تبدأ الكنائس القبطية الأرثوذكسية، مساء اليوم، مراسم قداس عيد الغطاس المجيد، حيث يترأس البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم ، قداس عيد الغطاس، بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بمحطة الرمل في الإسكندرية.
استقبال المهنئين غدا
فيما يستقبل البابا صباح غدا، المهنئين بالمقر البابوي في الإسكندرية، يجرى التقليد أن يصلي البابا عيد القيامة في القاهرة، فيما يترأس قداس عيد الغطاس في الإسكندرية.
الاغتسال من الخطايا والذنوب
يعود عيد الغطاس في المسيحية إلى إشارة اغتسال الإنسان من الخطايا والذنوب والعودة إلى الله بعد الاغتسال، يُسمى هذا العيد عند الأقباط بعيد الغطاس، لأن المسيح قَبِلَ العماد فيه بالتغطس.
الامتناع عن أكل اللحوم
يستقبل الأقباط عيد الغطاس بصيام "البرامون" يمتنعون فيه عن أكل اللحوم ليومين، ينتمى "صوم الميلاد"، الذى يسبق عيد الميلاد المجيد، لما يُعرف بـ"أصوام الدرجة الثانية"، التى يُسمح فيها بأكل السمك، ولا تشترط الانقطاع عن الأكل والشرب، لكن أيام "البرامون" التى تسبق عيدى الميلاد والغطاس، يكون صيامها من الدرجة الأولى، إذ لا يُسمح فيها بأكل السمك، ويُصام فيها صومًا انقطاعيًا عن الأكل والشرب حتى المساء، كما تُصاحب أيام البرامون قراءات خاصة فى الكنيسة، وتختلف بحسب مدة أيام البرامون، "، ، بينما تستمر احتفالاتهم بالعيد لمدة ثلاثة أيام، ويحرص الأقباط على أداء طقس المعمودية لأطفالهم وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، خلال صلوات قداس العيد بالكنائس.
عيد القداس من الأعياد "السيدية الكبرى
يعتبرعيد القداس من الأعياد "السيدية الكبرى" أي من الأعياد الخاصة بالسيد المسيح وعددها 15 عيدًا، 7 منها تصنف أنها كبرى و8 تصنف أنها صغرى ، وعيد الغطاس هو ذكرى تعميد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، حسب الاعتقاد المسيحي، وتقيم الكنائس بتلك المناسبة قداسات صلاة، ويتميز الاحتفال بعيد الغطاس، بتقديس ومباركة المياة خلال قداسات العيد والتي يتم الاحتفاظ بها طوال العام، وذلك خلال صلوات ما يسمي بـ"اللقان.
يبدأ الاحتفال بصلاة القان ومباركة المياه
ويبدأ الاحتفال بصلاة اللقان ومباركة المياه، ثم القداس الإلهي لعيد الغطاس المجيد ويلقي البابا عظة العيد ، "هذا هو ابنى الذى به سررت" يردد كاهن الكنيسة وهو يصلى قداس عيد الغطاس المجيد .
وللعيد عدة أسماء، منها الغطاس، لأن الآباء الأوائل استوعبوا مبكّرا أن المعمودية لا تتم إلا بالغطس فى الماء، أما الاسم الثانى هو "عيد الإبيفانيا"، وهى كلمة يونانية تعنى الظهور، وهو لفظ يُستخدم فى الحياة العامة للتعبير عن زيارة شخصية عظيمة كالإمبراطور حين يحضر احتفالات، فيقال "إبيفانيا"، لأنه ظهر ورآه الناس، وتعنى هنا "الظهور الإلهى"، والاسم الثالث هو "عيد الثيؤفانيا"، وكلمة ثيؤس تعنى الله، والكلمة كلها تعنى "الظهور الإلهى" أيضًا.
ويأتي العيد محملا بعدة طقوس ومسميات، من بينها "برامون"، و"لقان"، وكلها أسماء يونانية لطقوس وصلوات تقام في الغطاس من كل عام.
يشتهر العيد بأكل "القلقاس والقصب"
ويشتهر عيد الغطاس عند الأقباط بأكل "القلقاس والقصب" الذي يرجعه الأقباط لرموز روحية منها أن نبات القلقاس يزرع عن طريق دفنه كاملا في الأرض ثم يصير نباتا حيا صالحا للطعام، وتعتبر المعمودية هي دفن للإنسان تحت المياه وقيامه مع السيد المسيح كما حدث له عند التعميد في نهر الأردن، أما القصب فلونه الأبيض يرمز للنقاء الذي توفره المعمودية حسب الاعتقاد المسيحي.
قرأ النبوات من العهد القديم
وفى عيد الغطاس، تُقرأ النبوات من العهد القديم، من "كتاب صلوات اللقان"، ويقوم الكاهن بـ"رشم الصليب"، أو وضعه على جباه الرجال بعد الصلاة على المياه، كرمز للاغتسال من الخطية، كما يرتبط عيد الغطاس لدى الأقباط المصريين بأكل القلقاس والقصب، وللاثنين دلالات مسيحية، فالقلقاس لا يؤكل إلا بعد نزع قشرته الخارجية كما حدث مع المسيح قبيل تعميده، وهو رمز التطهر من الخطيئة، أما القصب فيمتاز بكثرة السوائل داخله، ويرمز أيضًا لماء المعمودية.
اللقان.. ماء الاغتسال فى الكنيسة
"صلاة اللقان" إحدى الصلوات المرتبطة بعيد الغطاس المجيد أيضًا، ويقول القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة العذراء وعضو المجلس الملّى العام، إن كلمة "اللقان" اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى، ويصلى عليها الكاهن.