قطع كل من "محمد سيف" 16 سنة، "أحمد جمال" 17 سنة، مسافات طويلة حينما جاءوا من إحدى قرى محافظة المنيا، للعمل والبحث عن لقمة عيش، ليوفروا احتياجاتهم المعيشية، وعملا بأحد محلات "الفول والطعمية"، بمنطقة الشرابية، وعاشا بشقة مستأجرة في الدور الأرضي الفرد الواحد بـ 200 جنيه بعقار مكون من 5 طوابق.
لم يدر كل من الشابين أن حياتهم تنتهي بهذه الطريقة المأساوية، بعد جلوسهم المتواصل قرابة 3 شهور لم يروا أسرهم التي تنتظرهم، كعادتهم لعودتهم إلى بلدتهم لأداء امتحاناتهم، حتى عثر عليهم أهالي سكان شارع 6، مذبوحين داخل غرفتهم، حينما شعرت صاحبة المنزل، بتسريب رائحة الغاز والتي ملأت أرجاء المنزل، فتوجهت مسرعةً لمنطقة انبعاث الرائحة، وبدأت رائحة الجريمة تفوح، لتكتشف وجود جثث غارقين في دمائهم.
وبتواصل "بلدنا اليوم" مع أسر أحد الضحايا يقول الدكتور أحمد سيف، شقيق محمد المجنى عليه، إن الضحايا كانا يعملان سويا فى مطعم بمنطقة الشرابية فى القاهرة، ويعودا سويا لأداء الامتحانات، وكانا يقطنان داخل شقة مملوكة لصاحب المطعم، لكن صاحب المطعم ضغط عليهما للخروج من الشقة، فقاما سويًا باختيار سكن بديل، فسكنا فى الدور الأول بمنزل مملوك لأحد الأشخاص، ويقطن به شباب آخرون، وظلا يقطنا بالغرفة لما يقرب من أربعة أشهر.
وسرد شقيق المجني عليه اللحظات الأخيرة قبل الحادث، قائلاً: "قبل الواقعة بثلاث أيام هاتفنا محمد، وتحدث معنا فى مكالمة صوتية عبر فيسبوك، وتحدث بعد ذلك مع أفراد من الأسرة، كما تواصل أحمد جمال مع والدته، وأخبرها أنه سيعود إلى البلدة بعد أن يحصل على ما يقرب من ٥ آلاف جنيه حصيلة جمعية اشترك بها.
واستكمل شقيق ضحية الشرابية: "فوجئنا بنبأ الغدر بشقيقى محمد، وجارى أحمد جمال، وعلمنا من الأجهزة الأمنية، أن شقيقى محمد طعن طعنتين بالقلب، فيما تم طعن أحمد جمال طعنتين بالظهر، لافتًا إلى أنه تم الغدر بهما وقتلهما أثناء النوم، والدليل على ذلك أننى ذهبت فى وقت سابق إلى محل سكنهما، وأعلم أن شقيقى محمد ينام على ظهره بالفعل، طعن فى القلب بينما ينام أحمد جمال على بطنه وطعن بالفعل فى ظهره، موضحًا أننا فوجئنا بفتح الغاز عليهما داخل السكن بعد ذبحهما، ولم نعلم سبب ذلك حتى الآن".
وأردف: أن من قام بتلك الجريمة على علم تام بأن المجنى عليهما لديهما مبالغ مالية، حيث أنه تم سرقة المبالغ المالية والهواتف المحمولة، لافتا إلى أننا نثق فى قدرة الأجهزة الأمنية لضبط الجناة، ونطالب بالقصاص لحق ضحيتى لقمة العيش فى الغربة.
وتكثف الأجهزة الأمنية بالقاهرة، جهودها لكشف لغز ملابسات الواقعة، حيث تم تشكيل فريق بحث ضم أكثر من 40 ضابط وبالتنسيق بين مديريتي أمن القاهرة والمنيا، لفحص علاقات المجني عليهم، لسرعة ضبط المتهمين.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقى الرائد كريم البحيري، رئيس مباحث قسم شرطة الشرابية، بلاغًا من الأهالي مفاده العثور على جثتين لعاملين أحد المطاعم بمنطقة الشرابية داخل أحد الغرف بشقة بدائرة القسم.
وبالانتقال والفحص تبين، أن المجني عليهما هما محمد. س 16 سنة، أحمد. ج 17 سنة، مقيمين بالمنيا، وأنهما جاء إلى القاهرة للبحث عن فرصة عمل، ودلت التحريات أن الشابين كان يعملان بمطعم بمنطقة الشرابية، واستأجرا شقة بالقرب من العمل، منذ عدة أشهر، موضحةً أن الأهالي عثروا عليهما داخل غرفة سكنهم مذبوحين، فأبلغوا الشرطة.
وتحرر المحضر اللازم عن الواقعة، وجار تكثيف الإجراءات لكشف غموض الحادث، وإحالته للنيابة التحقيق.