"ياولاد ياولاد.. تعالوا تعالوا..علشان نسمع أبلة فضيلة.. راح تحكيلنا حكاية جميلة.. وتسلينا وتوعينا وتنادينا كمان أسامينا.. "أبلة فضيلة" كانت مقدمة برنامج عاش عليه أجيال متعاقبة، وحفظوها جميعًا عن ظهر قلب، في التاسعة صباحًا من كل يوم عبر البرنامج العام بالإذاعة المصرية، ينتظرون الدخول في رحلة جديدة معها لبث القيم والتعلم من دروسها المستفادة، فاستطاعت أن تساند الأسر في تربية أبناءهم بإقناع الأطفال بطريقتها، بالأشياء التي يحبونها مثل حكاية "حسن واللبن"، وحكاية "الكسلان"، "التاجر والرجل العجوز"، "بنت الفلاحة" وغيرها.
وفي ذكري ميلادها سوف نرصد في هذا التقرير احتفاظ أبلة فضيلة بموقعها فى الإذاعة ولم تنتقل للعمل في التلفزيون كغيرها.
برنامج "غنوة وحدوتة"
أصبحت "ابلة فضيلة" من أشهر مذيعات الراديو في مصر وبرامج الأطفال في الوطن العربي، الذي كان لها تأثير علي الساحة المصرية خاصة بالنسبة للأطفال، حيث قدمت برنامج الحكايات الأشهر "غنوة وحدوتة" الإذاعي وهى كلمة السر ونداء الإذاعة المصرية لأجيال من الأطفال، ليأتوا بلهفة ليلتفوا حول الراديو استعدادًا لسماع أبلة فضيلة التي كانت تسحرهم بصوتها الدافيء الحنون، والذي ينقلهم من عالمنا لعالم الخيال بمجرد بدءها الحلقة .
رفضها للعمل بالتليفزيون
عملت أبلة فضيلة بالإذاعة المصرية ما يقرب من نصف قرن، حتى أصبح هذا العمل جزءا منها وأصبحت هي جزء منها، وقالت الإذاعية فضيلة توفيق في أكثر من وسيلة إعلامية إن موقفين جمعاها بسوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق حسني مبارك، كان أولها عندما زارت سوزان الإذاعة المصرية، وأبدت إعجابها بمظهرها وجمالها، فطلبت منها ومن الإذاعة بشكل رسمي أن تنتقل أبلة فضيلة للعمل في التليفزيون في تقديم برامج الأطفال، ولكن أبلة فضيلة رفضت ما عرضته عليها، قائلة لها: "أنا مبحبش الأضواء والكاميرات، بحب الناس تسمعني وتتخيلني"، والموقف الثاني هو عندما طالبتها بمرافقة زوجة مسؤول خليجي خلال جولتها بالإذاعة المصرية، والجلوس معها على "الأرض" فوافقت على ذلك الطلب، لأن من عادات الخليجيات عدم الجلوس على الكراسي.
ويذكر أيضاً أن السيدة جيهان السادات، سألتها ذات مرة عند زيارتها لمبنى الإذاعة والتلفزيون لأول مرة قالت لها "ما أنتي حلوة ليه ماروحتيش التلفزيون؟" فأجابتها بأنها تعشق الإذاعة وعلاقتها بالأطفال نشأت ونمت من خلالها وهي لا تضمن النجاح نفسه والحفاظ على تلك العلاقة إذا طلت عليهم من خلال شاشة التلفزيون.
وأخيراً تصف أبلة فضيلة حبها للإذاعة بأنه عشق لم يكن التلفزيون ليعوضها عنه، ولا لمة الأطفال حولها وحبهم لها وحب أهليهم لها.