علاء عبد الهادى رئيس اتحاد كتاب مصر: يجب مكافحة الفكر الإرهابى الدموى بثقافة مضادة
حلمى النمنم لم يقدم رؤية لإدارة الوزارة.. وإيناس عبد الدايم مكتوفة الأيدى
الواقع الثقافى الحالى ضعيف والحكومة السبب
الإعلام يهتم بالكرة والغناء والرقص.. والثقافة ليس لها نصيب
أنا ضد الرقابة.. ومع الانفتاح الثقافى الحذر من الجماعات المتطرفة
غلاء الأسعار وسوء التنظيم وعدم الاهتمام بالكاتب المصرى.. أبرز سلبيات معرض الكتاب
كان حلمًا يراود الكثيرين من مثقفى مصر وأدبائها ومفكريها بمختلف اتجاهاتهم وانتماءاتهم، تنظيم كيان ثقافى مستقل بعيدا عن الحكومة يجمع النخبة المفكرة؛ ليكون منبرًا لهم لإعلان مواقفهم من كل القضايا ثقافية كانت اجتماعية أو سياسية، وتدريجيا صار الحلم مطلبًا ملحًا لتلك الشريحة الوطنية المهمومة بقضايا الأمة، حتى تحول الحلم إلى حقيقة والمطلب صار واقعًا حين أسسه الأديب الراحل يوسف السباعى فى السبعينيات وضم نخبة من المبدعين أمثال صاحب نوبل نجيب محفوظ والكاتب محمد عبدالحليم عبدالله، إنه «اتحاد كتاب مصر».
"بلدنا اليوم" التقت رئيس اتحاد الكتاب الحالى الدكتورعلاء عبدالهادى، شاعر وناقد وأديب، ليطلعنا من وجهة نظره بإطلالة سريعة على أحوال الثقافة المصرية الآن وما قدمه الاتحاد لأعضائه وللمجتمع الثقافى بشكل عام ودوره فى محاربة الفكر المتطرف، وأجرينا معه الحوار التالى.
توليت المسئولية فى وقت حرج.. فكيف نلت ثقة الأعضاء؟
انتخبت رئيسا للاتحاد بعد ثلاث دوارت متتالية من ثقة الجمعية العمومية لأدائى فى المجلس، وهذه هى الدورة الرابعة لى والتى شرفنى زملائى بانتخابى رئيسًا للاتحاد وللنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر حاليًا بعد تثبيت الصفة النقابية للاتحاد وبعد تحويل اللجان الإدارية إلى أفرع وافتتاح فرعين جديدين، والآن نحن بصدد افتتاح فرعين آخرين ليكون مجمو ع الفروع فى الاتحاد 11 فرعًا جاءت من المطبخ الداخلى للاتحاد ومن ارتباط مباشر بمجموعة من أكبر الهيئات الثقافية والنقدية فى مصر، حيث كنت رئيسًا للجمعية المصرية للنقد الأدبى بعد الأستاذ عز الدين إسماعيل، كما أسست عضوية نادى القلم المصرى أى أن هناك خبرات ثقافية متراكمة للنقد الأدبى والفكرى، وحين أتيت رئيسًا أتيت برؤية استراتيجية مفادها اقتحام المشكلات المستعصية التى لم يتصد لها رؤساء الاتحاد السابقون.
حدثنا عن أهم السلبيات التى وجدتها؟
كانت هناك سلبيات عديدة أهمها متعلقة بالهيكل الإدارى، حيث كان هناك تسيب كبير على مستوى الإدارة والرؤية بجانب ضعف التشريعات الموجودة، وضعف الخدمات وغياب حضور الاتحاد على مستوى الدولة إلا على المستوى الإعلامى الزائف فى الحقيقة إن لم يكن بالرؤية التى نتمناها، فقمنا بوضع ثمانية تشريعات وثمانى لوائح جديدة؛ لائحة القيد والنشر والاتحاد، اللجان ولائحة لجنة الشعب، لائحة لجنة الجوائز ولائحة الأفرع النقابية الجديدة وتحويلها إلى أفرع لأول مرة فى تاريخ الاتحاد، لائحة المعاشات إلى آخرها مما ترتب عليه وجود رؤية قوية وبنية للاتحاد ووسائل عمل جديدة فى هذا الصدد من ثم قمنا بإدارة مالية جديدة لا تعتمد على أموال الاتحاد بتحويل الودائع إلى إدخارية جديدة أعلى، واجتهدنا فى تحصيل أموال الاتحاد المتأخرة لدى الغير سواء فى الإذاعة والتليفزون أو مستوى النشر، وأرسلنا محضرا بإسقاط التقادم المرتبط بحقوق الاتحاد لدى الغير لأكثر من 650 دار نشر، ورفعنا دعاوى على أكثر من 200 دار نشر لتحصيل المستحقات المالية التى لم يطالب بها الاتحاد من قبل لدعم المعاشات وفتح أفرع نقابية جديدة، وأقمنا مشروعا صحيا جديدا وقمنا لأول مرة بالتأمين على الاتحاد وقصور الاتحاد وعلي مقتنياته وتم إنشاء وحدة تصوير تليفزيونى، ورفعنا المعاشات مرتين بطريقة صحيحة عبر خبير، واستطاعت الإدارة المالية تحصيل ما يقارب 14 مليون جنيه تم إضافتها إلى رأسمال الاتحاد وهذا أتاح لنا زيادة المعاشات مرتين بما يوزاى 46% من اصل المعاشات، وأبلينا بلاء حسنا فى مواجهة الإرهاب والتطرف وأقمت مؤتمرا كبيرًا لمكافحة الإرهاب افتتحه معى الزميل عمرو موسى.
حدثنا عن نشاطاتك كرئيس لاتحاد كتاب مصر والإنجازات التى حققها؟
إنجازاتى تمثل رؤية فريدة لميلاد جديد للاتحاد خاصة بعد تثبيت الصفة النقابية لاتحاد الكتاب فى كل مرافق الدولة، كما تم توقيع عدة اتفاقيات تعاونية وثقافية مع الأردن، لبنان، البحرين، الجزائر، الإمارات، تونس، السودان، المغرب، فى سوريا مع رابطة الأدب الخيالى، الصين ورومانيا وألمانيا، كما تم توقيع اتفاقية مع فلسطين وهى أول اتفاقية تتم مع اتحاد الكتاب الفلسطينى بعد اتحاداته مع ما يسمى اتحاد كتاب الشتات مع الفلسطينيين الموجودين خارج الأراضى المحتلة، حيث يعتبر اتحاد كتاب مصر الأم لاتحاد الكتاب العربى.
حدثنا عن دور الاتحاد فى مواجهة الإرهاب؟
لقد أقمنا العام الماضى فى كل أفرع الاتحاد ندوات متصلة بعنوان "ندوات تتحدى الإرهاب"، وأوصيت أن تقيم كل نقابة فرعية مؤتمرًا فى شأن من شئون الثقافة وهذا يؤثر فى مستوى الثقافة، أيضًا اتحاد الكتاب جزء من منظومة ثقافية متكاملة يجب أن تتعامل فى تجفيف منابع الإرهاب ثقافيا بمعنى أن تكون هناك ثقافة مضادة تقف أمام هذا الإرهاب، وهذه هى أهم الأدوار التى نقوم بها فى هذا الخصوص من خلال الندوات والمؤتمرات الشبابية والمحاضرات الثقافية على مدار اليوم بجانب تشجيع القراءة الثقافية.
رأيك فى الواقع الثقافى المصرى الحالى؟
فى وجهة نظرى هناك مشكلة فى استراتيجيات وزارة الثقافة من جهة والمشكلة الأخرى تكمن فى عدم اهتمام الحكومة بمشروع ثقافى قومى، وهذا يمثل ضعفا كبيرا فى قدرة الثقافة المصرية أن تقود الثقافة العربية والإسلامية والأفروآسيوية إلى آفاق أرحب ويجب أن يكون مشروع الترجمة العكسية وهى ترجمة الأدب العربى والغربى خاصة على قائمة الاهتمامات.
ما رأيك فى دور وزيرة الثقافة الحالية الدكتورة إيناس عبد الدايم؟
أعتقد أنها تجتهد فى تفعيل وبناء علاقات فى الخارج، ومن وجهة نظرى أن الوزارة تقوم بما هو متاح لها فهى مكتوفة الأيدى وتعمل حسب رؤية الدولة، وأرى ضرورة أن توجه وزيرة الثقافة بضرورة تأسيس بنية تحتية ثقافية لأن الثقافة ليست كتابة القصة أو الرواية فحسب بل مشروع أمة.
هل استطاع الوزير السابق حلمى النمنم أن ينشط دور الوزارة؟
لا أرى أن وزير الثقافة السابق قام بأى دور نوعى يمكن أن تتقدم من خلاله وزارة الثقافة.
هناك من يعتقد أن دور الوزارة مقصور على إقامة الحفلات والندوات فأين دور وزارة الثقافة الحقيقى؟
هذا صحيح إلى حد بعيد ولكن يجب تفعيل الثقافة الجماهيرية ويجب الاهتمام بآليات جديدة لتفعيل الدور الثقافى المعيشى فى مؤسساتها، هذا الدور تفعله وزيرة الثقافة فى قصور الثقافة وهيئة الكتاب ولكن المحصلة هو غياب رؤية استراتيجية تعيد هذه المؤسسة من جديد إلى الوصول إلى المحتاجين للثقافة، فإلى الآن وزارة الثقافة تتجه إلى المثقف، ويجب أن تتجه وزارة الثقافة إلى غير المثقف هذه هى رؤيتى وهذا يحتاج إلى إعادة التشكيل الإدارى والمالى والهيكلى.
بعض الكتب تحمل رؤى متطرفة وشاذة لبعض الشباب.. فما تفسيرك؟
ليت الأمر اقتصر على ذلك فحسب بل يوجد مؤتمر شرق الدلتا الثقافى الذى تم منذ أيام قليلة ملىء بالجماعات المتطرفة والأفكار الهدامة، ويجب التصدى لها بمنتهى الحسم وهؤلاء ليسوا دخلاء ولكن مسجلين على خريطة تطرف عقدى ودينى، ومع ذلك أتيحت لهم رئاسة مؤتمر والتقدم بأبحاث وهذا شىء خطير ويعتبر غزوا من جماعات متطرفة لوزارة الثقافة ويجب الحذر من ذلك لأن مع الانفتاح الثقافى والتعامل مع الآخر ليس مع جماعة منظمة أو أكثر قد يكون له أهداف خارج الدولة.
أين دور النشر ومسئوليتها فى مكافحة تلك الآفة وهل هناك رقابة عليها؟
هناك عدد كبير من دور النشر تحولت إلى "مطبعجية" يطبعون الكتب مقابل أموال بالمخالفة لقانون الملكية الفكرية وحقوق المؤلف، وعدد كبير من دور النشر تستغل المؤلفين وتأخذ قوته وقوت أولاده.
والمفروض ألا يقتصر الأمر على الدور الرقابى فقط، ولكن توعية المؤلف بحقوق الملكية الفكرية هذه نقطة مهمة بجانب أن الثقافة لا يمكن أن تحلق بدون إعلام أى بدون ثقافة الصورة، الإعلام الآن مقصر بشكل كبير للغاية فى الاهتمام بالثقافة وبالنظر لخريطة التليفزيون الآن وعدد ساعات البث، سنعلم مدى تدهور الثقافة مع انتشار بث كرة القدم والرقص الشرقى أو الغناء على سبيل المثال فأنا لست ضد كل هذا ولكن مع أن تحتل الثقافة مكانها اللائق كى تستعيد مكانتها المفقودة.
ما تعليقك على ظهور كتب لعزمى بشارة وغيره من التيارات المتطرفة فى معرض الكتاب؟
فى وجهة نظرى، لا يخلو معرض من تسريب كتاب أو كتب يمكن أن ينظر لها فى هذه المرحلة بصفتها كتبا غير مواتية للمرحلة السياسية الحالية، ولكن السؤال كيف يكون هناك مستوى ثقافى، فأنا ضد كل أنواع الرقابة ومع الانفتاح الثقافى ولكن ضد الجماعات المنظمة التى تعمل لغير صالح مصر إما دون ذلك فأنا مع انفتاح الثقافات.
كيف ترى معرض الكتاب الدولى وخاصة أنه تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى؟
كان ناجحا ولكن هناك ثلاث ملاحظات أولها غلاء سعر الكتاب، والثانى سوء تنظيم الندوات الشعرية، والثالث هو سوء الاهتمام بالكاتب المثقف المصرى، وتم تقديم كتاب أقل قيمة وبالتالى تم إهانة المثقف المصرى والشاعر المصرى لصالح أحيانا الآخرين وهناك تعميم مخل ولكن هذا ما حدث.
انتخابات الصحفيين على الأبواب فهل النتيجة محسومة لصالح أحد؟
نعم، ستشهد الكثير من الصراعات والآراء المختلفة ولكن فى رأيى أن النجاح محسوم لأحد المرشحين.