يتوافد الاف المواطنين من مختلف محافظات الجمهورية سنويًا، على محافظة المنيا عروس الصعيد، لحضور احتفالات مولد سيدي أحمد الفولي الكائن بمدينة المنيا، والواقع على الضفة الغربية لنهر النيل، فما بين طالبي الرزق والباعة، وما بين الخدام يتنافسون للتوافد على ساحته المحيطة بمسجد سيدي أحمد الفولي وضريحه الكائن بذات المسجد، لتحقيق نافعات تاره ولتحقيق أرباح ربانية والحصول على بركات تارة أخرى.
"بلدنا اليوم" التقت بعض البائعين والعاملين بمولد الفولي بالمنيا، والبداية كانت مع "سيد محمد" تابع للطريقة الأحمدية الذي قال، أنه يعمل بالمولد منذ ٤٥ عام وبفترة المولد يقوم بتقديم الأكل والمشروبات للوافدين والزائرين من أول ليلة بالمولد وحتى اخر ليلة لمدة سبعة أيام، ولكن المولد يختصر لأخر ثلاثة ليالي يأتي فيها المنشدين ويعملون بالمولد بدون تقاضي أجر مادي، وأضاف أن هذه السنة الشيخ عيون محمد عامر هو من ينشد في الليلة الاخيرة.
وأضاف عبد الرحمن زكريا، تابع للطريقة الرفاعية، أنه ورث الخدمة في المولد عن أبيه وجدوده، وأنه لأول مرة يحضر بعد وفاة أبيه وأنه يأتي لخدمة الزائرين.
وعلق "شمس سعد" تابع للطريقة الرفاعية، أنه ورث الخدمة عن جدوده وأنه يخدم في المولد لأكثر من ٣٥ عام، يقوم بطهي الطعام مثل العدس، والنابت وفي أخر ليلة يتم إعداد اللحوم.
على الجانب الآخر تسمى مدينة المنيا بمنيا الفولي، نسبة إلى العالم الإسلامي الكبير الزاهد الصوفي الشيخ علي بن محمد بن علي المصري اليمني الشهير بأبي أحمد الفولي، الذي قدم من اليمن إلى مصر ثم استقر في المنيا، ودفن في ضريح خاص بجانب زاوية أنشأها في حياته علي شاطيء النيل الغربي، وعندما مر الخديوي اسماعيل على النيل وقف بتخته أمام زاوية قطب الصعيد العارف بالله أبي أحمد الفولي، ولمح عن بعد مزاره أمر بالتوجه نحوه ثم نزل إليه وأمر ببناء جامع كبير له، وضريح يليه بمقامه، وفي عام 1363هـ طلب عبدالحميد عبدالحق، وزير الأوقاف الأسبق، إعادة بناء المسجد وبني الضريح والمسجد الحالي على تراث إندونيسي ليس له نظير في مصر وتم نقل جثمانه إلى هذا الضريح في احتفال رائع.
وأضاف محسن حسن توني، مؤذن مسجد الفولي، أن أهالي المنيا يحتفلون كل عام يوم 27 رجب بمولد الإمام أبي أحمد الفولي، ويأتي إليه الأهالي من كافة محافظات مصر تبركا بالإمام أبي أحمد الفولي.
كما تحتفل طرق الصوفية وتقام السرادقات حول المسجد احتفالا بالمولد.