في أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، كانت تسكن الطفلة ندى صاحبة الثانية عشر من عمرها، اعتادت على الذهاب إلى مدرستها وكانت محبة لها، ولكن مابين عشية وضحاها، انقلبت الأحوال وكانت هذه المدرسة سببًا في انتهاء حياتها، وذلك بعدما اهتمت اهتمامًا بالغًا بمشاهدة التلفاز، وطلبت منها والدتها الاهتمام بدروسها.
"يا بنتي بلاش القعدة طول النهار قدام التليفزيون أدخلي شوفي مذكرتك"، كانت تلك العبارات السابقة، مجرد رسالة تحفيزية تلفظت بها الأم اتجاة طفلتها القاطنة في التجمع الخامس، قبل أن تهرب منها ابنتها بالانتحار داخل غرفتها.
البداية بتلقي بلاغ من أسرة الطفلة، يفيد العثور عليها معلقة بحبل داخل غرفتها، بعدما طلبت منها والدتها الاهتمام بمراجعة دوروسها وعدم قضاء أوقات طويلة أمام التليفزيون، وأنها دخلت إلى غرفتها وأغلقت بابها وبعد عدة ساعات دخلت والدتها للاطمئنان عليها بعدما رفضت الاستجابة لنداء والدتها، وفوجئت والدتها بالعثور عليها جثة هامدة، فحضر زوجها على صرخاتها وشاهد جثة ابنته.
انتقلت قوة أمنية من قسم التجمع الخامس وناظرت الجثة واستمعت لأقوال الأسرة، وأحال اللواء محمد منصور مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، المحضر إلى النيابة التي قررت فتح تحقيقات موسعة في الحادث لتحديد ملابسات الواقعة، والتأكد من أسباب الوفاة من خلال الأدلة الفنية، وغيرها من الأدلة المملثة في معاينة النيابة وتحريات المباحث.
وقررت نيابة القاهرة الجديدة برئاسة المستشار محمد سلامة، انتداب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة "ن. ك" 12 سنة، عثر عليها مشنوقة داخل منزل أسرتها في التجمع الخامس، لبيان أسباب وفاتها وموافاة النيابة بنتائج تقرير الصفة التشريحية، وكلفت النيابة المباحث بإعداد تحرياتها في الحادث وكشف ملابساته.
وانتقل مدير النيابة إلى مكان الحادث وناظر جثة الطفلة، وتبين وجود آثار خنق حول رقبتها، وأن الطفلة كانت معلقة جثة هامدة في مشنقة داخل غرفتها في، وقررت النيابة استدعاء أسرتها لسماع أقوالها حول الحادث، وصرحت بدفن الجثة، بعد استبعاد وجود شبهة جنائية.