فرت هاربة من بطش أخيها إلى القاهرة حيث "شارع الهرم" لتبدأ مسيرتها الفنية من بوابة "الرقص" بعد تعرفها على الفنانة الاستعراضية سعاد فتحي ثم تقديمها لرقصة "الكاريوكا" العالمية في أحد عروض فرقة الرقص الخاصة بالفنانة الاستعراضية بديعة مصابني حتى التصق بها الاسم طيلة حياتها، إنها "بدوية تحية محمد علي" والتى اشتهرت بعد ذلك بـ "تحية كاريوكا" التي بدأت مسيرتها الفنية في سن صغير عام 1940 وقدمت العديد من الأعمال الفنية الخالدة.
في الذكرى المائة لميلاد الفنانة الاستعراضية "تحية كاريوكا" يرصد موقع "بلدنا اليوم" تفاصيل زيارتها المتكررة لمدينة طنطا وترددها على مقهى "الأحمدي" التي تجاور مسجد "شيخ العرب" السيد البدوى وتعد أقدم المقاهي في مدينة طنطا حيث أنشأت منذ 1919 على يد عائلة "نجيب" التي تورثوها عبر الأجيال.
"جات هنا 3 مرات وكانت بتحب القهوة المظبوط" بهذه الجملة يسترجع "خليل محمد نجيب، 74 عامًا، صاحب المقهى، بعض الذكريات التي حكي عنها جده ووالده خلال زيارة تحية كاريوكا للمقهى متابعا أنها في أحد زيارتها لمسجد السيد البدوى في أواخر الستينات جاءت إلى المقهى برفقة معجبيها وطلبت من أحد العاملين أن يحضر لها "اليانسون" وجلست وسط العامة تتلقى الترحيب.
ويتابع، في البداية لم يكن يعلم جده أنها فنانة مشهورة فعند ملاحظة تجمع الجالسين على المقهى حاول أحد الطاولات فاستدعي أحد العاملين ليسأله عن السيدة التي يتجمهر حولها الناس ليعلمه أنها الفنانة الاستعراضية تحية كاريوكا وقام بالترحيب بها وأمر العاملين بتقديم الخدمة دون مقابل وفي المرة الثانية كانت في أحد الحفلات بمدينة طنطا وجاءت بفرقتها إلى المقهى ويشير على أحد جوانب المقهى قائلا "دا مكانها المفضل".
ويختم حديثه متباهيًا بتاريخ المقهى منذ 1919 لم تشهد المقهى زيارة الفنانين فقط بل تردد عليها الرؤساء والوزراء والمسئولين ويذكر زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات قبل اتخاذ قرار الحرب برفقة الشيخ متولي الشعراوي وبعض الوزراء مشيرًا إلى أن "الشعراوي" كان يلقى على العامة بعض دروسه في المقهى وله مقعد خاص به حتى الآن محتفظ به في المخزن الخاص بالمقهى.