يبدو أن عام 2018 لن يكون عامًا على رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، حيث قد يشهد هذا العام نهاية غير سعيدة له فى حكم إسرائيل، الأمر الذي قد يصل إلى أن يحدث معه ما حدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، إي يصل به المطاف بالسجن بعد تورطه فى 4 تهم فساد مختلفة ما بين النصب والرشوة والاحتيال.
قضايا الفساد ضد نتنياهو
أثبتت الشرطة الإسرائيلية فساد "نتنياهو" فى قضيتين من أصل 4 قضايا، أوصت الشرطة بتقديم "نتنياهو" للمحاكمة فى القضية المعروفة إعلاميا بـ1000، التي تتعلق بحصوله على هدايا متمثلة فى سيجار فاخر وشمبانيا باهظة الثمن ورحالات إلى دول أوربية، ذلك في مقابل تقديم تسهيلات لرجال أعمال إسرائيليين، تتمثل فى منحهم تأشيرات للسفر إلى الولايات المتحدة.
ولقوة وسائل الإعلام في أي دولة، في تشكيل الرأي العام، كانت القضية الثانية ضد "نتنياهو"، حيث أوصت الشرطة فيها محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، في قضية تحمل رقم 2000 حول ممارسة نفوذه على صحيفتى يديعوت أحرونوت وإسرائيل اليوم، وإجرائه مساومات؛ بهدف انحياز السياسة التحريرية للصحيفتين لمصلحته، من أجل كسب شعبية أوسع خلال انتخابات الكنيست فى عام 2015.
نتنياهو وإستراتيجية الإلهاء
والآن يحاول نتنياهو قلب الأمور لصالحه، وذلك من خلال جر حزب الله إلى معركه، في محاولة عليى الكتم علي خيبته في التغطية على تهم الفساد التي تحوم حوله.
صرح رئيس مركز المعلومات التحليلية بمعهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية:أن أطلاق الجيش الإسرائيلي عملية درع الشمال على الحدود مع لبنان؛ بهدف تدمير الأنفاق العابرة للحدود التي حفرها حزب الله اللبناني لمهاجمة الأراضي الإسرائيلية.
يتولّد انطباع بأن أمرا ما اعترض خطط نتنياهو في حرب الأنفاق، كان يراهن نتنياهو على دعم دولي واسع، أملًا برفع شعبيته في الانتخابات البرلمانية، لكنه لم يحصل عليه، لأنه لم من يتمكن جر حزب الله إلى معركة.
وحسبما أكد صحفيون وباحثون سياسيون إسرائيليون،حاول نتنياهو صرف الانتباه عن قضايا الفساد، من خلال تلك العملية العسكرية ، لكن بات الأمر بالفشل؛ لأن هذه المناورة لام تجلب أي عائد يذكر،
من جانب الجيش الإسرائيلي، لم يكن متحمسًا للتصعيد مع حزب الله، فالحزب من حيث إمكاناته القتالية، لا يمكن مقارنته بحركة حماس الفلسطينية، يعي الجيش الإسرائيلي جيدًا أن مقاتلي حزب الله حصلوا على خبرة قوية في الحرب الأهلية السورية، حيث كانوا يقاتلون إلى جانب الجيش الحكومي.
لبنان وإسرائيل علي وعي بخطورة الأمر
لبنان وإسرائيل علي وعي شديد بأن الحرب الجديدة ستكون مدمرة، إن لم تكن كارثية، لكلا الطرفين، ولا مصلحة لحزب الله حاليا بالتصعيد مع إسرائيل.
وتجري حاليًا عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان، ويأمل الحزب في الحصول على مقاعد أكثر هناك، ولا تحظى الحرب بشعبية خاصة في المجتمع اللبناني، الأمر الذي يأخذه قادة حزب الله بعين الاعتبار.
ومن جانب طهران لا توجد دعوات للحرب مع إسرائيل،ولكن ذلك يمكن أن يحدث فقط، إذا أقدمت الولايات المتحدة على عدوان صريح ضد إيران.
وبالتالي، فإن التصعيد الحالي ما هي ألا حرب نفسية، كان الرئيس فيها المؤلف ومنفذها رئيس وزراء إسرائيل، ولكن في الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد مصادفات قد تثير نزاعا مسلحًا.