثرية قد تكون النسخ الوحيدة الموجودة، ومقتنيات الرواد وملابسهم، وصور لمسرحيات، ودروع.

والمركز لا يملك الشكل المتحفي المؤمن والذي يسمح بفتح متحفنا للجمهور بشكل كبير، ولذا نعمل حالياً على تجهيز مبنى إداري ملحق بالمركز، لعمل متحف كبير مؤمّن بشكل كامل، لفتحه للجمهور.

حدّثنا عن برنامج المركز في رمضان؟

رمضان شهر الروحانيات، ولذا سنقوم من باب الربورتوار، بعمل أمسية دينية، تضم المجالات الثلاث من موسيقى وتمثيل وفن شعبي، علاوة على الاستعانة بشيخ المداحين أحمد الكحلاوي، لإحياء الليالي المحمدية، نظراً لكوني رجل صوفي.

كما سيتم التعاون مع مسرح البالون برئاسة عادل عبده، مناصفة، للإعداد لعدد من الحفلات الموسيقية، التي ستعرض على خشبته بالتذاكر للجمهور، في ظل التعاون بين قطاعات وزارة الثقافة، من باب تنمية الموارد.

فالمركز لديه فرقة موسيقية على اعلى مستوى، وهدفي أن يكون للفرقة حفلة ثابتة شهرية، ونشترك بها في المهرجانات باسم المركز.