قال عمرو فاروق، الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الانسحاب الأمريكي من أفغانستان تأتي في أعقاب رغبة واشنطن في تفكيك حركة طالبان، وليس التفاوض معها، عن طريق استقطاب قياداتها، والدفع بهم في تنفيذ مخططها سياسيا وليس عسكريا.
وأوضح فاروق، أن هذه الرؤية مطروحة من قبل الإدارة الامريكية منذ سنوات، وليست وليدة اللحظة، لكن انشغال الإدرة الأمريكية بعدد من الملفات داخل منطقة الشرق الأوسط حال دون تحقيق عمليات التفاوض التي مرت بالكثير من المراحل، وجاءت نتيجتها بالفشل.
ولفت فاروق في تصريح خاص لـ "بلدنا اليوم"، إلى أن واشنطن ترى حاليا، أن الوقت بات مناسبا للدخول في مفاوضات علنية مع حركة طالبان، بسبب الدخول في حرب بالوكالة مكانها للقضاء على تنظيم داعش في تلك البقعة الجغرافية ، وأن الإدرة الأمريكية أقرب في تصورها إلى تفكيك وتفتيت الحركة من الداخل منه إلى الحوار، بعبارة أخرى إن هدف الولايات المتحدة ليس الانصياع والتفاوض حول مطالب الحركة التي تعلنها بل العمل على إضعاف قواها وكسر عظامها.
وأكد فاروق، أن الإدارة الأمريكية الحالية ترى أن هناك إخفاقا عسكريا على مدى السنوات الماضية في القضاء على طالبان فلابد من طرح بدائل لفتككها عن طريق الحل السياسي، وهو السيناريو الثاني وفقا لما يطلق عليه "الاستراتيحية الأمريكية تجاه أفغانستان" وأن هناك تيار قوي داخل واشنطن، يرى أن الحرب الأمريكية في أفغانستان الآن لم تعد حرب "ضرورية" على عكس ما كانت عليه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث تواجد بدائل أخرى غير عسكرية يمكن أن تعتمدها الإدارة في الفوز على حركة طالبان وكسر عظامها وللخروج المشرف من أفغانستان .
وأفاد فاروق، أن عمليات التفاوض في حد ذاتها تمثل للإدارة الأمريكية المخرج من المستنقع الأفغاني الذي يزداد اتساعا مع تقدم حركة طالبان عسكريا.