فاطمة رشدي المونولوجست التي رفضت «التحرش»

الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 | 12:47 مساءً
كتب : شيماء شاهين

سارة برنار الشرق.. هكذا أطلق عليها نقاد زمنها، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك ووصفوها بـــ”المعجزة”.فاطمة رشدي” من مواليد محافظة الإسكندرية عام 1908، ولدت بين ثلاث شقيقات، رتيبة وإنصاف، عملتا بالتمثيل، أما شقيقتها الكبرى “عزيزة” فكانت تعمل بالفن أيضًا لكن فى مجال الرقص، وهذا يخبرنا بسبب انخراطها فى الفن وفى القاهرة عرفت الأسرة، مسارح روض الفرج، التى كانت كثيرة وقتذاك، وانتهى بها الأمر إلى العمل “منولوجيست” فى تياترو البيسفور، ولكنها لم تستطع الاستمرار فى العمل هناك كثيرًا بسبب ما كانت تتعرض له من تحرش من قبل المترددين على التياترو، فاَثرت ترك المكان.الرجال فى حياة فاطمة رشدى يعتبر"عزيز عيد” هو أول من مد إليها يد العون، لتدخل عالم الفن، حيث أحضر لها “عيد” مدرسًا للغة العربية ليعلمها القراءة والكتابة ومدرسًا من الأزهر ليعلمها قراءة القرآن الكريم وآخر لكي يعلمها فقه الأدب الحديث والقديم وآخر لكي يعطيها دروسًا في الرسم ولم يكن يكتفي بكل هؤلاء بل كان يحرص على أن يجلس عدة ساعات يوميًا معها لكي يقوم بتعليمها طرق الأداء التمثيلي المختلفة فى ذلك الحين، بدأت تتسرب بعض المشاعر داخلها تجاه “عزيز عيد”، بينما كان هو قد هواها مبكرًا، على الرغم من فارق السن بينهما، حتى أعلن لها أنه على كامل الاستعداد أن يشهر إسلامه حتى يتزوجها وبعد الزاوج انفصلت “فاطمة رشدى” عن “عزيز عيد” والد ابنتها الوحيدة “عزيزة”، بسبب غيرته الشديدة عليها وكونت فرقة مسرحية بعيدة عنه.ثم تزوجت فيما بعد من المخرج “كمال سليم” الذى أسند إليها البطولة فى فيلم “العزيمة” وهو من أشهر أدوارها ولكنها لم تحقق نفس النجاح الذى حققته فى المسرح، وحدث الطلاق سريعًا. أعمالها فى المسرحالذئاب- الصحراء- القناع الأزرق- الحرية- الشرف- النزوات- ليلة الدخلةعندما قدمت مسرحية (النسر الصغير) للمؤلف رادمون روستان، التى قدمتها الفنانة العالمية سارة برنار نالت اللقب “سارة برنار الشرق”.بعد انفصلها عن "عيد" إتجهت فاطمة رشدى إلى عالم سينما.ومن أهم أفلامها التى أنتجتها فيلم “الطائشة” و“ثمن السعادة” و”مدينة الفجر” و”الغجرية”.وفاتهافى أواخر ستينات القرن الماضي، اعتزلت “فاطمة رشدى” الفن وعاشت فى هدوء بفندق شعبى فى القاهرة، حتى كشفت جريدة الوفد ما تعيشه من معاناة لا تليق بقيمتها الفنية الكبرى، عندها تتدخل الفنان فريد شوقى حتى يتم علاجها على نفقة الدولة، إلا أن “المعجزة” توفيت فى 23 يناير عام 1996 ولم يفارقها العناء ولم تنل التقدير الذى تستحقه.