تتسم هذه الأيام بـ عبق الأجواء الرمضانية، تزامناً مع عيد القيامة المجيد، ومن مميزات محافظة بورسعيد، رغم أنها محافطة صغيرة من حيث المساحة، إلا أنها تجد بها ما لم تجده في بقاع الأرض، ففي عيد القيامة تحديداً تجد كل بورسعيد تحتفل، والشوارع مزدحمة جداً لاتعرف أهذه أعياد للأقباط ام أعياد للمسلمين، وترفض بورسعيد التصنيف، رافعة شعار "نحن جميعًا مصريون"، واختلفت الاحتفالات هذا العام عن غيره بأجواء رمضانية فى نفس التوقيت.
وتوجهت كاميرا "بلدنا اليوم"إلى أشهر تاجر فوانيس تحدث عنه الجميع للتسجيل معه بمناسبة شهر رمضان الكريم، فإذا بالمفاجأة أنه قبطى الديانة، حيث تجد أكثر مكان تسمع به الأغاني الرمضانية وتنشر فيه نسائم رمضان يملكه قبطي الديانة.
بدأ ناصر عطا الله حبيش حديثه مع "بلدنا اليوم" قائلاً: "اسمي ناصر عطا الله حبيش، أملك أشهر محل لبيع فوانيس رمضان فى مدينة بورفؤاد أنا وإخوتي منير وهاني، وأعمل مأمور ضرائب عندي ٤٥ عامًا وأعمل بمهنة بيع الفوانيس منذ عام ١٩٩٢ وحتى الآن".
وتابع: "سبب شهرتي أنني أرُضي الجميع لا أترك أي أحد يخرج من عندي، إلا وهو راضٍ عن سعر الفانوس"، قائلاً: "لازم نجبر بخاطر الناس والأطفال في الشهر الكريم"، وعن سبب تخفيضه للسعر قال: "مراعاةً لظروف الناس على دخول شهر رمضان الكريم، بالإضافة إلى مصاريف البيوت والياميش والأكل، فكل أسرة بها ما لا يقل على طفلين وأكثر، وبالتالي لابد من إدخال الفرحة، خاصة أن الفانوس رمز السعادة للأطفال".
واسترسل قائلاً: "كنت في الجيش أصوم مع إخواتي المسلمين ولا أذوق الطعام في نهار رمضان أبداً مراعاةً لمشاعرهم، وبالفعل كنت أتسحر معهم وأصوم طوال اليوم وأفطر معهم حتى أشاركهم فرحة الشهر الكريم"، مؤكدًا أنه في نهار رمضان لا يتناول الطعام أبداً أمام مسلم رغم أنه يظل في المحل منذ الصباح للمساء.