في إحدى القرى الريفية، وبالتحديد منطقة يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، يقع البيت الذي لم يتخطى ارتفاعه الطابقين، حيث كان شاهدًا على تلك المسرحية التي دارت أحداثها بالاغتصاب وانتهت بالقتل، ما تسبب في إثارة الجدل، بين القرية الريفية التي لم تشهد على مثل هذه الأحداث من قبل.
النيابة العامة، اقتادت مراهق يدعى "يوسف" البالغ من العمر 17 عامًا، منسوب إليه تهمة قتل زوجة والده واغتصابها عقب قتلها، إلى مسرح الجريمة، لتمثيل تلك اللحظات القاسية من جديد أمام فريق تحقيقات النيابة.
مثّل الشاب أمام جهات التحقيق من النيابة العامة وسط حراسة أمنية مشددة، وبدأ في تمثيل جريمته قائلاً: "يوم الواقعة توجهت إلى منزل زوجة والدي بعدما تأكدت من خروجه للعمل، لكي أراودها عن نفسها إلا أنها رفضت، وحاولت طردي والاستغاثة بالجيران، ما دفعني لكتم أنفاسها حتى سقطت على الأرض".
وأكمل بحسب نص التحقيقات: "بعد ذلك حملتها إلى غرفة النوم، ولم أكن أعلم أنها توفيت، ظننت أنها أغشى عليها.. واستغللت غيابها عن الوعي، وعاشرتها معاشرة الأزواج". وأضاف: "هربت من المنزل، ولم ألبث سوى ساعات حتى جرى القبض عليّ".
سجلت النيابة اعترافات المتهم بالصوت والصورة، أثناء تمثيل الجريمة، وأصدرت قرارًا بحبسه لمدة 15 يومًا على ذمة التحقيقات.
وطلبت النيابة تحريات المباحث النهائية حول الواقعة، وتقرير الطب الشرعي الخاص بالضحية، تمهيدًا لإحالة المتهم للمحاكمة الجنائية خلال أيام.
وكشفت تحقيقات وتحريات الأجهزة الأمنية والقضائية، التي جرت تحت إشراف اللواء خالد شلبي مساعد وزير الداخلية ومدير أمن الفيوم، واللواء هيثم عطا مدير المباحث، أن بداية الواقعة، كانت بورود بلاغًا للمقدم سامح عبد الظاهر، رئيس مباحث مركز يوسف الصديق، من عامل يدعى "حسين"، يفيد بالعثور على زوجته "الثالثة"، مقتولة داخل منزله.
وعلى الفور جرى إخطار اللواء رجب غراب، رئيس المباحث الجنائية بالمديرية، وانتقلت قوة أمنية تحت قيادة العقيد محمد ثابت رئيس فرع غرب الفيوم، إلى مكان الواقعة، وأجرت القوات معاينة لمسرح الجريمة.
وتبين أن المجني عليها عثر عليها في غرفة نومها، ويوجد خدش أسفل عينها، جروح في مختلف أنحاء جسدها، وأثار هتك عرض، بينما كانت القوات تواصل مناقشة الزوج الذي أكد أنه متزوج من الضحية منذ قرابة عام.
وحضرت النيابة العامة بصحبة الطب الشرعي، وناظرت النيابة جثة المجني عليها، وقررت تشريحها لبيان أسباب الوفاة، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وسرعة ضبط وإحضار القاتل "المجهول".
عقب الانتهاء من المعاينة ومناقشة الزوج، بدأ فريق البحث في فحص المترددين على المنزل، ومناقشة أولاد الزوج المقيمين بجوار منزل الضحية، وبدأت القوات في تفريغ الكاميرات القريبة من مسرح الجريمة، ومناقشة الشهود.
وتوصلت القوات تحت قيادة اللواء رجب غراب رئيس مباحث المديرية، إلى أن وراء ارتكاب الواقعة نجل زوج الضحية ويدعى "يوسف"، بعدما أدلى عدد من الشهود بأوصاف الشاب المشتبه فيه، بوجوده في مكان الواقعة وخروجه من منزل الضحية في وقت معاصر للجريمة.
جرى استئذان النيابة العامة، وألقي القبض على المتهم.