في أحد المناطق العشبية وبالتحديد منطقة دار السلام، يقع المنزل الذي كان مسرحًا لجريمة استمر الثميل في أحداثها طيلة 4 سنوات، عدد أفراد الضحايا فيها طفلين لم يبلوغوا سن الرشد بعد، والبطل سيدة خمسينية، انعدمت معاني الرحمة والإنسانية في قلبها، ظلت هذه السنوات الماضية تمارس شتى أنواع العذاب مع حفيديها الذين تلاعبت بهم الدنيا منذ وصولهم إليها.
تفننت السيدة الخمسينية في عقاب أحفادها، فقد اعتاد الجيران على تلك الأصوات العالية والبكاء المتواصل للأطفال الذين يعيشون برفقتها، ولكن النهاية حسمت اليوم، بعد الحبس منفردًا عاريًا لمدة أسبوع في الحمام، كُتبت السطور الأخيرة في حياة أحد الطفلين، أثناء تلقيه وجبة العذاب اليومية التي كانت تقوم بها الجدة القاسية.
الحياة المريرة التي كان يعيشها الطفلان لم تبدأ منذ الـ4 سنوات التي عاشوها مع جدتهم، ولكنها كانت قاسية منذ ولادتهم، حيث تزوج والد الطفل القتيل عرفي، بعدما نشبت بينه وبين فتاة قصة حب، انتهت بالزواج منذ 7 سنوات، وبسبب صغر سنها وعدم بلوغها السن القانوني للزواج "18 عامًا" تم الزواج العرفي بينهما، وبعد قرابة عامين، أنجبت الفتاة طفلين "احمد ونور" ليعيشوا هذه الحياة ويعرفوا مأساتها.
الأم لم تبلغ الثامنة عشر، ومازالت موضوعة في قائمة "القاصر" وانجبت أطفالًا، ولكن والدهم لم يستطيع تسجيلهم قانونيًا بسبب صغر سن والدتهم، ولم يبقى أمامهم غير الاتفاق على تسجيلهم بعد مضي سنوات، واستمرت الحياة بينهم حتى تدخلت أم الزوج فى أمورهم، فنشبت بينهم المشكلات وانفصلا الزوجين.
انفصل الوالدان وانتقل الطفلان لرفقة جدة والدهما "زينب ع"، بعد زواج أمهما من آخر وإدمان والدهما المخدرات، وكانت الجدة تتفنن فى تعذيب الكبير حتى يخاف شقيقه الصغير.
تعذيب الجدة كان يسمعه الشارع بأكمله، كما سرد الأهالي، فكان الجميع يسمع "بتفتح التلاجة من غير إذني ليه"، وبعدها صوت رأس الطفل يرتطم في الحائط، أو "إزاي تعمل حمام على نفسك" وبعدها صراخ الطفل بشكل غير طبيعي.
إحدى جيران المتهمة قالت إنهم قاموا بإبلاغ نجدة الطفل، الا أنهم حضروا مرتين إلى المنزل ومنعتهم المتهمة من الدخول، وأنها كانت تستمع لصراخ الطفل أحمد على مدار اليوم، ولا تراه في الشارع أو المنطقة.
قبل وفاة الطفل بأيام، انقطع صوت صراخه حتى أن استغاثاته بالجيران بدأت تتوقف، حتى رأته فتاة داخل حمام شقة جدته عاريًا تمامًا ويجلس على قطعة قماش وينام عليها ليلًا، فهرعت لإخراجه إلا أن جدته شدتها للخارج قائلة لها "سيبيه عشان ما يعملش حمام على نفسه تأنى، ويلا اطلعى برة بيتي".
بعد انقطاع أصوات البكاء، قامت إحدى جيران الطفل بإبلاغ نجدة الطفل، وقالت في البلاغ أن هناك طفلاً صغيرًا تعذبه جدته وأن أهالي المنطقة قاموا بتقديم بلاغ مرتين من قبل، إلا أن هذه المرة توقف صراخ الطفل، وأنها متخوفة من أن يكون فارق الحياة.
وباشرت النيابة العامة التحقيقات، حيث أكد الطفل نور شقيق القتيل الأصغر، أن جدته كانت تخبط رأس القتيل في الحائط، وكانت تسعى لوضعه فى كرتونة وتضربه طوال اليوم.
وكانت النيابة العامة قد وجهت لها تهمة القتل العمد والتعذيب بعد اكتشاف وجود إصابات ظاهرة بجسد الطفل، وقررت حبسها ٤ ايام على ذمه التحقيق.
بداية الحادث وقع عندما تلقى قسم شرطة دار السلام بلاغًا بالعثور على جثة الطفل ٦ أعوام مقيم محل البلاغ وبه عدة إصابات متفرقة بجسده.
وبإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن الطفل المتوفى يقيم صحبة شقيقه طرف جدته لوالده "ربة منزل"، ومقيمة بمحل البلاغ، نظرًا لانفصال والديهما منذ 4 سنوات، وعدم تواجد والده بصفة دائمة بالمنزل، وأن الأخيرة دائمة التعدي على المجنى عليه وتعذيبه وأنها وراء ارتكاب الواقعة وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهمة.
وبمواجهتها أقرت بالتعدي على المجنى عليه باستخدام ماسورة حديدية، واليوم وحال قيامها بإيقاظه اكتشفت وفاته، تم بإرشادها ضبط الأدوات المستخدمة فى ارتكاب الواقعة تم اتخاذ الإجراءات القانونية.