أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد من دول غرب أفريقيا لا تقتصر على كون مصر تتولى رئاسة الاتحاد الأفريقى، بقدر ما تتصل باستراتيجية مصر تجاه القارة بشكلٍ عام، فقد شهدت العلاقات المصرية الأفريقية نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، ما جعل هذه العلاقات تمر حاليا بما يمكن أن نسميه "مرحلة الحصاد".
وأضاف الباحث السياسى، أن ملامح هذا الحصاد فى العلاقات المصرية الأفريقية ظهرت فى عدد من المؤشرات منها زيادة معدل التبادل التجارى بين مصر وأفريقيا بنسبة 10% كما أعلت تقارير الجهاز المركزى للمحاسبات أخيرا، فضلا عن اعتبار 2019 عام أفريقيا، وما صاحب ذلك من طفرة فى اندماج صورة القارة فى ميادين الفن والثقافة بمصر، فتابعنا أخيرا مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، ومؤتمر الكوميسا "أفريقيا 2018" الذى عقد فى شرم الشيخ أخيرا، وغيره من الفعاليات الرئاسية التى دفعت العلاقات المصرية الأفريقية إلى مقدمة علاقات مصر الخارجية.
وأوضح طه على، أن زيارة الرئيس إلى غينيا، وكوت دى فوار والسنغال، تأتى فى مرحلة مهمة، فهى دول تقع فى إقليم يعانى من تهديد الجماعات الإرهبية خلال السنوات الأخيرة بإحدى دوله الكبرى وهى نيجيريا حيث يتمدد تأثير جماعة "بوكو حرام"، ما يجعل المنطقة تمثل بيئة مناسبة لاحتضان الكثير من فلول الجماعات الإرهابية بعد هزيمتها فى منطقة الشرق الأوسط.
ولفت الباحث السياسى، إلى أن دول غرب أفريقيا تمثل "حزاماً إسلامياً" يلعب الأزهر الشريف دوراً مهماً فى المشهد الاجتماعى بين سكانه، وهو ما يمكن أن يقف كحائط صد فى مواجهة التطرف الدينى بالقارة الأفريق، متابعا: رغم ذلك، إلا أن مصر لديها حضورا تنمويا فى العديد من الدول الأفريقيا، من خلال عدد من المشروعات التى تنفذها شركات مصرية مثل تحالف شركتى المقاولين العرب والسويدى الذى يقوم بتنفيذ سد روفيجى فى أوغندا، كما تقوم المقاولون بتنفيذ أكثر من 18 مشروعاً بالدول الأفريقية.
واستطرد: تأتى زيارة الرئيس تمهيدا لتوسيع نطاق التبادل التجارى بين مصر والقارة الأفريقية التى يتجاوز عدد سكانها أكثر من مليار نسمة تمثل سوقاً واعداً أمام الصادرات المصرية، كما تأتى زيارة الرئيس السيسى لدول غرب أفريقيا قبيل زيارته إلى واشنطن حيث يقف الرئيس السيسى على أرض صلبه أمام المجتمع الدولى باعتبار بلاده تترأس الاتحاد الأفريقى خلال دورته الحالية، فضلا عن الطفرة التى طرأت على العلاقات المصرية الأفريقية أخيرا، ما يعزز مكانة مصر فى المجتمع الدولى.