"الفن واسع وكبير جداً والوقت محدود وصغير ولا أستطيع أن أعيش دقيقة واحدة بلا تلحين وعطاء"، عبارة تختصر رحلة المبدع الكبير عاصي الرحباني، فهو فنان عظيم امتلك موهبة مفتوحة كالكف الأبيض ولا حدود لعطائها، وفي ذكري ميلاده لا بد من القول بأن الراحل كرس كل سنواته من أجل الفن، وبالمقابل ما زال فنه خالداً عبر الصوت الملائكي للسيدة فيروز بإلحانه وأشعاره ومسرحياته التي لا تكفي بضعة سطور لتعدادها.
القدر الذي جمع بين جارة القمر "فيروز" وعازف الكمان عاصي الرحباني
بدأ اللقاء الأول بين جارة القمر "فيروز" وعازف الكمان عاصي الرحباني داخل الإذاعة اللبنانية، وكان كل منهما شغوفا للقاء آخر، كان عاصي يعمل عازف الكمان بفرقة الإذاعة اللبنانية والملحن المبتدئ في ذلك الوقت، وكانت فيروز حينها مغنية كورس في الإذاعة اللبنانية، وكان الأستاذ حليم الرومي رئيس القسم الموسيقي في الإذاعة آنذاك كان همزة الوصل التي ربطت بينهما، وذلك بعد أن كلف الرحباني بتلحين بعض الأغنيات الحديثة لفيروز، ومن هنا بدأت العلاقة تنمو بينهما فنيا وقلبيا، ليعلنا زواجهما في العام 1955، ليعيشا قصة حب أشبه بالخيال، أثمرت عن إنجاب أربعة أبناء "زياد، وهالي، وليال، وريما".
نجاح الرحباني في المؤسسة الرحبانية الفيروزية
أسس الرحباني وفيرروز المؤسسة الرحبانية الفيروزية لإنتاج الأفلام السينمائية ، لتكون شاهدة على نجاحاتهم التي أنطلقت عبر نافذتها، حيثُ نجح كلا منهما علي طريقته في الوطن العربي، فأطربت فيروز بصوتها الملائكي العرب حتي كونت قاعدة جماهيرية كبيرة، في حين نجح الرحباني الجمهور بموسيقاته الخلابة ومعزوفاته العذبة وألحانه التي تعبرعن الهوية الشامية، لحن الرحباني لفيروز لحن "غروب"، و"ماروشكا"، وأغنية "عتاب"، وأغنية "راجعة".
تكريم أعمال عاصي الرحباني
حصل عاصي الرحباني على العديد من الأوسمة والتكريمات على أعماله التي قدمها ومنها وسام الاستحقاق اللبناني المُذهّب من بعد مهرجانات بعلبك 1957، جائزة الشاعر سعيد عقل، خريف 1966 عن مسرحية أيام فخر الدين ووسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى أيلول 1968 من بعد تقديم مسرحيّة الشخص ووسام الأرز اللبناني من رتبة ضابط أكبر، في منزله بالرابية، ديسمبر 1985.
خبر انفصال عاصي الحلاني عن فيروز
أصيب عاصي الحلاني بنزيف حاد في الدماغ وأجريت له عملية ناجحة، وعاد بعدها إلى جمهوره وفضل أن يعود إلى عشقه الأول المسرح من خلال مسرحية "المحطة" لتكون أول عمل مسرحي له بعد الشفاء، في صباح يوم من عام 1979 استيقظ العالم كله على خبر انفصال عاصي الرحباني عن فيروز لينزل الخبر على جمهورهما كالصاعقة ويكون انفصال لا رجعة فيه وكأنه زلزال على مقياس 10 ريختر، ونكسة جديدة تضاف إلى النكسات التي مر بها عالمنا العربي.