قبل مايقرب من 55 عامًا استطاع المصريون هدم صرح اعتبره أصحابه لا يقهر، لكنّ عزيمة الجيش المصري وبسالة أبنائه قهرت هذا الصرح أو كما أطلق عليه "خط بارليف"، السد المانع الذي بناه الاحتلال الإسرائيلي بطول قناة السويس ليمنع عبور الجيش للجانب الآخر من القناة، اليوم، وفي عام 2019 عاد المصريون ليكرروا نفس هذا العبور لكن بشكل مختلف عبور القناة عن طريق الأنفاق في دقائق معدودة.
أيام قليلة تفصلنا على افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي أنفاق الإسماعيلية، تلك الأنفاق التي تسعى من خلالها الدولة المصرية لربط سيناء بقلب الوطن عبر مدن القناة، وتعمل هيئة قناة السويس منفذ المشروع، على التشغيل التجريبي لها.
مايقرب من 3 سنوات قضتها الهيئة الهندسية للقوات المسلحة للانتهاء من هذا المشروع العملاق، ذكرت عدة مصادر مسؤولة بها في تصريحات صحفية سابقة أنّها كلفت الدولة حوالي 11 مليار جنيه،الأنفاق التي تمّ إنشاؤها ستمكن المواطن من الانتقال من الإسماعيلية إلى سيناء في رحلة تستغرق 10 دقائق، بدلّا من ساعة وأكثر كانت تستغرقها الرحلات من أرض الفيروز إلى مدن القناة.
ويبلغ طول الأنفاق حوالي 8520 مترًا، تمر تحت قناة السويس بعمق يصل إلى 53 مترًا، كما تحتوي الأنفاق على مايقرب من 10 نقاط تفتيش بكل اتجاه بإجمالي 20 نقطة في الاتجاهين من وإلى سيناء، حيث يتم بها إجراءات التفتيش لكل سيارة باستخدام أحدث أجهزة الأشعة والكلاب البوليسية، وخصصت إدارة النفق 4 نقاط في كل اتجاه لتفتيش السيارات الملاكي و6 نقاط لتفتيش النقل الثقيل.
وحرصت الدولة المصرية أثناء تنفيذها لهذا المشروع على اتباع كل سبل الأمانة والسلامه المهنية التي تخص حياة المواطن حيث يوجد داخل كل نفق كاميرات مراقبة تعتمد خاصية التصوير الليلي، بالإضافة إلى منظومة متكاملة لمكافحة الحريق و23 غرفة طوارئ بطول النفق بمعدل كل 250 مترًا، ويوجد بكل غرفة طوارئ سلم للأفراد يصل إلى أسفل النفق، كما يوجد بكل نفق ممرات للطوارئ وصدادات خرسانية بجانبي، بالإضافة إلى بالطريق بعرض حوالي نصف متر لحماية جسم النفق من أي تصادم.
أنفاق قناة السويس إنجاز كبير سينضم لركب إنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي فعلي مدار فترته السابقة ومع بداية فترته الحالية شهدت مصر العديد من المشاريع الاستيراتيجية الهامة والتي تعمل على توفير سبل الراحة والأمان للمواطن.