يعد الملك بيدرو، ملك البرتغال الذي تولى حكمه فى القرن الرابع عشر، والذي سماه الناس بـ "القاسي"، من أبرز الملوك الذين وصفهم رعاياه بالدموية وشدة العقاب، لكنه في الواقع لم تكن القسوة جزء من طبيعته، إلا أنها مكتسبة نتيجة تجربة مريره أو صدمة مزلزلة.
وترجع أسباب الحادثة بعدما أجبر الملك الفونسو الرابع أبنه الامير بيدرو وريث عرش البرتغال، على الزواج من الزوجة الأولى زوج شقيقته المتوفى، وذلك لضمان دعم أبيها ملك قشتالة كونستانس إحدى ولايات البرتغال فى ذلك الوقت.
ولم يكن وريث عرش البرتغال بيدرو راضيًا بزواجه من طليقة ملك قشتالة، وسرعان ما وقع الأمير البرتغالي في حب الخادمة إينيس دي كاسترو، والتي وصفت حينها بالمرأة الشابة الجميلة والحسناء.
وقد رفض بيدرو محاولات والده لتزويجه، ومن جهة أخرى عاش الأمير علاقة غرامية مع عشيقته إينيس دي كاسترو، وأنجب منها أربعة أبناء، فيما أقدم ملك البرتغال ألفونسو الرابع على إنهاء العلاقة بين ابنه وعشيقته بعدما وصل إليه أخبار تؤكد له العلاقة، وذلك من خلال إرسال بعض النبلاء من رجاله من أجل وضح حد لحياة إينيس دي كاسترو، وقد تمكن هؤلاء المبعوثون من إنجاز مهمتهم على أحسن وجه، حيث أنهم لم يترددوا لحظة واحدة في قتل إينيس أمام أبنائها الأربعة.
وبعد اكتشاف بيدرو مقتل عشيقته، أقدم على محاربة والده، وسرعان ما جمع جيش وأعلن الحرب على والده ودارت حرب دموية عنيفة بين الإبن والأب لكن الأب كان المنتصر فيها، وبعدها حاول بيدرو إثارة الفتنة، وقد تسبب في اندلاع حرب أهلية قصيرة، ومع وفاه والده ألفونسو الرابع وتوليه لمنصب ملك البرتغال سنة 1357، عمد بيدرو الأول إلى القيام بحدث جلل فى تاريخ البرتغال.
حيث قام بيدرو الأول بعد تنصيبة ملكاً، بإخراج عشيقته إينيس من قبرها وأعاد رأسها والبسها لبس الملكة ووضعها على العرش، وأمر الجميع من في القصر بأن يقبلوا يدها ويبايعوها كملكة عليهم.
حكم بيدور لمدة عشرة أعوام وقبل أن توافيه المنية أمر ببناء قبرين في غاية الجمال واحد منهما لإينيس والآخر له، وقد جعل القبرين في موضع كل واحد منها مقابل للأخر وكتب بينهما على الرخام "معاً حتى نهاية العالم".